قصيدة "هنا حجر في طريق العثرة"

قصيدة نثرية امتزجت فيها أسطورة قديمة بجمال الطبيعة، تروي قصة امرأة وحيدة في غابة بعيدة ومنعزلة.

ديمة محمود شاعرة وكاتبة مصرية عرفت بأسلوبها المميز، وهي امرأة عاشقة للشعر جريئة في كتاباتها التي تدخل فيها بعض الأساطير والأغاني التي تعكس من خلالها الثقافات المحيطة بها.

صدر لها عام 2021 ديوان بعنوان "أصابع مقضومة في حقيبة"، والذي فاز بالمركز الثاني في الدورة الثانية لجائزة حلمي سالم لعام 2021.

ضم الديوان اثنين وعشرين قصيدة نثرية، امتزجت فيها الأساطير القديمة والطبيعة بالإضافة إلى خبايا الكون.

تجسد القصيدة قصة امرأة وحيدة في غابة منعزلة تعيش هي وبعض الحيوانات التي تأنس وحدتها، حيث تراقبهم كل يوم بدقة التفاصيل الصغيرة التي تتحرك أمامها، وحيدة مع الطبيعة والصفاء والنقاء الداخلي، بروح بريئة لم يزرها الشر يوماً.

تقول أبيات القصيدة:

هنا حجرٌ في طريق العثرة

ترتطم به امرأة تركلُ المسافةَ

تسحب سقف العالم في حُجرها

لا تكترث سوى

للسناجب تُعدُّ مؤونة الشتاء

والدودِ ينأى بنفسه بعيداً عن ترّهات الحكمة

تُعدُّ جحور النمل في زوايا الأبواب

وتهُشُّ عليها الهواء بضفيرتها

وبنهمٍ تكوّم قشور الفاكهة البائتة آخر اليوم

لتوقد نرجيلةً أو شجرة

أو تملأ بها كيس نفاياتٍ تقذف لا مبالاتها معه

للمرّة التسعين بعد الألف

تمشّط شَعرها في اليوم ثلاثاً وثلاثين مرّة

كلَّ مرّةٍ بقصيدة

وترقص حتى يذوي اللّيل لما يَجِنّ التعب

أو تعودَ ذاتُ الرداء الأحمر