لوحة "السيدة شالوت"

جسد الرسام البريطاني جون وليام ووترهاوس "السيدة شالوت" إحدى الأساطير القديمة في البلاد، وهي في قارب وسط النهر تغني أغنية الوداع.

 

رسمت اللوحة الزيتية "السيدة شالوت" بريشة الرسام البريطاني جون وليام ووترهاوس، الذي كان مفتوناً بالأساطير القديمة والشخصيات التاريخية، حيث جسد الكثير منها في لوحاته بمشاهد فنية رائعة.

وكانت هذه اللوحة تصوير لمشهد مأخوذ من قصيدة كانت تحمل ذات العنوان كتبها ألفريد تينيسون في عام 1832، وصف فيها الشاعر مصير فتاة محتجزة في برج مجاور لإحدى القلاع، وبحسب الأساطير القديمة فأن الفتاة محكومة بـ "لعنة البقاء في البرج مدى الحياة"، فكانت مستسلمة لواقعها وتمضي وقتها الطويل في ممارسة هواية الحياكة والتطريز.

وبحسب الأسطورة، ذات يوم قررت الفتاة التحرر من تلك اللعنة والخروج من ذلك البرج، فهربت في قارب صغير عبر النهر، لكنها شعرت بأن الموت الذي حُذرت منه مسبقاً في حال غادرت البرج اقترب منها، فبدأت تغني أغنية حزينة تودع فيها الحياة التي طالما حلمت بأن تعيشها بحرية.

وصورها الرسام وهي تجلس في القارب تمسك بيدها السلسلة التي كانت تربط القارب بالشاطئ وتحتها غطاء كانت قد نسجته بيديها، وأمامها البعض من الشموع التي كانت ترمز للحياة.

ورسم المناظر الطبيعية من حولها بدون تفاصيل دقيقة لإبراز الشخصية التي ترتدي ثوباً أبيض كلاسيكي وشعراً أشقر يتناغم مع الرياح الخفيفة من حولها بملامح حزينة تغني أغنية الوداع.

وكانت "السيدة شالوت" المنسوجة من الخيال والأساطير القديمة، ملهمة للكثير من الكتاب الشعراء والفنانين، حيث كُتب عنها الكثير من الروايات والمسرحيات ورسمها الكثير من الرسامين.

ورسمت اللوحة في عام 1888، وصدر عنها نسختين أخريتين عرضتا في عام 1894 و1915، وفي ثمانينات القرن التاسع عشر عرض الرسام جون وليام ووترهاوس لوحته في المعرض الجديد والمعرض الإقليمية في ليفربول ومانشستر، وفيما بعد عرضت اللوحة على نطاق واسع داخل إنكلترا وخارجها، وهي موجودة الآن في متحف تيت بلندن.