حميدة المشيطي... تطالب الجهات المسؤولة في بنغازي بالالتفات لرياضة النساء ذوات الإعاقة
تشكو حميدة المشيطي الإهمال وعدم الاهتمام بها وبغيرها من النساء المهتمات بالرياضة من ذوات الإعاقة.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ نشطت رياضة المرأة ذات الإعاقة في فترة ما قبل عام 2011، حيث برزت في ليبيا نساء متميزات فيها وخضن مباريات دولية وفزن ببطولات فيها، وكان من بين هؤلاء النساء غزالة العقوري في رفع الاثقال وهي من ذوات الإعاقة الحركية، وريحانة بن جليل وهي من متلازمة داون في رياضة السباحة، وحميدة المشيطي وهي من ذوات الإعاقة الحركية في رجل واحدة تألقت في رياضة تنس الطاولة.
بعد عام 2011 بدأت تخفت شعلة الرياضة النسائية لذوات الإعاقة ولم نعد نسمع عنها إلا بين فينة وأخرى بعيدة، وذات يوم صادف أن التقيت بلاعبة التنس حميدة المشيطي التي كانت تشكو الإهمال وعدم الاهتمام بها وبغيرها من النساء المهتمات بالرياضة من ذوات الإعاقة.
وفي حديث لوكالتنا تم التطرق للحياة الرياضية لحميدة المشيطي وسبب ابتعادها ولماذا تشكو الإهمال حيث قالت "كانت مشاركتي الأولى في رياضة المعاقين في كرة السلة على الكراسي المتحركة، ثم تخصصت في تنس الطاولة، وحصلت على عدة بطولات فيها على مستوى ليبيا، ثم شاركت في ماراثون بنغازي لمسافة 42 كيلو متر على الكرسي المتحرك، وكانت المسافة متعبة وطويلة ففي حين تركت النساء ذوات الإعاقة السباق بسبب التعب لم أترك وأكملت السباق للنهاية".
وقالت إنها تهوى الرياضة كثيراً منذ صغرها، ولكن لأن المدارس في المراحل الأساسية لم تخصص لذوي الإعاقة رياضات خاصة بهم، وإنما كانت حكراً على الأسوياء منعت من الاشتراك في أي لعبة في المدرسة وتنمية موهبتها فيها، مبينةً أنها بعد أن جاءت لمركز المعاقين وجدت جميع الرياضات التي تحبها من كرة سلة وتنس طاولة.
"فزت رغم تأخرنا بسبب الحصار"
حميدة المشيطي التي تأخرت عن أهم مباراة في حياتها عام 1995 بسبب الحصار المفروض على ليبيا في تلك الفترة تتذكرها الآن بحزن قائلةً "عندما ذهبت لمصر عام 1995 من أجل المشاركة في البطولة العربية لرياضة النساء ذوات الإعاقة لم نصل في الوقت المناسب بسبب صعوبات السفر في تلك الفترة بسبب الحصار، ولكن على الرغم من ذلك لعبت مباراة ودية مع لاعبة مصرية، وأخرى عراقية وفزت عليهن"، وتمنت حميدة لو كانت مشاركتها رسمية لكانت فازت بالبطولة العربية والأفريقية في لعبة تنس الطاولة.
وأضافت "على الرغم من ذلك شاركت في ألعاب القوى وفزت بالميدالية الفضية في لعبة رمي الرمح التي لم أمارسها يوما ولكن قام بتدريبي المشرف على اللعبة، بعد أن تم استبعادنا عن مسابقة التنس نظراً لتأخرنا، ولكن كنتُ مصرة على رفع علم ليبيا في واحدة من الرياضات التي دخلت المنافسة في رياضة المعاقين، وفعلت".
وأشارت أنها لم تنسى قواعد اللعبة وطريقة ممارستها على الرغم من ابتعادها عن الرياضة لأكثر من 25 عاماً، فقد شاركت في بطولة داخلية خاصة بالنساء ذوات الإعاقة خلال الفترة الماضية وفازت في مباراة وخسرت في أخرى، ولكنها تقول في فرح أنها سعيدة أنها لعبت بشكل جيد وكأنها لم تغب يوم عن ممارسة رياضتها المفضلة.
"الظروف هي التي منعتني من مواصلة الرياضة"
وأكدت حميدة المشيطي بأن عمرها الذي يناهز الخمسين عاما الآن، وكذلك إنجابها لأربعة أبناء وقد بلغوا سن الشباب لم يكونا عائقا في ممارستها للرياضة من جديد، ومحاولتها لممارسة تنس الطاولة، مؤكدةً على أن "الإمكانيات والظروف هي التي منعتني من مواصلة الرياضة".
وعن إمكانية مشاركتها في بطولات ومباريات في التنس لو عرض عليها خلال هذه الفترة القادمة تقول "لماذا لا، فقد وصلني عرض للمشاركة في بطولة بنغازي وشاركت فيها وفزت".
ولفتت حميدة المشيطي بأن تنس الطاولة من الألعاب الجميلة والمناسبة للمرأة ذات الإعاقة لذلك يجب الاهتمام بها، فالاهتمام منصب على كرة السلة وألعاب القوى، وتشكو قلة الاهتمام من الدولة والاتحادات المشرفة على رياضة المعاقين، مشيرةً إلى أنه "على الرغم من أن هناك أشخاص من النظام السابق كانوا يولون أهمية بالغة لرياضة المعاقين إلا إنهم اختفوا بعد 2011".
قلة الإمكانيات
فيما تقول عن السبب الذي جعل الرياضة النسائية الخاصة بالنساء ذوات الإعاقة في ليبيا تتراجع أنها تتمثل في "الإمكانيات"، مبينةً أنه "مع توفير صالة للألعاب الرياضية، خرجت مشكلة المواصلات فأغلب النساء المهتمات بالرياضة ليس لديهن سيارات، أو وسيلة مواصلات أخرى، وتم تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع لهن، ومع ذلك يأتين مرة للتدرب ومرات عديدة يغبن، لو تم توفير مواصلات بالنسبة لي سوف أتواجد وأعود لممارسة الرياضة وانخرط حتى في التدريب برياضيتي السلة والتنس".
وعن اقبال النساء ذوات الإعاقة على ممارسة الرياضة تقول "هناك اقبال كبير على الرياضة وهناك نساء متزوجات ولديهن أطفال أيضاً"، مبينةً أن الرياضات التي تمارسها المرأة هي السلة وتنس الطاولة وألعاب القوى، وفيما يخص الكرة الطائرة لم يتم تأسيس منتخب للنساء فتعتبر صعبة عليهن.
هناك اهتمام بفئة الرجال أكثر من النساء
وأشارت حميدة المشيطي بأن البارالمبيا لم تقدم شيئاً للمرأة ذات الإعاقة، خاصة في بنغازي، فهناك اهتمام بفئة الرجال أكثر من النساء، "على الرغم من أننا نطالب بحقنا في ممارسة الرياضة وقمنا بعدة اعتصامات ومظاهرات، ولكن دون جدوى، ولكن توفر حافلة فقط سيساهم في عودة رياضة المرأة المعاقة بكل قوة".
لم يتم التفكير في إنشاء نادي خاص بذوات الإعاقة
وأضافت حميدة المشيطي بأن هناك نساء مميزات في العاب القوى منهن غزالة العقوري، وتهاني العقوري في رفع الاثقال، "قامت بتدريبنا فاطمة الطاهري من المغرب وهي مقيمة في ليبيا، ولازالت لديها مقدرة على العطاء والاستمرار في التدريب خاصة في رياضتي السلة وتنس الطاولة".
وتعلق على انتشار النوادي الرياضية الخاصة بالنساء هذه الفترة بمدينة بنغازي، بالقول "على الرغم من كثرة هذه النوادي إلا إنه لم يتم التفكير في انشاء نادي نسائي للمرأة ذات الإعاقة، ونتمنى من مركز المعاقين، والجهات المسؤولة عن الرياضة في بنغازي، تخصيص وسيلة مواصلات للنساء تراعي ظروفهن، وأن تكون هناك نساء من ذات الفئة يدافعن عن حقوقهن".
وأكدت أنه "في الآونة الأخيرة هناك بداية للتحسن وعودة النشاط الرياضي خاصة وأن هناك عدد لا بأس به من النساء يحببن ممارستها، على الرغم من معارضة بعض المتواجدين في مركز المعاقين على مجيئهن لممارسة الرياضة، بالإضافة إلى وجود فئة لا تحبذ ممارسة المرأة للرياضة سواء أكانت سوية أم من ذوات الإعاقة".
وفي ختام حديثها تتمنى حميدة المشيطي من الجهات المسؤولة في بنغازي الالتفاف لرياضة النساء ذوات الإعاقة والاهتمام بالنساء القدامى في المجال الرياضي، وتكريمهن وإعادة إحياء الألعاب الرياضية، من خلال إنشاء نادي وتوفير وسيلة نقل لمن لا تستطيع الوصول إليه، ويتم تخصيص نادي لها أسوة بالنوادي الموجودة الآن.