مصورة الحرب العالمية الأولى هيلين جونز كيلاتلاند

حاولت مصورة الحرب العالمية الأولى هيلين جونز كيلاتلاند غالباً تصوير النساء خلال الحرب.

مركز الأخبارـ  
صورتها الأكثر شهرة هي لامرأة في أحد خنادق الحرب تلبس خوذة عسكرية على رأسها وقناعاً للغاز على وجهها. وقد نُشرت صورها في العديد من الصحف والمجلات.
ولدت هيلين جونز كيلاتلاند في الثامن والعشرين من شهر آذار/مارس عام 1890، في بارك هيل، يونكرز في نيويورك. بعد وفاة والدها انتقلت والدتها مع أولادها إلى بارك لورانس في برونكسفيل بنيويورك التي كانت ساحة للفن في القرن العشرين واستقروا فيها. بدأت الدراسة عام 1904 في المدرسة الألمانية للبنات. سافرت في عام 1909 برفقة والدتها وأختها مع مجموعة من السائحات إلى إسبانيا، لم تكن رحلتهم هذه محدودة فقد زارت خلالها العديد من البلدان مثل ألمانيا وسويسرا وفرنسا والتقطت فيها العديد من الصور من أجل الاحتفاظ بها للذكرى وأحياناً لإرسالها كبطاقات بريدية، كما أنها كانت تكتب تعليقات على معظم صورها. تزوجت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917 من الصحفي لوسيان سويفت كيرتلاند. وبسبب عمل زوجها انتقلا إلى فرنسا حيث عملا هناك معاً.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى تقدمت هيلين كيلاتلاند بطلب للذهاب إلى الخطوط الأمامية للحرب كمصورة وصحفية. تمت الموافقة على طلبها وتوجهت إلى الجبهات الأمامية للحرب حيث كانت تدور المعارك المحتدمة. دخلت هيلين كيلاتلاند التاريخ كأول امرأة مصورة من خلال تلك الحرب. كان هناك 275 ألف جندي يقاتلون في الجبهة الإيطالية في كابوريتو، وتظهر جبهة المعركة هذه بشكل واضح جداً في صور هيلين كيلاتلاند، كما أظهرت صورها مدى خطورة الحرب وأضرارها على الطبيعة. 
وبصفة مصورة قيمت مشاركتها في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) كالتالي: "لم تكن الحدود والمساحة المخصصة لنا نحن النساء مريحة بالنسبة لي وشعرت بالإهمال والتهميش".
 
"امرأة في ساحة الحرب"
حاولت غالباً تصوير النساء أثناء عملية الحرب. صورتها الأكثر شهرة هي لامرأة في أحد خنادق الحرب تلبس خوذة عسكرية على رأسها وقناعاً للغاز على وجهها.
بسبب تأثير صورها التي نُشرت في العدد الثلاثين من مجلة Leslie’s في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1918 وتحت عنوان "احترام وتقدير النساء المحاربات" عقدت مجموعة من النساء اجتماعاً واستقبلن هيلين كيلاتلاند بحفاوة وبكل احترام وتقدير. في الاجتماع رُويت قصتها من خلال الصور وتم إظهار التقدير الكبير لها. كما تحدثت هيلين كيلاتلاند أيضاً في هذا الاجتماع وقيمت الحرب وأوضحت مدى تأثيرها على كل من المجتمع والطبيعة.
 
"لا أحد يستطيع العبور من فاردون"
كتبت هيلين  كيلاتلاند عن تلك اللحظات الصعبة في الكثير من المجلات الأوربية والأمريكية ونُشرت صورها في نفس المجلات. في عام 1919 وتحت عنوان "Leslie's Photographic Review of the Great War" أي (تحليل مجلة Leslie's لصور الحرب الكبرى) خصصت مجلة Leslie's عدة صفحات لصورها. كما كتبت قصة كل حدث من الأحداث التي التقطت صورها وأرسلتها مع الصور إلى المجلة. كانت عناوين بعض تلك القصص التي أرسلتها مع الصور كالتالي "امرأة في ساحة الحرب" و "لا أحد يستطيع العبور من فاردون" الذي كتبته متأثرةً بحرب مدينة فاردون. ومع مرور الوقت أثرت حرب فاردون بشكلٍ متزايد عليها واستخدمت لصورها عناوين مثل "الحرب تنتصر في السحب". 
 
"أمة خلقتها الحرب" 
أطلقت على الصور التي التقطتها في تشيكوسلوفاكيا اسم "أمة خلقتها الحرب" واسم "فنانون متنكرون" على صورة لثلاثة جنود أمريكيين. وعندما فقدت فرنسا قوتها وتأثيرها أثناء الحرب استخدمت لصورتها عنوان "يوم من الأيام المهمة في فيرساي". كما التقطت أيضاً صور لمؤتمر السلام الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس عام 1919. وبشكل عام استطاعت إثبات وتوثيق أكثر اللحظات أهمية من خلال تصويرها. 
بفضل قوتها وشجاعتها أصبحت مرشدة للنساء المصورات. وفي الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945) شاركت العديد من النساء واتخذن مكانة لهن في الجبهات كمصورات.
 
"رحلة آسيا وأوروبا"
لا يُعرف ما قامت به هيلين كيرتلاند بعد الحرب، لكن تم العثور على دليل واحد فقط وهي صورة بعنوان "أمة خلقتها الحرب" مكتوب عليها من الأسفل إشارة H.K. وقد كانت هذه الصورة دليلاً على أن هيلين كيرتلاند طالبت بحقها في امتهان التصوير، أي بمعنى أنها رغبت في العمل في مهنة التصوير وامتلاك مركز للتصوير. 
في عام 1920 سافرت هيلين كيرتلاند مع زوجها لوسيان وقاموا برحلة إلى أوروبا وآسيا حيث عملا معاً كفريق واحد. جابا خلالها بلداناً عدة مثل كاليفورنيا، هاواي، باهاما، الفلبين، فرنسا، بريطانيا، الهند، أفغانستان، باكستان، الصين، اليابان، البرتغال، تركيا، بورما، أندونيسيا، روسيا ودول أوروبا الوسطى. نشر لوسيان كتابين عن رحلته تلك وأهدى كلا الكتابين إلى هيلين كيرتلاند.
توفيت هيلين جونز كيرتلاند  في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1979. بعد وفاتها تلقت في عام 1981هدية من معملي مكتبة بيرك ومارك. تضمنت الهدية أربعة آلاف صورة التقطتها هيلين كيرتلاند وزوجها لوسيان سويفت كيرتلاند. من بينها 200 صورة تم التقاطها أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى. الصور الأخرى التقطت غالبيتها خلال الرحلات التي قامت بها هيلين كيرتلاند مع عائلتها. بعضها أيضاً كانت صور تعود لعائلاتهم. لكن غالبيتها كانت صوراً لرحلاتهم بعد الحرب في أوروبا وآسيا. الشيء المهم هو أنه في الصور الملتقطة يمكن للمرء أن يرى بوضوح التغييرات التي أحدثتها الحرب في المجتمع.