تمكين المرأة في العمل طريقها لتكون فعالة ومؤثرة
يشكل عمل المرأة ضرورة للمساواة بين الجنسين، حيث أن تحقيق النساء لاستقلالهنَّ الاقتصادي مفتاح للقضاء على كافة أشكال العنف والاستغلال الذي تتعرض له المرأة في كافة أنحاء العالم
نورشان عبدي
كوباني ـ .
منذ عام 2012 تغير حال المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، من كافة النواحي وخاصة العمل المدني منه والعسكري، وتغير فكرها فهي مقتنعة اليوم أنها قادرة على التَّحرر وتخليص نفسها من القيود المجتمعية الرجعية وتخطي الآراء السَّلبيَّة لتلعب دوراً فعالاً وجوهرياً.
عملت المرأة في بلدة صرين التابعة لمقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا، بعد أن تحررت البلدة في 27 تموز/يوليو 2015، على يد قوات سوريا الدَّيمقراطيَّة من مرتزقة داعش، بعد حصار دام عشرة أيام، على إخراج نفسها من الواقع الذي فرضه المُرتزقة عليها، وواقع الموروث الاجتماعي، فتوجهت إلى العمل، باحثة عن استقلالها وتطوير فكرها.
تقول سهام عثمان (20) عاماً، التي تعمل في قسم الدَّيوان في بلدية الشَّعب ببلدة صرين لوكالتنا، عن التّغيير الملحوظ في واقع المرأة "بعد اندلاع شرارة الثّورة في شمال وشرق سوريا، أصبح للمرأة دور إيجابي فعّال، بعد أن عانت من سيطرة الذهنية المُتعصبة على جسدها وفكرها".
وكامرأة عاملة تهدف سهام عثمان إلى تحقيق المُساواة بينها وبين الرَّجل، عبر إيجاد جو مملوء بالمودة والتّعاون "لم أتمكن من متابعة دراستي، لأن أسرتي لم تتقبل ذلك على عكس شقيقي الذي سمحوا له، وهذا مثال بسيط على الفروق بين المرأة والرّجل في مجتمعاتنا".
ولسنوات عديدة حُرمت المرأة من حقها في إبداء رأيها، واليوم تعمل في قسم الدّيوان، والاستعلامات، وقسم الضّابطة، وأصبحت رئيسة مشتركة، "بعد الكثير من المُعاناة، حصلنا على مكاننا بإرادة قوية في جميع المجالات، وبات للمرأة نظرتها الخاصة للحياة، من خلال قيادتها لنفسها نحو الأمام، وتحرير فكرها". وتؤكد على أن "المرأة الحُرة تقود مجتمعاً حراً".
وتقول موظفة قسم الاستقبال في بلدية الشَّعب كليمة الملا (30) عاماً، عن تغيير نظرتها حول عمل المرأة في عدد من المجالات، "كنت اعتقد أنه ليس على المرأة العمل في بعض المجالات، فقد حُصر عملنا لسنوات ضمن المنزل، بحسب مفهوم العادات والتّقاليد، ولأنني أخترت تجربة العمل واجهت العديد من الانتقادات في البداية، لكنني تخطيتها فيما بعد".
وترى كليمة الملا أن للمرأة العاملة تأثير إيجابي، لأنها لبُنة أساسية في عملية التَّطوير "المرأة المُثقفة والحرة تُربي أجيالاً قادرة على النّهوض بواقع البلاد".
وتؤكد عضوة منسقية مؤتمر ستار بشرى عبد المنعم (23) عاماً، أن التشديد على المرأة كان في أوجه إبان سيطرة مرتزقة داعش، فبعد أن كانت تعاني من الذّهنية العشائرية فقط، بدأت تعاني من الفكر المُهمين الذي فرض نفسه بالقوة.
وتضيف "منعوها من الكلام، والخروج، ووشحوها بالسَّواد، واعتبروا كل شيء تفعلهُ عيباً، وكان من الصَّعب التّخلص من تأثيرهم بعد التّحرر، واليوم تعمل المرأة في العديد من المجالات بإرادة وعزيمة قويتين".
وتقول إن المرأة اليوم صاحبة قرار، وفاعلة في المراكز والمؤسسات التي تنظم الأهالي "في صرين كان للمرأة صاحبة الفكر المُتطور والحر أسلوبها لقيادة مجتمعنا نحو التّطوير والنّجاح".
وكعاملات تعتبر بشرى عبد المنعم أن واجبهنَّ توعية ربات المنازل، "كمؤتمر ستار هذا الأمر يقعُ على عاتقنا، لذا نستقبلُ في أي وقت جميع النّساء اللواتي يحتجنَّ للدعم والمُساندة".