كتاب "صخب المؤنث"

هدفت الكاتبة أم الزين في مجال الدراسات النسوية إلى بيان حدود الثنائي مؤنث ـ مذكر وفهم مشاكل الهيمنة الذكورية التي ترسبت منذ عقود في كتابها "صخب المؤنث".

أمُّ الزين بنشيخة المسكيني شاعرةٌ تونسيةٌ وروائية وباحثة في فلسفة الجمال، وهي من مواليد عام 1964 تشغَل وظيفةَ أستاذ في المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس، حاصلة على شهادات "الكفاءة في البحث" عام 1990 ببحث جامعي حول جماليات أدورنو باللغة الفرنسية، وحصلت على درجةِ الدكتوراه عن أطروحةٍ بعنوان "مشكلة التناقض في العمل النقدي لكانط" عام ٢٠٠٠.

تتميَّز بأنها مثقَّفة مشتبِكة مع واقعها ومع قضايا مجتمعها، فلها العديد من المواقف والوقفات الاحتجاجية المناصِرة للمواطن التونسي والعربي، ولها مؤلَّفات عن ثورات العربية، كما عبَّرت عن المرأة العربية بالفلسفة، فقدَّمت نموذجَ المرأة الفيلسوفة، وألَّفت كُتبًا ترسم من خلالها معاناةَ المرأة العربية وأحلامَها مثل كتاب "صخب المؤنث".

صدر هذا الكتاب عام 2023 والذي يعد في مجال الدراسات النسوية يهدف إلى بيان حدود الثنائي مؤنث-مذكر في فهم مشاكل الهيمنة الذكورية التي ترسَّبت في التمثُّلات الرمزية للمجتمعات منذ عقود، كيف يتم تحرير النساء من هذه التمثُّلات البطريركية؟ وكل الفلسفات النسوية هي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، ركزت المُؤلِّفة في هذا الكتاب على بَسط هذه الفلسفات وتحليل نتائجها والإشارة إلى حدودها.

تقترح التفكير في أفق نمط من النسوية النقدية من أجل استراتيجيات مغايرة لتحرير المؤنث من الثنائي التقليدي مؤنث-مذكر الذي يعد ضمن التمثُّلات الرمزية للهيمنة الذكورية منذ قرون.

فالصخب الذي تثيره في كتابها هو صخب قادم من تسليطها الضوء على الخطاب المؤنّث، وعلى كيفيات ومراحل تشكّله عبر الأزمنة المختلفة، ليكون بمثابة خطاب مضاد للخطاب الذكوري الذي احتكر الهيمنة على الفضاءات العامة في العالم كلّه لعصور عديدة.