جوون ألميدا... أول عالمة شخصت فيروس كورونا عام 1964

جوون ألميدا أول عالمة فيروسات ساهمت في تشخيص عينة فيروس كورونا في عام 1964، الذي ينتمي له الفيروس المستجد كوفيد ـ 19 الذي انتشر في أواخر عام 2019.

مركز الأخبارـ
 
بدايات حياتها
ولدت عالمة الفيروسات الاسكتلندية "جوون ألميدا" في 5 تشرين الأول/أكتوبر عام 1930، ونشأت في مبنى سكني قرب حديقة ألكساندرا في شمال شرق مدينة غلاسكو، وكانت تدعى "جوون هارت"، والدها الاسكتلندي كان سائق حافلة، لم تنهل من العلم إلا القليل، تركت مدرستها في غلاسكو وهي في سنّ السادسة عشرة.
بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي كانت تعانيها أسرتها لجأت إلى العمل في مختبر متخصص بعلم الأنسجة في مستشفى غلاسكو رويال إنفيرماري بصفة مساعدة مختبر في علم التشريح المرضي، ولكنها لم تكتفِ بذلك بل عملت على تطوير حياتها المهنية، فانتقلت إلى لندن للتوسع في مجال اختصاصها والبحث حوله.
 
طورت علم مخابر الفيروسات
في عام 1954 تزوجت جوون ألميدا من الفنان الفنزويلي إنريكيه ألميدا، وبعد أن أنجبت ابنتها جويس انتقلت هي وعائلتها إلى مدينة تورنتو الكندية، وهناك في مركز أونتاريو لأمراض السرطان طورت مهاراتها في مجال المخابر باستخدام المجهر الإلكتروني، واستطاعت تطوير اختبار الفيروسات عبر تصويرها بالشكل الأمثل، باستخدام الأجسام المضادة لتجميعهم. 
فور عودتها من الدولة الكندية، عملت في مستشفى سانت توماس في العاصمة البريطانية لندن، بعد أن نالت الدعم الكافي لتنمية موهبتها. كما أن الفيروس المستجد كوفيد ـ 19 ينتمي لفصيلة فيروس كورونا التي شخصته بمختبرها عام 1964 في مستشفى سانت توماس.
 
 
بحثها ساعد في الكشف عن فيروس كورونا
أجرت بحثاً علمياً ومخبرياً مع الدكتور ديفيد تيريل حول نزلات البرد الشائعة في المدينة الإنجليزية ساليسبري، الذي أرسل عينات تشبه فيروسات الإنفلونزا إلى جوون ألميدا، كانت قد سُحبت من تلميذ في مدرسة داخلية في منطقة سري وعرفت العينة بـ B814، وقد وجد فريق البحث أن الفيروسات التي قد سُحبت قادرة على نقل أعراض نزلات برد عادية للمتطوعين، لكنهم لم يستطيعوا زرعها وتنميتها في الخلايا المخبرية، فأثارت تساؤلاتهم عن إمكانية رؤيتها بالمجهر الإلكتروني.
استطاعت جوون ألميدا من فحص العينة تحت المجهر الإلكتروني وتحديده وملاحظة وجود جزيء مشابه للأنفلونزا لكنه مختلف قليل، وحددته بأنه أول فيروس تاجي بشري.
قال الكاتب الطبي جورج وينتر أن جوون ألميدا تمكنت من رؤية جسيمات كهذه من قبل أثناء دراستها لـ "التهاب الكبد" لدى الفئران، و"التهاب الشعب الهوائية المعدي" لدى الدجاج، التي قامت بعرض دراستها المخبرية على مجلة علمية لكن المجلة رفضت؛ معللين رفضهم بأن الصور التي انتجتها جوون ألميدا كانت مجرد صور غير واضحة لجزئيات فيروس الإنفلونزا.
في عام 1967، نشرت مجلة علم الفيروسات العام الصور الأولى لما شاهدته العالمة جوون ألميدا، بعد أن كتب في المجلة الطبية البريطانية عن تفاصيل الاكتشاف المستجد عن فيروس ذا العينة B814. 
 
 
أول من أطلق على الفيروس المستجد اسم كورونا
يشار أن جوون ألميدا وديفيد تيريل هم من أطلق على الفيروس الجديد اسم كورونا، بسبب الهالة أو التاج الذي يحيط بالفيروس والتي تعني باللغة اللاتينية اسم هذا الفيروس.
استطاعت العمل في كلية الطب بقسم الدراسات العليا في لندن، كما نالت شهادة الدكتوراه، وكانت أخر محطاتها المهنية في مركز ويلكوم، نالت فيه التفوق في مجال تصوير الفيروسات مجهرياً، تركت العمل في هذا المركز، وانتسبت لمعهد يوغا لتصبح مدربة يوغا، لكنها استمرت في عملها كمستشارة في مجال علم الفيروسات في نهاية الثمانينيات عندما ساعدت علماء المخبر في التقاط صور جديدة لفيروس HIV.
 
كُرمت كرائدة في علم الفيروسات
توفيت جوون ألميدا في 1 كانون الأول/ديسمبر عام 2007، عن عمر ناهز الـ 77 عاماً إثر نوبة قلبية، وبعد مرور نحو 13 عاماً على وفاتها، كرمت كرائدة ساعدت أبحاثها على فهم علم الفيروسات الذي تفشى حالياً في جميع أنحاء العالم.
برعت في مجال تصوير الفيروسات، واليوم بسبب انتشار وباء كوفيد ـ 19 المعروف بـ فيروس كورونا الذي هلع العالم بشكل عام، عادت أعمالها من جديد لتصبح موضع الاهتمام ورائدة في مجال اختصاص تصوير الفيروسات.