رواية "الضفيرة"

تستعرض قصص ثلاث نساء كل واحدة منهن تنتمي إلى واقع مختلف تماماً عن الأخرى وما عانينه من مآسي وظلم.

للمخرجة وكاتبة سيناريو والممثلة الفرنسية ليتيسيا كولومباني، والتي ولدت عام 1976 في بوردو.

"الضفيرة" رواية نسوية صدرت عام 2017، تجسد قصص ثلاث نساء من ثلاث أماكن مختلفة في العالم، وأقدار سوداوية ومآسي يومية، بثلاث خلفيات حياتية ومجتمعية متباينة جمعتهم الكاتبة في ضفيرة واحدة.

وتدور أحداثها بدايةً من المجتمع الهندي، فهو مجتمع قاسي على المرأة بوجه الخصوص، يحمل الفقر، والزحام، والعنف المجتمعي. فتروي الكاتبة عن امرأة تدعى "سميتا"، من طائفة تسمى الداليت، وهي طائفة ليس لها أي حقوق في الهند، ينحدرون من أصول منبوذة بسبب الديانة أو لأسباب اجتماعية أخرى، ويُحرمون بالاختلاط بالآخرين.

وتعمل "سميتا" في وظيفة قذرة، ويخبرها قلبها أنها لا تستحق هذه الإهانة، ويجبرها عقلها على محاولة إخراج ابنتها من هذا المستنقع. تحاول سميتا بكل الطرق أن تجنب ابنتها من مصيرها المظلم، ثم لا يبقى أمامها حل سوى الهروب بها لمدينة كبيرة، ربما تحصل على فرصة لحياة شبه كريمة واقتناص فرصة النجاح.

ثم تنقلنا إلى المجتمع الإيطالي، مع أنه قطعة من أوروبا فإنه لا يزال محتفظاً بتقاليد محافظة، الفتيات ما زلن جزءاً أصيلاً من العائلة، يواجههن الكثير من العقبات في طريق الاستقلال والتحقق.

جوليا هي إحدى فتيات العائلات المحافظة، تشارك في إدارة عمل أبيها رغم صغر سنها النسبية، تحاول جوليا استجماع زمام أمرها والوقوف في وجه الأعراف والتقاليد، فتاة شابة مليئة بالطموح، لا يعيقها سوى الخوف الذي يزرعه فيها مجتمعها بأكمله، حبها الفطري للحياة منحها القوة والجرأة لتخوض وتجازف من أجل انقاذ عائلتها من كارثة محققة.

تمكنت "سارة" المحامية من أن تكون شريكة في مكتب محاماة شهير، تضحي بالكثير في سبيل أن تكون امرأة ناجحة، ويختفي كل هذا عند أول بادرة تجعلهم يشيرون لها بإصبع الاتهام رغم أن الأمر خارج عن إرادتها.

تكتشف سارة أن هذا العالم الأول زائف تماماً، وأنها لا تستند إلى أي شيء، ليس لأنها امرأة ولكن لأنها إنسان. كما يساوي العالم الأول بين الرجال والنساء في الفرص فإنه أيضاً يساوي في التنكيل بهم بشتى الطرق، تكتشف سارة أن إنسانيتها وأنوثتها انسحقتا تحت وطأة الحداثة.

أرادت أن تثبت للعالم أن قلوب النساء بإمكانها إنقاذ عقولهن، وأن العاطفة ليست شيئاً مشيناً نخجل منه وندفعه بعيداً حتى نثبت جدارتنا للحاق بسباق الحياة المجنون.