كتاب "الطارق"

استعرض الكتاب قصة نضال وصبر ونجاح أم لطفل مصاب بمرض متلازمة داون، اختارت خوض المعركة بكل تفاصيلها لصنع شاب منتج وفعال في المجتمع.

ندى جميل البدري تربوية ومعلمة، اختصّت في مجال الاستشارات الأسرية وتعديل السلوك وبناء الذات، وتقديم جلسات الدعم النفسي، ألّفت مجموعة من القصص التربوية للأطفال والناشئة، "ماستركوتش"، كما أنها مدرب معتمد في تدريب المدربين وتصميم البرامج التدريبية، تشغل حالياً منصب المدير العام لمركز أساسكو للتدريب في دبي، بالإضافة إلى أنها عضو في منظمة الأسرة العربية بالشارقة، وفي المجلس الاستشاري الأسري في دبي، وفي عدد من الجمعيات المهتمة بالتدريب والاستشارات و"الكوتشينج" وهيئات رعاية الطفولة وجمعية الإمارات لمتلازمة داون.

صدر حديثة كتاب بعنوان "الطارق" للدكتورة ندى البدري عن دار نشر "الآن ناشرون وموزعون"، قدمت فيها تجربة مختلفة لتربية طفل مصاب بمتلازمة داون، نابعة من تجربة شخصية لها مع انبها الأصغر الطارق.

تروي المؤلفة عن تجربتها التي بدأت مع ابنها ثم انفتحت لتساعد من حولها حيث أنها أنشأت مركز خاص للتدريب والاستشارات، وأصبحتُ مستشارةً في جمعية الإمارات لمتلازمة داون، تقدم الدعمَ والإرشادَ لأهالي الأطفال من ذوي متلازمة داون الذين يحتاجون المساندة، وبخاصة في مرحلة الحمل والطفولة المبكرة لأطفالهم.

كان ليس من السهل أن يسافر أصحاب متلازمة داون دون ذويهم، لكن بفضل الدعم المستمر ووعي الأم التي وصلت الليل بالنهار في تنشئته والاهتمام به فقد أصبح الطارق شاباً يعتمد على نفسه، فقد دعمه الأهل حتى استطاع أن يتعلَّم ويعمل، بل ويسافر دونهم مع فريق عمله، ويعتمد على نفسه في حياته كأي شخص مؤهل للانخراط في المجتمع.

فكان ذلك الدمج الذي مارسته الأم بوعي وإخلاص شديدين قد أهَّلاه للتواصل مع المجتمع بدءاً بالأهل، ومروراً بالأصدقاء وفريق العمل.

قد يستطيع أصحاب متلازمة داون الانخراط في العالم لو تم اكتشافهم مبكِّراً، وتم الاهتمام بهم مثلما تقتضي حالة أجسادهم وعقولهم، فتجربة الطارق تجربة حقيقية ترويها المؤلفة/الأم التي تعلَّمت الكثير من المهارات، بل ودرست علم النفس التطبيقي، وأكملت الماجستير في تعديل السُّلوك الإنساني، ثم الدُّكتوراه، ونالت إجازةً في علاج الاضطرابات النفسية، كل هذا لتستطيع التواصل مع أصغر أبنائها على أسس علمية وبخبرة واعية.

ومع تلك التجربة الصعبة تتضافر الاختبارات لشخص المؤلفة فتأتي إصابتها بسرطان الثدي تحدِّياً جديداً استغرق 444 يوماً في رحلة العلاج.