الأمريكية غلوريا ستاينم... 'ماذا لو ربحت النساء'

أيقونة الموجه الثانية من الحركة النسوية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر، ولها دورٌ مهم في المساواة بين الجنسين، السياسية الأمريكية غلوريا ستاينم نضال طويل في حقوق المرأة ودعمها

مركز الأخبار ـ .
 
بداياتها الأولى
في مدينة توليدو بمقاطعة أوهايو الأمريكية، ولدت غلوريا ستاينم في 25 آذار/مارس عام 1934، لأب يهودي من مهاجري فورتمبرج بألمانيا يدعى ليو شتينيم، وأم متبعة مذهب المشيخية الخاضع لتعاليم العالم اللاهوتي البروتستانتي جون كالفين تدعى روث، التي قضت معظم حياتها في قراءة الكتب، لكنها سرعان ما تغيرت من امرأة محبة للكتب إلى امرأة تخشى الوحدة وتعجز عن التمسك بالواقع، بسبب اصابتها بانهيار عصبي وهي في عمر الرابعة والثلاثين، قضت معظم الأحيان من حياتها داخل المصحات العقلية بسبب المرض النفسي، في عام 1944 انفصل الأبوين عن بعضهما عندما كانت غلوريا بعمر العاشرة.
تفهمت غلوريا ستاينم سبب انفصال والداها، ولم تحمل ذهنية والدها الذكوري مسؤولية الطلاق، على الرغم من أن والدها لم يؤمّن الحياة المستقرة للعائلة. وأيقنت عدم تولي والدتها أي منصب أو وظيفة هو دليل ما يحمله الوسط الخارجي تجاه النساء العاملات، كما وصفت تجربة والدتها بأنها كانت محورية وأساسية لفهمها الظلم الاجتماعي، ونتيجة ما مرت بها تكونت لها فكرة افتقاد النساء للمساواة والعدالة الاجتماعية والسياسية.
 
"الإجهاض يفترض أن يجعلنا نشعر بأننا أشرار"
درست غلوريا ستاينم في مدرسة وايت الثانوية في توليدو، وتابعت المرحلة الثانوية في العاصمة الأمريكية واشنطن في مدرسة ويسترن، وبعد تخرجها أكملت تعليمها بكلية سميث، وفي أواخر الخمسينيات حصلت على منحة دراسية "تشيستر باولز" الأسيوية، حيث قضت مدة عامين في الهند مع ارتباطها بالمحكمة العليا ككاتبة قانون.
بعد عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عملت كمديرة لمجمع الأبحاث الحرة التابعة للمخابرات الأمريكية Independent Research Service، كما قامت بإرسال الطلاب الأمريكيين غير الاشتراكيين إلى مهرجان الشباب الدولي عام 1959، وفي عام 1960 تم التعاقد معها كأول موظفة لمجلة "Help" من قبل دار وارين للنشر.
أعطاها المحرر كلاي فيلكر موضوع يتعلق بمنع الحمل وسميت مهمتها بـ "الجدية"، لم تنل المسودة اعجاب الكاتب فقام بإعادة كتابتها وصياغتها من جديد، في عام 1962، كتبت مقال عن الطرق والعوامل التي تضطر بها النساء للاختيار بين العمل والزواج، وفي عام 1963 عملت لصالح مجلة شو الخاصة بـ هانتنجتون هارتفورد، كما أنها نشرت في نادي "بلاي بوي" في نيويورك عام 1963 مقالة بعنوان "حكاية أرنب" تصف كيفية معاملة السيدات في تلك النوادي وكشفها لشروط عمل الفتيات المستغل، ملحقة بها صورتها مرتدية زي الأرنب.
وأثناء عملها بمجلة "كوزموبوليتان" عام 1964 قامت بحوار صحفي مع عازف الغيتار لفرقة بيتلز جون لينون، وفي عام 1965 كتبت لصالح قناة إن بي سي NBC برنامج مسرحي ساخر  يدعى "That Was The Week That Was" ومعروف بـ "TW3"، كما كتبت فقرة تناولت موضوع "السريالية في الحياة اليومية".
وبعدها انضمت إلى مجلة "نيويورك" التي أسسها فيلكر حديثاً عام 1968، فقامت بتغطية المناقشات التي تمحورت حول فكرة الإجهاض في قبو كنيسة قرية جرين ويتش في نيويورك، خضعت غلوريا ستاينم لعملية إجهاض وهي في عمر الـ 22 عاماً، وقالت أنها لم تبدأ حياتها كناشطة سياسية حتى ذلك اليوم "إن الإجهاض يفترض أن يجعلنا نشعر بأننا أشرار".
 
المساواة النوعية في مدينة فاضلة
أسست مع الأمريكية دوروثي بيتمان هيوز مجلة نسائية "مِس" عام 1972، بدأت إصدارها الأول بالتعاون مع مجلة نيويورك ومول كلاي فيلكر، وبيعت النسخ التجريبية الثلاثمائة ألف خلال ثمانية أيام، كما استقبلت عدد من طلبات الاشتراك ورسائل القُراء، ظلت غلوريا ستاينم كمحررة أساسية في المجلة، وعملت فيما بعد في المجلس الاستشاري، حيث أصبحت أول سيدة تتحدث في نادي الصحافة الوطني National Press Club.
قامت بتنظيم وكالة المعلومات المستقلة بمهرجان فيينا عام 1959، الذي دعم اشتراك الأمريكان في مهرجان الشباب الدولي، وفي عام 1963 وقعت عريضة "اعتراض على ضريبة الحرب" لرفض دفع الضرائب اعتراضاً على حرب فيتنام التي جرت بين عامي 1955ـ 1975.
نشرت عام 1969 في مجلة نيويورك مقالة بعنوان "بعد القوة الغاشمة، تحرير المرأة" قدمت فيها دعمها لحقوق الإجهاض مما اكسبها صفة القيادية الإنسانية، وقادت حملة للمطالبة بتعديل حقوق المساواة Equal Rights Amendments، وفي 31 آب/أغسطس عام 1970 نشرت مقالاً في مجلة تايم عن المساواة النوعية في مدينة فاضلة بعنوان "ماذا لو ربحت النساء".
تم ضم غلوريا ستاينم في العاشر من تموز/يوليو عام 1971 إلى مجمّع النساء اللواتي أسسن NWPC أي "التجمع السياسي للنساء القوميات National Women 's political Caucus"، وبصفتها منظِمة مساعدة للتجمع ألقت خطاباً لنساء أمريكا، كرّست نفسها لمناصرة النساء للمساواة في مناصب منتجة ومعينة، ورُشحت كنائبة عن السياسية الأمريكية المنتمية لحزب الديمقراطي شيرلي تشيشولم في نيويورك عام 1972 لكنها خسرت الانتخابات. طالبت بحقوق المرأة في آذار/مارس عام 1973 في أول مؤتمر وطني لمنظمة المضيفات، واستمرت بدعم المنظمة لغاية إغلاقها في ربيع عام 1976. 
لعبت دوراً مهماً كمتحدثة وناطقة رسمية في العديد من المناسبات الهامة منها مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة في مكسيكو سيتي عام 1975، والمؤتمر الوطني للمرأة لعام 1977 الذي عقدته النائبة بيلا أبروغ وأخريات من النسوة ويمثل كنوع من المؤتمر الدستوري للمرأة.
اعتقلت غلوريا ستاينم مع عدد من أعضاء الكونجرس والناشطين بالحقوق المدنية عام 1984 أثناء الاحتجاج على نظام التفرقة العنصرية في جنوبي أفريقيا. أُصيبت بسرطان الثدي عام 1986، إلا أنها قاومت المرض واستمرت في مهنتها.
في عام 1991، اعترضت غلوريا ستاينم مع مجموعة من الناشطات السياسيات "روبن مورجان وكيت ميليت" على غزو الشرق الأوسط، ودافعت عن الديمقراطية، وفي العام ذاته قدمت دعمها للمحامية الأمريكية "أنيتا هيل" التي حاربت التحرش الجنسي في مجال الإعلام.
أسست منظمة غير ربحية عام 1992 "Choice USA" تعمل على توفير الدعم للشابات اللواتي تطالبن بخيار الإنجاب. انتجت فيلم وثائقي عام 1993 وروته لصالح قناة HBO، كما انتجت فيلما تلفزيونياً مع روزلين هيلر اسمه "الموت الأفضل"، تتمحور أحداث الفيلم حول القوى المتوازية التي تعارض عملية الإجهاض وبنفس الوقت تدعم عقوبة الإعدام.
في أيلول/سبتمبر عام 2000، وهي في سن الـ 66، بعد أن كانت رافضة لفكرة الزواج والارتباط، تزوجت من رجل الأعمال البريطاني والناشط البيئي ديفيد بيل والد الممثل كريستيان بيل، دام زواجهما ثلاث سنوات فقط، حيث مات ديفيد بيل إثر إصابته بورم دماغي. كما كانت تجمعها علاقة ودية دامت أربع سنوات مع الناشر الأمريكي مورتيمر زوكرمان.
كتبت غلوريا ستاينم عدة مقالات أدبية في عام 2003 منها مقالة بعنوان "الإعلام والحركة: دليل المستخدم" ومقالة بعنوان "أخوية النساء للأبد: أنثولوجيا النساء للألفية الجديدة"، كما أنها ركزت على استخدام الأساليب المبتكرة لجمع التبرعات، ورفع الوعي بين الفتيات والسيدات في حفلة "رنين التغيير"، التي أقيمت لإحياء الذكرى العشرين للمؤتمر الرابع للمرأة في مسرح أبولو بمدينة نيويورك.
اشتركت في مسيرة النساء للسلام في كوريا مع ميريد ماجواير بهدف نزع السلاح وإعادة توحيد البلاد التي عانت من الانفصال سبعين عاماً. وأسست مع الناشطة والممثلة الأمريكية جين سيمور فوندا والناشطة السياسية روبن مورغان عام 2005 المركز الإعلامي للمرأة لزيادة نشاط عمل المرأة ورفعها في وسائل الإعلام.
قضت غلوريا ستاينم معظم حياتها المهنية في محاولة كشف أفعال وسائل والإعلام ومحاسبتهم على أعمالهم من خلال عملها الصحفي الناشط، الذي دافع عن حقوق الفئات المهمشة في المجتمع، وتكريماً لتفانيها في دفع الحركة النسوية والدفاع عن الحقوق المدنية، أيدتها الجامعة الأمريكية روتجرز وقدمت الدعم لها.
 
نضال طويل لحقوق المرأة
كتبت غلوريا ستاينم في الستينيات عدة مقالات حول النساء الثوريات اللواتي شاركن في حركة الحقوق المدنية والقانونية وحاربن سياسة الفصل العنصري وحرب فيتنام، وسرعان ما تلقت عدد هائل من الطلبات لتوضيح وشرح ظاهرة الحراك النسوي، في بداية الأمر رفضت العروض التي قُدمت إليها لأنها كانت ترتعد من فكرة الظهور في الأماكن العامة، لكنها تجاوزت هذا الأمر بدعم من صديقتها دوروثي بيتمان هيوز.
كان نشاطها يتمحور حول قصص النساء اللواتي واجهتهن خلال تنقلها، وضمن المجموعات الحيوية التي تحارب في سبيل هدف وغاية واحد "التغيير السياسي"، كما أنها اكتشفت أن الحياة الحرة ممكنة الحصول.
نالت مكافأة في مؤتمر للأمم المتحدة في بكين الصينية حين قالت للسيدة هيلاري كلينتون "إن حقوق المرأة مرادفة لحقوق الإنسان"، فقد كان رأيها يُعتبرُ متحيز نوعاً ما في تلك الآونة، بحيث لا يمكن فصل حقوق المرأة عن الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وحاربت بشتى الوسائل كل ما يعيق الحركة كي تمتد وتشمل كافة النساء.
حصلت على برنامج تلفزيوني خاص للمرة الأولى "WOMAN" أي امرأة، وتطرقت عبره إلى طرح عدة مسائل منها استعمال الاغتصاب كسلاح حربي في الكونغو، والعصابات في كولومبيا، وحياة الأمهات اليومية في السجون الأمريكية، وأجرت مقابلة مع جو بايدن الذي كان وقتها نائباً للرئيس الأمريكي باراك أوباما وتحدثت عن العنف ضد المرأة، واعتبرت من وجهة نظرها إن حق المرأة في بسط سيطرتها ونفوذها هو الذي يميز الديمقراطيات عن الأنظمة الاستبدادية. 
 
انخراطها  في الحملات الانتخابية
انخرطت غلوريا ستاينم في الحملات الانتخابية السياسية الرئاسية، كما أبدت دعمها لـ أدلاي ستيفينسون في الحملة الرئاسية عام 1952. جذب سجل السيناتور الأمريكي يوجين جوزف مكارثي الحافل بالقضايا الحقوقية المدنية إعجاب غلوريا، التي ارتبكت من هجماته على منافسه الأولي روبرت كينيدي، لحين مغادرة منافسه الأساسي هوبرت هومفري.
اندهش الجمهور في برنامجها الإذاعي الساهر لتصريحها بحقيقة جورج ماكجوفن هو يوجين مكارثي الحقيقي، وتم اختيارها بتنسيق الحجج فيما يخص دخوله في الحملة الانتخابية عام 1968، في انتخابات 1972 ترددت بالانضمام من جديد بحملة جورج ماكجوفن، بسبب سوء معاملتهم لها، ومعارضة جورج لقضية الإجهاض وإقصاء هذه القضية من الحزب.
وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش في أعقاب انتخابات 2004، بسبب عدائه الحاد لمساواة المرأة وحرية الإنجاب من عدمه، والتعليم الجنسي والإغاثة من الإيدز. أبدت مشاركة فعّالة وسط الحملة الرئاسية لعام 2009، وعلّقت على دفاع السيناتور كلينتون وأوباما عن الحقوق المدنية ومساندة البيئة ودعم المرأة.
كتبت عدة مقالات لجريدة "نيويورك تايمز" وأوضحت فيها أن الجندرة أقسى أنواع القيود في المجتمع الأمريكي وليس العرق، ووصفت شريكة جون مكاين في الترشيح سارة بالين بأنها "امرأة غير جديرة"، وتعارض كل شيء تحتاجه وتريده معظم النساء. وأجرى الصحفي بيل ماهر لقاء صحفي معها في قناة HBO، ووجه لها سؤال عن سبب دعمها الشديد لـ بيرني ساندرز من بين النساء الشابات في الحزب الديمقراطي.
 
أيقونة الحركة النسوية
تُعدّ غلوريا ستاينم أيقونة الحركة النسوية في ستينات القرن التاسع عشر، وعند لقائها بمارتن لوثر كنغ تعرفت إلى الحركة النسوية الأمريكية، إثناء إلقاء خطابه الشهير صيف 1963، فحققت إنجازات كثيرة مليئة بالمتاعب والتحديات.
رفضت التصنيف داخل الحركة النسوية بنطاق المحدودية، لأن الحركة ذات أبعاد شاملة ومتنوعة، ولهذا يصعب التقسيم بالنسبة للمشاكل الجادة، ففي آذار/مارس عام 1979 كتبت مقالاً عن الأعضاء الأنثوية التي تتعرض للتشويه، وتحدثت عن معاناة 75 مليون امرأة جراء التشويه، ونشرتها في مجلة مِس، ورجحت الأسباب خلف هذه المشكلة للنظام الذكوري الذي يطمح للسيطرة والتسلط على أجساد النساء بُغية التكاثر.
كتبت مقالاً بعنوان "الإباحية الصارخة أو الرقيقة لا تحتوي على مساواة أو مشاركة"، حيث نقدت الأعمال الإباحية التي تفسد الأخلاق وفرقتها عن الشهوانية، وبينت مدى الاختلاف بينهما "الإباحية والشهوانية"، باختلاف الحب عن الاغتصاب واختلاف الشراكة عن العبودية والمتعة عن الألم، وفيما يخص الإباحية للجنس الواحد بغض النظر عن الأطراف المشاركة، كل الإباحية التي تعطي صورة للمثليين هي محاكاة لسيطرة الرجل على المرأة وبسط نفوذه عليها أي نظرية "المعتدي والضحية". 
وأبدت دعمها عن زواج أحادي الجنس في ظل نظرتها للمستقبل الذي تخيلته، لكنها لم تذكر أو تدافع عن فكرتها في أي عمل منشور أو مقابلة تلفزيونية لهذا النوع من الزواج. كانت غلوريا ستاينم أحد الأعضاء الموقعين على البيان الرسمي الذي أُطلق عام 2008 ما بعد الزواج أحادي الجنس، والذي يدعم الحقوق المدنية والقانونية وامتيازات الأسر والعائلات.
رفضت غلوريا ستاينم القول بأن عملية تحويل الجنس مثالاً مخيفاً لما قد تؤدي إليه الحركة النسائية، ودعمت حقوق الأفراد المتحولين جنسياً، كما نشرت ملاحظاتها في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر عام 2013 عن التحول الجنسي في مجلة "ذا أدفوكيت".
وأعلنت رفضها لمبدأ حجب الحقائق والأفكار المجردة في النظريات الأكاديمية للمرأة، ونقدت أصحاب النزعة الذين يكتبون بلغة صعبة الفهم للحصول على السلطة والمركز، كصاحب نظرية النوع والمثلية الفيلسوف الأمريكي جوديث باتلر الذي يعتبر المعرفة صعبة الفهم لا فائدة منها ولا يمكن لمسها فهي كالهواء.
 
تقلّدت بأوسمة وجوائز
نتيجة مجهوداتها القيّمة، حازت على عدة جوائز منها جائزة "جلوريا" التي قُدمت لها عام 1988من مؤسسة مِس للنساء، وقد سميت هذه الجائزة باسمها تيمناً بها، كما منحت جائزة المدافعين عن حقوق المثليين الوطنية. وانضمت لـ قاعة المشاهير الوطنية للمرأة عام 1993، ونالت جائزة "الإنجاز الأبدي" من مجلة بارينتينج عام 1995.
حصلت على جائزة "Bill of Rights" من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، واختارتها مجلة "إسكوا ير" عام 2000 ضمن أعظم خمس وسبعين سيدة على مر التاريخ، ونالت جائزة "المساواة الآن" Equality Now لحقوق الإنسان العالمية، وجائزة "سارة كاري" للإنسانية عام 2007.
حازت غلوريا ستاينم على جائزة رابطة الكتاب من الأمم المتحدة، وجائزة من كلية الصحافة بجامعة ميزوري تقديراً لنشاطها المميز بالصحافة، ونالت جائزة أخبار الرياضة للنساء، وجائزة ريتشارد سي هوليروك للإنجاز المميز "جائزة دايتون للسلام الأدبي". 
وتم اختيارها أيضاً كشخصية إنسانية من قبل الجمعية الإنسانية الأمريكية لعام 2012، بالإضافة إلى تصنيفها ضمن أكثر النساء تأثيراً في أمريكا من قبل مجلة "بيوجرافي". وكُرمت بوسام "سيريس" من الأمم المتحدة.
قُلّدت بوسام الحرية الرئاسية عام 2013، وأعلنت جامعة راتجرز الأمريكية عام 2014 عن توفير منح دراسية لمن يمثل قيّم غلوريا ستاينم عن المساواة الإعلامية، وبنفس العام حازت على جائزة القرن من مؤسسة نيويورك للمرأة. 
في عام 2014، نالت جائزة "دي في إف للقيادة الأبدية" ""DVF Lifetime leadership، وجائزة "‘إيمي" عن الكتابة التلفزيونية المتميزة، واختارتها مجلة "جلامور" ضمن أهم خمس وسبعين سيدة خلال الخمس وسبعين سنة الأخيرة.
تنتقل غلوريا ستاينم بين البلدان والدول الأجنبية بصفتها متحدثة إعلامية حول قضايا المساواة والأصول العرقية والحقوق المدنية، ومنظّمة من أجل العدالة والسلام.