قصيدة "لا أحد سيهتم بما يخيف امرأة"

قوة المرأة وجبروتها لا يسمح لها بإظهار أحزانها وخيبتها أمام الناس فتحتفظ بها بداخلها، هذا ما عبرت عنه الشاعرة سيليا عيساوي في قصيدتها "لا أحد سيهتم بما يخيف امرأة".

الشاعرة الجزائرية سيليا عيساوي التي عرفت بجرأتها وشجاعتها، تكتب بأسلوب عصري مركزةً على المواضيع الخاصة بالمرأة وما عانته منذ الأزل من تهميش وتنكير واستغلال.

تعتبر سيليا عيساوي شابة مبدعة كتبت قصائدها النثرية بشغف وحب كبير لأنها تعتبر كل قصيدة تكتبها تعبر عن شخصيتها.

شرحت في قصيدتها "لا أحد سيهتم بما يخيف امرأة" التي كتبتها عام 2021 المشاعر التي قد تشعر بها شابة عشرينية من خوف وخيبة ووحدة وسط الزحام والناس، كما أن المظاهر ليست بالضرورة أن تكون معبرة عن الحقيقة الداخلية للإنسان، وخاصةً المرأة لأنها بارعة في إخفاء حزنها والتظاهر بالسعادة في أصعب المواقف التي تمر بها.

فالمرأة قوية الإرادة جبارة لا تحب أن تشعر بالشفقة من قبل أحد أو أن تظهر بمظهر الضعف أمام أحد، أما المشاعر فتبقى دفينة بداخلها إلى أن تخلو بنفسها وتعبر عنها بينها وبين ذاتها.

 تقول أبيات  القصيدة:

لا أحد سيهتم بما يخيف امرأة

في منتصف العشرين

أنت لا تهولك فداحة الوحدة

التي تشعر بها و هي في خضم الزحام

ولا تهولك فداحة الخيبة

التي تشعر بها

وهي هاربة من الزحام

فتنصدم داخلها

بمدينة /كاملة/ عامرة بالبشر

الذين انبهروا باتساع عينيها

لم يخطر على بال أحد منهم

أن عينيها من قلة النوم

وطول التحديق في أمور ما وراء السماء

صارت بهذا الاتساع

ما يؤلمها لم يكن أحزانها

ما يؤلمها

هي الطريقة

التي تتجمل بها كل صباح

وتمشي في الشوارع

وتضحك..