طفل ووالدته يتعرضان للتعذيب من قبل الزوج
شهدت مدينة هجين في دير الزور بشمال وشرق سوريا قبل نحو أسبوع جريمة عنف وتعذيب وحشي كان ضحيتها امرأة وطفلها والمعنف زوجها
زينب خليف
دير الزور ـ .
تعرض الطفل يوسف البالغ من العمر 3 سنوات للتعذيب والضرب على يد زوج والدته، والذي قام أيضاً بخلع أظافره بالأدوات الحادة مع تعنيف وإهانة والدته ومنعها من الاقتراب منه أو الدفاع عنه.
تقول فاطمة حسين الدخيل (30 عاماً) لوكالتنا أنها من سكان بلدة الباغوز، وقبلت بالزواج من المدعو عبد الله عواد الشهاب كونه تكفل بتربية طفلها وإعالته.
لم تكن تعرف فاطمة الدخيل أن زوجها عنصر سابق في تنظيم داعش "قتل داعش زوجي، وبقيت مع طفلي لذلك قبلت به عندما تقدم لخطبتي لأنه ادعى أنه سيكون أباً لابني يوسف ويعامله كأنه من صلبه".
وتابعت "فيما بعد علمت أنه يتعاطى المخدرات وأنه عصبي طوال الوقت، يبدأ بالصراخ والشتم والضرب بشكل فجائي".
لدى زوج فاطمة الدخيل طباع سادية كما تقول فهو يحب تعذيب الطفل ولهذا الغرض كان يضع لها حبوباً منومة "لا أعرف ما نوع الحبوب التي كان يجبرني على تناولها، يقول لي تناوليها من أجل آلام الظهر، لكنني كنت أشعر أنني مخدرة، وخلال ذلك يقوم بتعذيب الطفل"، وأضافت "كان تأثير الحبوب المخدرة سيئاً علي فأصبحت أخفيها عنه وأقول له أني أتناولها".
أجبرت فاطمة الدخيل على عدم الاهتمام بطفلها "يقول لا تشتري له شيئاً من مالي، إذا فعلتي ذلك سأطلقكِ". وأضافت "صبرت كثيراً بسبب الخوف، ولكن وحشيته كانت تزيد يوم بعد آخر، كان يكبل قدمي بالسلاسل ويضرب طفلي أمام عيني، ويشد أعضاءه التناسلية بخيط ويحرقه بأعقاب السجائر ويخلع أظافره ويضربه بمطرقة حديدية ويضربه على ظهره ويديه ورجليه، بالإضافة لحرق جسده ويحشو فمه بقماش لكيلا يسمع صراخه".
وأضافت "كان عنصراً لمرتزقة داعش، ولم يكن يستطيع اكمال يومه بدون رؤية الدماء... آلمني أنين طفلي وعيناه اللتان لم تجفا يوماً من الدمع".
استطاعت فاطمة حسين الدخيل الهروب عندما نسي باب المنزل مفتوحاً "خرجت من المنزل زحفاً وأنا أحمل طفلي، حتى جاءنا صاحب دراجة نارية وأوصلني لمنزل عائلتي".
وفي ختام حديثها طالبت من المؤسسات المعنية أخذ حقها منه "أطالب بإنزال أشد العقوبات بحق هذا المجرم، الذي لا يمتلك أية رحمة أو إنسانية".
لجنة المرأة تتابع الحالة
قالت لوكالتنا فاطمة السالم من لجنة المرأة بتجمع نساء زنوبيا في هجين أن "أكثر المناطق أصبحت تعرف بالقضية التي جرت بحق الطفل يوسف وأمه فاطمة".
وتابعت "نحن كمجلس للمرأة عندما سمعنا بالقضية بدأنا بمتابعة قضية الطفل وأمه وقمنا باصطحابهم إلى المجلس واستفسرنا عن حالها وما تعرضت له وباشرنا بالإجراءات الكاملة لإنصافهما".
وأكملت "سنعمل على أخذ حقهما وسنقدم لهما الدعم الكافي، ونعمل أيضاً على توعية المجتمع من خلال تكثيف المحاضرات والندوات التوعوية لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل".
وطالبت فاطمة السالم المنضمات الدولية وحقوق الطفل والمنظمات النسائية بمساندة حملتهم للقضاء على العنف الذي تتعرض له النساء والأطفال ومد يد العون لفاطمة الدخيل وابنها يوسف.
والجدير بالذكر أن قوات الأمن الداخلي ألقت القبض على المدعو عبد الله الشهاب بعد أن قامت فاطمة الدخيل بالإبلاغ عنه، وحسب قوانين شمال وشرق سوريا فسيتم سجنه 15 عاماً بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.