كتاب "أنتِ جميلة"

هدف الكتاب إلى إماطة اللثام عن التاريخ النسوي المفعم بالقهر والقمع والاضطهاد، من جهة والكشف عن الوجه المشرق الفاعل إبداعياً وفكرياً وفعلهن الثقافي والاجتماعي والسياسي من جهة أخرى.

إشراقة مصطفى حامد كاتبة ومترجمة وأستاذة جامعية وشاعرة سودانية، تقيم في النمسا منذ التسعينيات، ولدت عام 1961 بمدينة كوستي بولاية النيل الابيض بالسودان، بدأت بالكتابة عام 2015 وهي تتحدث وتكتب بعدة لغات منها العربية الإنكليزية والألمانية.

تعد من الناشطات في مجال حقوق المرأة وخاصة المرأة السوداء في بلاد المهجر، كما أنها مؤسسة للعديد من المنظمات التي تهتم بالمهاجرات الأفريقيات في أوروبا، حائزة على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فيينا عام 2006.

من أجمل أعمالها الأدبية كتاب "أنت جميلة" صدر بداية العام الجاري الذي هدف إلى انتزاع حق الكلام والإقدام بشجاعة على الكتابة بوصفها مخاطرة ومغامرة، قصد إماطة اللثام عن التاريخ النسوي المفعم بالقهر والقمع والاضطهاد، من جهة والكشف عن الوجه المشرق الفاعل إبداعياً وفكرياً للكثير من النساء اللواتي طمس عطاؤهن وفعلهن الثقافي والاجتماعي والسياسي من جهة أخرى.

تحدت الكاتبة بإصرار وعزيمة الأحكام والمعاير والتصورات والمعتقدات الثقافية والدينية للثقافة الذكورية، التي تطاولت مع القرون حتى أصبحت حقائق طبيعية أو تشريعات دينية، لا ترى في المرأة سوى جسداً للمتعة واللذة، في صورة أقرب إلى السلعة المحدودة الصلاحية والمهددة مع العمر بالفساد والعزل، مجردة من القيمية الإنسانية.

فامتلاك النساء حق الكلام من خلال ممارسة السرد الذاتي والخروج من دائرة العزل والصمت، يمنحهن قاعدة نفسية واجتماعية وثقافية، ويجعلهن أكثر إحساساً بقوتهن على العطاء والخلق والإبداع والتفاعل البناء على المستوى الذاتي والاجتماعي.

كما جاءت كل نصوص الكتابة مفعمة بالحب والثقة والارتياح، مع الشعور بجمالية المسارات والتضحيات والنضالات التي شكلت ذواتهن مضيفة عليهن جمالاً إنسانياً حقيقياً، أثرى منابع الذوات بكم هائل من التقدير الإيجابي الجمالي لصورهن، وكل ما يشكل وجودهن وكينونتهن.