تمثال "فتاة السلام"

قدمت اليابان لكوريا تمثالاً يجسد فتاة بملابس كورية تقليدية، اعتذاراً على ما حصل خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال للنساء الكوريات تحت مسمة "نساء المتعة".

أهدت السلطات اليابانية كوريا الجنوبية تمثال "فتاة السلام" الذي يجسد فتاة تحمل الملامح الأسيوية في سن المراهقة، وترتدي الزي التقليدي لكوريا، وذلك من أجل حل الأزمة التي تفجرت لعدة سنوات بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية.

شهد البلدين معركة سياسية شرسة استمرت عشرات السنوات بسبب "نساء المتعة" الاسم الذي يطلق على النساء الكوريات اللاتي أجبرهن الجنود اليابانيون على ممارسة الدعارة، أثناء الحرب العالمية الثانية، خلال فترة احتلال اليابان لكوريا الجنوبية.

جسد التمثال فتاة بالزي التقليدي الذي يتكون من قطعتين اعتادت فتيات المدارس على ارتداءه في ذلك الوقت، وطائر صغير يعتلي كتفها الذي يدل على السلام، الحرية، والتحرر، فيما كانت قدميها عاريتين لا تلتمسان الأرض، وبجوارها كرسي فارغ يدعو للتفكير ماذا لو كانت الضحية أحد أفراد أسرتك أو قريب لك؟!

تعود فكرة إنشاء النصب التذكاري إلى عام 1992 حيث كان من المفترض أن يكون عبارة نُصب تذكاري حجري إلا ان زوجين كوريين قاما بتصميم النصب على شكل فتاة ترتدي الزي الكوري التقليدي بكفين صغيرين وشعر قصير.

أقيم حفل إزاحة الستار عن التمثال عام 2017 الموافق للذكرى الـ 109 السنوية لحركة الاستقلال الكورية، في حديقة نيبال هيمالايا بافيلون في ولاية بافاريا، جنوب شرق ألمانيا، كما شاركت آن جوم سون البالغة من العمر 90 عاماً، وهي إحدى الضحايا حيث أجبرت على العبودية الجنسية عندما كانت في سن 14 عاماً.

يذكر أن التمثال تم نصبه نسخ منه في أمريكا الشمالية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والصين وغيرها، حيث توجد نسخ منه في جميع أرجاء البلاد وحتى خارجها، يتجمع حولها كل عام نشطاء حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية والأفراد، لتذكر ضحايا الاستعباد الجنسي والتذكير بقضيتهم المؤلمة.

ويبلغ عدد نساء المتعة، ضحايا الاسترقاق الجنسي الياباني، المسجل في الحكومة الكورية 238 ضحية، 16 منهن لا يزلن على قيد الحياة ويبلغ متوسط أعمارهن 89 عاماً.