رواية "أيام القبوطي"

تصور حال الآلاف ممن كانوا يساقون سوقاً إلى العمل في الحفر، وموقف النساء في تلك الأزمات

للكاتبة والصحفية المصرية سهام بيومي، والتي ولدت في القاهرة عام 1949، ودرست بجامعة حلوان، وعملت صحفية بجريدة الجمهورية، من مؤلفاتها "الخيل والليل، خرائط للموج، أيام القبوطي.

"أيام القبوطي" رواية أدبية صدرت عام 2004 عن دار الهلال للنشر، تدور أحداثها بقرية الفرما، حيث أعادت الأمل والاعتبار إلى قدرات الإنسان الخلاقة وقدرته على الصمود والتحدي، تاريخ مروي بدماء الآلاف وعرقهم، وحفرته سواعد فلاحين وأناس بسطاء، أجبروا على ترك حقولهم الخضراء بلا عودة لكي يشقوا الصحراء ويصلوا البحرين على وقع السياط أحياناً، إنها قناة السويس.

فهي تصور حال الآلاف ممن كانوا يساقون سوقا إلى العمل في الحفر، وتبرز تفاصيل كثيرة عن معاناتهم ويومياتهم، حيث كان العمل في الحفر ليلاً ونهاراً دون توقف، لم يكن هناك فرصة للفلاحين حتى لالتقاط أنفاسهم، ويحدد عليهم يوميات مقطوعة ضئيلة، مع التشديد بعدم مغادرة الموقع لأي سبب كان، كما يحددون لهم موعد صرف الطعام ومياه الشرب وقضاء الحاجة، وكان كثيرون من العمال يلقون حتفهم عطشاً ومرضاً وقهراً خلال حفر القناة، وكانت تصدر تعليمات تنص على عدم التهاون مع المقصرين في العمل، فارتفعت السياط في مواقع الحفر دون رحمة، ودون تقدير لظروف الانفار الذين يعانون الجوع والعطش والجو الحار.

كما خلدت أسماء صيادين وتجار ودراويش استقروا في هذه البقعة، وكانوا شهوداً على كل الأحداث التي حصلت، من استغلال العمال، واغتصاب البراءة وقهر المرأة والهيمنة السياسية والاقتصادية الأجنبية والمحلية.

وألقت الضوء على دور المرأة الكبير في تلك الأيام، إذ كانت تقف بصلابة وقت الأزمات، قامت بأعمال الرجال حتى تستمر الحياة، ويتجمعن في ساحة الرجال في غيابهم ليتشاورن فيما بينهم لحل أمورهن وما يجب عليهم فعله لرد المعتدي على أماكنهم، وكانت تقف لتمنع اعتقال الرجال، فكانت شريكة الرجل في كل الأحداث.