نور حمادة مؤسسة الحركة النسائية العربية

الصحافية اللبنانية والناشطة النسوية نور حمادة واحدة من الشخصيات البارزة التي ناضلت من أجل قضايا النسوية والمساواة بين الجنسين في العالم العربي.

مركز الأخبار ـ نور حمادة ناشطة نسوية وصحفية لبنانية أسست أول منظمة نسائية في لبنان، كما كان لها دور في تنظيم مؤتمر المرأة العربية الأول الذي وظفت مخرجاته لتمرير قرارات تؤثر إيجاباً على الحقوق المدنية والعائلية للمرأة.

 

المرأة الشرقية تتساوى مع الغربية

عرفت الناشطة في مجال حقوق المرأة ببلاد الشام نور حمادة مواليد لبنان عام 1897، بمطالبتها بالسلام والعدالة والمساواة، ودفعاها عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمجتمعات المهمشة كما كانت ناقدة صارمة للفساد في الحكومة من خلال فهمها العميق للأنظمة السياسية، كرست حياتها من أجل مجتمع أكثر إنصافاً لجميع الناس.

شددت خلال مسيرتها على المبادئ الإنسانية الشاملة التي يجب أن تقوم عليها مهمة لجنة الخبراء المعنية بالوضع القانوني للمرأة في جميع أنحاء العالم عام 1937، معتبرةً أن تدوين معيار قانوني دولي أمراً جيداً لكافة النساء وليس فقط لوضع المرأة في الولايات المتحدة وأوروبا.

أصبحت من أوائل المشاركات في الحركة النسائية عندما تم ترشيحها لتمثل المرأة "الشرقية" في لجنة الخبراء كونه لديها خمسة عشر عاماً من الخبرة في العمل على تحسين ظروف المرأة خاصة في ظل الانتداب الفرنسي على بلاد الشام وكذلك شهرتها الدولية، كما تمكنت في ظل الانتداب من تأسيس المجمع النسائي الأدبي عام 1928، وترأست مؤتمرين نسائيين شرقيين عامي 1930 و1938.

سعت خلال مسيرتها إلى تنمية الروابط والأواصر بين المنظمات النسوية في الدول العربية ومجتمع حقوق المرأة الدولي، ولأن النساء من الدول المنتدبة كن موضع جدل فيما إذا يمكنهن أن تكن خبيرات بشأن وضعهن الخاص، طالبت نور حمادة بأن تشارك نساء الشرق الأوسط في اللجنة ليس كموضوعات للدراسة ومستبعدات بشكل منهجي من المنتديات الدولي بل كمشاركات في النضال العالمي من أجل المساواة، وكانت من بين المشاركات في الضغط على عصبة الأمم المتحدة للاعتراف رسمياً بقضايا المرأة وخبرتها.

كما كان لها دور بارز في تنظيم مؤتمر المرأة العربية حيث حثت الناشطة هدى الشعراوي على حشد زميلاتها النسويات في مصر للمشاركة في المؤتمر إلى جانب إشراك بعثة من النساء الهنديات اللواتي قدمن إلى بيروت، كما أسست أول منظمة نسائية في لبنان هو الاتحاد النسائي السوري اللبناني وشغلت منصب رئاسته وأمانته حيث شكل الاتحاد اللُبنة الأولى لبناء الكونغرس العربي.

 

الشرق والمرأة الشرقية في الكونغرس

عقد مؤتمر المرأة الشرقية في دمشق بعد مؤتمر المرأة العربية وقدمت ممثلة كل دولة لمحة عامة عن حالة المرأة في بلادها، وخلال المؤتمر تواصلت نور حمادة مع ثلة من رائدات النسوية من بلاد فارس والعراق ودرست معهن الخطط والحلول، وخلال المؤتمر لاحظت ضعف مشاركة النساء المسلمات وألقت اللوم في ذلك على الرجال الذين كانوا يفتخرون في إسكاتهن وكسر إرادتهن، مؤكدةً على ضرورة رفع مستوى المرأة الثقافي والاجتماعي، وليس فقط في المطالبة بالحقوق السياسية، ورأت أن حجاب المسلمة منافياً لطبيعتها وأنه سيزول بمجرد ارتفاع مستوى تعليمها.

وبعد انتهاء المؤتمر قررت تنظيم مؤتمر آخر تعمدت أن يكون أحد اجتماعاته في طهران، وخرجت منه بجملة من القرارات التي تؤثر بشكل إيجابي على الحقوق المدنية والعائلية للمرأة، اتسمت بأنها قرارات ذات طابع اجتماعي من حيث المساواة بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالأجور وكذلك التعليم في المرحلة الابتدائية الإلزامية.

كانت نور حمادة النسوية الوحيدة الغير أوربية التي استخدمت مصطلح "شرقية" و"الشرق" لوصف وجهات نظرها، كما أكدت على أهمية التعددية الطائفية حتى أنها سعت لإشراك المسيحيين في خطاباتها، وقد اتصفت أفكارها رغم أنها تشترك مع النسويات العربيات آنذاك بأنها واسعة وشاملة بشكل كبير.

كما زارت برفقة أحد أشقائها دولة الفاتيكان في إيطاليا لمناقشة قضايا وطنية على المستوى المحلي والعربي خاصة في ضوء الانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا، كما أنها قامت بزيارة عدة دول منها إيران والعراق والولايات المتحدة التي عادت منها إلى لبنان حتى توفيت عام 1962، وكان أخر عملها المشاركة في جنيف عام 1938 للمشاركة في حركات نسوية مختلفة في عصبة الأمم.