الحسكة- .

تحقق الرياضة التوازن بين روح وجسد الإنسان، ولها دور مهم في الحفاظ على صحته وراحته النفيسة أيضاً. وتمنح القوة للعضلات، ومفيدة في الحفاظ على توزان ضغط الدم. وفي نفس الوقت فإن الرياضة تحميه من الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب. الأشخاص المصابين بالسمنة أو المصابين بالأمراض الأخرى يلجؤون إلى الرياضية من أجل الحصول على اللياقة البدنية. 

العقلية القائمة على التمييز الجنسي والتي تعمل على إقصاء النساء من النشاطات والفعاليات الاجتماعية، أثرت على مشاركة المرأة في مجال الرياضة أيضاً. وبالتالي فإن عدداً قليلاً من النساء تشاركنَّ في النشاطات الرياضية. ورغم جميع الصعوبات والعراقيل فإن النساء استطعنَّ تجاوز هذا الواقع والمشاركة في مختلف المجالات الرياضية. وفي مقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا، يوجد نادي رياضي باسم نادي الجزيرة. فيه قسم خاص للنساء وقسم خاص للرجال، وسجلت في النادي حوالي 100 امرأة تتراوح أعمارهن بين (15ـ50) عاماً، يرتدنَّ النادي يومياً لمدة ساعة واحدة، على ثلاث دفعات، ويشاركنَّ في مختلف النشاطات الرياضية.

"افتتاح قسم خاص للنساء في النادي"

المشرفة المختصة باللياقة البدنية مريفان عيسى، هي صاحبة فكرة افتتاح النادي الرياضي، وتقول حول المشروع "لقد تخرجت من المعهد الرياضي. ونظراً لحاجة المدينة والأهالي إلى وجود نادي رياضي، وخاصة للنساء، فقد بادرت إلى إنجاز هذا المشروع. وقد تلقيت الدعم والمساندة من زوجي. لقد كان هدفي هو أن أفعل أمراً مفيداً في تخصصي بما يخدم شعبي. وفي نفس الوقت كانت لدي رغبة في العمل في مجال تخصصي. في البداية كان النادي يضم فقط قسماً للرجال، وفيما بعد ولأجل تأمين فرصة للنساء للانضمام إلى النادي، قمت بإضافة قسم خاص للنساء.  نظراً لظروف المدينة وكذلك بسبب ظروف الحرب والصعوبات التي يعاني منها الأهالي، لم يلقى المشروع إقبالاً من قبل النساء في البداية، ولكن وبعد عام 2018، ازداد إقبال النساء وانضمت العديد منهنَّ إلى النادي".

"فوائد الرياضة في الحياة"

وحول فوائد الرياضة في حياة الإنسان تقول مريفان عيسى "نحن نلاقي المزيد من الصعوبات والعراقيل، لأن العديد من النساء تقصدنَّ النادي بسبب ما تعانينَّ من أمراض. ولذلك فإننا نهتم كثيراً بوضعهنَّ الصحي، وعندما تتحقق الفائدة المرجوة فإننا نشعر بالمزيد من السعادة، وعندما نرى السعادة على وجوههنَّ فإننا ننسى كل التعب والمعاناة. نحن ثلاثة نساء نشرف على النادي ونتعاون سوية في العمل. للرياضة فوائد كثير خاصة للأشخاص الذين يعانون من البدانة، لأن البدانة قد تشكل خطراً على صحة الإنسان. كما أن الرياضة هي أفضل وسيلة لإزالة الضغوطات التي يعاني منها الإنسان. بعد انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الوقاية وحظر التجوال تأثر عملنا كثيراً، كنا نضطر فقط إلى افتتاح الأقسام الخاصة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية. لدي خطط كثيرة من أجل المشروع، وأسعى إلى توسيعه".

"نتعامل مع كل شخص بشكل خاص"

المشرفة ليلى أسعد تحدثت أيضاً حول موضوع العادات الاجتماعية والذهنيات الجنسوية السائدة، والتي تمنع النساء من ممارسة هواياتهنَّ الرياضية "أعمل في هذا النادي منذ نحو 5 أعوام، بعد تخرجي أردت أن أعمل في هذا المجال وأن أخدم المجتمع. في البداية لم يكن هناك قبول اجتماعي للموضوع، ولكن ذلك لم يؤثر على مساعينا وإصرارنا. 

بعد أن أصبحت النساء مشرفات على النادي، ازداد عدد النساء في الأقسام الخاصة بالنساء. نتعامل مع كل شخص بشكل خاص، ونخصص له أساليب لياقة بدنية معينة. كما أننا نعد لهم جدولاً خاصة بالتغذية الصحية، كما نبقى على تواصل معهم حتى خارج النادي ونتابع أوضاعهم الصحية. وعندما نجد أن المشاركات يستفدنَّ من الرياضة يزداد تعقلنا بعملنا أكثر، وننسى كل تعبنا".