"بنت البحر"... صرخة أدبية في وجه القمع والذكورية

في قلب المشهد الثقافي التونسي، تبرز الكاتبة حفيظة قارة بيبان البالغة من العمر 74 عاماً والتي لقبت بـ "بنت البحر" كصوت أدبي مقاوم، يكتب من أجل الإنسان الباحث عن حريته، امرأة كانت أو رجلاً.

اختارت الكاتبة والقاصة والروائية حفيظة قارة بيبان الكتابة كمنبر احتجاج ضد مجتمع يكرّس الصوت الذكوري ويهمش المرأة، لتتحول نصوصها إلى شهادات دامغة على واقع عربي مأزوم.

أعمالها مثل "دروب الفرار" و"العراء" و"مرايا الأنفاق" لا تكتفي بوصف المعاناة، بل تفضحها وتعيد خلقها بجمالية فنية.

شخصياتها ليست سعيدة، بل مهزومة تقاوم أقدارها، وتبحث عن الخلاص في ظلمات الأنفاق، وفي قصصها، المرأة ضحية مجتمع مزدوج المعايير، تسقط أحياناً في الجريمة أو الهروب، لكنها أيضاً تقاوم وتصرخ وتواجه.

تستلهم حفيظة قارة بيبان من التصوف رمزية المرايا، حيث تنكشف الحقائق خلف الحجب، وتغوص في أعماق النفس بحثاً عن النور، ترفض الابتذال في السرد، وتؤمن بأن الجمال والصدق هما جوهر الكتابة، حتى حين تكتب عن الجسد.

في كل قصة، تسعى حفيظة قارة بيبان إلى تعرية الواقع، لا لتوثيقه فقط بل لتغييره، كتاباتها ليست نسوية بالمعنى الضيق، بل إنسانية تنحاز للمقهورين وتدعو إلى الحرية والعدالة، في تونس وفي فلسطين وفي كل مكان يعاني فيه الإنسان من القهر والظلم.

ترجمت بعض قصصها إلى الفرنسية والإنكليزية والإيطالية وإلى الصينية في مختارات قصصية لكاتبات عربيات، وحصلت على جوائز عدة أبرزها جائزة الكريديف عن أفضل نص أدبي نسائي لعام 2003 عن روايتها "دروب الفرار".

من أهم أعمالها (الطفلة التي انتحرت) الذي صدر عام 1984، (رسائل لا يحملها البريد) صدر عام 1989، (في ظلمة النور) صدر عام 1993، (مرايا الأنفاق) صدر عام 2024، (نساء هيبو وليال عشر) صدر عام 2024.