كتاب "الفتاة والشيوخ"
ردأ على انتقادات الشيوخ لكتابها "السفور والحجاب" الفت الكاتبة اللبنانية نظيرة زين الدين كتابها "الفتاة والشيوخ"، اعتمدت فيه على المنطق والدليل والبرهان.
الأديبة اللبنانية نظيرة سعيد زين الدين التي سخرت قلمها للدفاع عن المرأة، لقبت بـ "الست نظيرة"، وهي باحثة في التاريخ ومهتمة بالدراسات الإسلامية، ورائدة لبنانية وأول عربية تخصص أحد أعمالها حول الحجاب وخلفياته.
ولدت عام 1908 بمدينة عقلين اللبنانية، والتحقت بالكلية العلمانية الفرنسية في العاصمة اللبنانية بيروت لإتمام دراستها الثانوية، وفي عام 1928 حصلت على شهادة البكلوريا الفرنسية في العلوم العالية والآداب اللغوية وكانت من أوائل الفتيات الحاصلات على هذه الشهادة.
وهي من المنادين بالإصلاح والتجديد، تجرأت على الدخول في مجال الفقه الإسلامي المُحْتَكر من قبل الرجال، قدمت قراءة تفسيرية جديدة للقرآن فيما يتعلق بالآيات التي تتناول شؤون المرأة ومكانتها في الإسلام، وعاصرت أعمالها وأيدت حركة النهضة النسوية التي بدأت بالظهور في نهايات القرن التاسع عشر وتبلورت في بدايات القرن العشرين.
ناقشت فيه خلفيات الحجاب الدينية والتاريخية والسياقات الاجتماعية والثقافية على نحو الوصف بالغير مألوف كونها ضمنته بالخطاب القرآني المتعلق بحجاب المرأة، وقدمت فيه نقداً لاذعاً للمفسرين القدامى وللفقهاء المعاصرين، وبهذا المضمون أخذ منهجها المتبع مراعى من قبل النسويات الإسلاميات اللواتي أعدن تفسير النص القرآني من منظور نسوي.
عالجت قضية الحجاب بالأدلة العقلية في كتابها "السفور والحجاب" الذي صدر عام 1928، لكنها لاقت انتقادات وتهديدات رجال الدين فقامت بالرد عليهم بطرحها كتاب "فتاة وشيوخ" اعتمدت فيه على المنطق والدليل والبرهان.
فيما كان للكتاب نظرات ومناظرات في السفور والحجاب وتحرير العقل وتحرير المرأة والتجدد الاجتماعي في العالم، نشر عام 2017، واستعرضت في كتابها هذا ردود الأفعال التي تعرض لها كتابها الأول، بشكل أساسي خاطبت الشيخ الغلاييني وحاججته في كتابيه "نظرات في السفور" و"الإسلام روح المدنية" اللذين ألفهما رداً على أفكارها في كتابها "السفور والحجاب"، قدمت أسماء معارضيها الواحد تلو الآخر واستشهدت من كتبهم ومقالاتهم التي نشروها رداً على كتاباتها ثم قامت بالرد عليها.