سجى اللامي مراسلة حربية واكبت عمليات تحرير العراق من عصابات داعش
في عام 2014 سيطر مرتزقة داعش على المحافظات الغربية من العراق معلنة توجهها للعاصمة بغداد، وكان للمرأة دور مهم في المعارك كما كان لها حضور إعلامي بارز
غفران الراضي
بغداد ـ .
للحديث عن تفاصيل تلك الفترة ودورها في تغطية المعارك كان لوكالتنا لقاء مع المراسلة الحربية سجى اللامي ذات الـ (٢٨) عاماً.
سجى اللامي كانت في بداياتها الإعلامية، تعمل كمراسلة لوكالة محلية عندما بدأت معارك تحرير الأرض من داعش، تقول عن هدفها الأساسي من الانخراط في الاعلام الحربي خلال عمليات التحرير "كان هدفي محاربة العدو داعش، فانطلقت للعمل كمراسلة حربية ميدانية في عمليات سامراء، وشاركت في جميع عمليات التحرير بصلاح الدين والأنبار والموصل حتى وصلت للحدود السورية".
وتكمل "استمرت تغطيتي للمعارك حتى تعرضت للإصابة في الفلوجة، ورغم ذلك لم أترك عملي الميداني كمراسلة حربية".
وعما واجهته من رفض في البداية من قبل عائلتها تقول سجى اللامي "رفضت عائلتي فكرة دخولي مجال الإعلام الحربي خوفاً على حياتي، فقد كانت المعارك على أشدها، وهم يتابعون عبر وسائل الإعلام سيطرة داعش على المناطق الغربية، والمجازر والانفجارات والقتل اليومي، لكن بعد إلحاحي وإصراري وافقوا وبدأت رحلتي من سامراء".
في ذاكرة سجى اللامي الكثير من القصص والمواقف الصعبة تذكر لنا أحد الانفجارات في حي نزال بالأنبار "انفجرت عبوة ناسفة وتعرضت لإصابة طفيفة، هذا الموقف كان صعب علي جداً وقتها؛ لأنني كنت بحالة هلع وصدمة وخوف من الموت، لكن بعد ساعة من إصابتي عادت القوة إلى داخلي أكثر وأكثر واستمريت في عملي وزادت قوتي وإصراري".
وعن مدى خوفها أو تراجعها عن قرار الاستمرار في تغطية العمليات العسكرية قالت الإعلامية الحربية سجى اللامي "على العكس عندما اسمع خبر استشهاد مراسلة حربية ازداد قوة وعزيمة للاستمرار بأداء واجبي المهني والوطني. كنت أردد دائماً أن نصف نجاح المعركة هو الإعلام".
وتضيف "يومياتي مع المقاتلين اعتبرها يومياتي مع عائلتي كنت اتنقل معهم من مكان لآخر. عندما يرسمون خطة لتحرير مكان معين كنت أجهز نفسي ومعداتي الإعلامية واتصل بأهلي أسلم عليهم وأكتب وصيتي وأضعها داخل حقيبتي وأسلمها لشخص معين في المقر، أقول له عندما استشهد افتح حقيبتي داخل الدفتر موجودة وصية سلمها لأهلي".
وتكمل "عند عودتنا من أي معركة نحن الذين بقينا على قيد الحياة نكون سعداء للغاية نجلس وقت الراحة ونروي قصص عوائلنا وذكرياتنا. كنا عائلة نتشارك الذكريات".
بعض عناصر القوات الأمنية التي كانت ترافقهم في تغطيتها الإعلامية أطلقوا عليها لقب جبار "كانوا يلقبوني بجبار، كنا نأكل سوية وأساعدهم في تجهيز الطعام. كل شخص يشعر بالآخر سنده وأخاه... خلال الحرب وهاجس الموت في أي لحظة، كانوا عائلتي الثانية".
وعن العلاقة التي تربطها بباقي الإعلاميين والصحفيين المواكبين للعمليات القتالية تقول سجى اللامي "تفاعل المراسلين معي هو تفاعل مهني فكانوا قوتي في الحرب، خاصة المراسلين الحربين من أهالي ذي قار مدينتي، كنت أرى بهم العزيمة والإصرار والثبات، كما وأصبحت تربطني علاقة وثيقة بعدد من المراسلين في القنوات الفضائية المحلية والعربية".
وعن تعاون وتقدير القوات الأمنية قالت "في كل مكان في الحرب يوجد به طبابة، كانوا يستقبلوني في المبيت ويجهزون لي وسائل الراحة. كانت توصيات طبابة ذي قار دائمة... عندما كنت أنوي الذهاب إلى أماكن تابعة للقوات العسكرية كانوا يتنقلون بي من مكان لآخر فكانوا خير السند والقوة لي في الحرب".
يذكر أن معارك الموصل تعتبر آخر معارك التحرير وبها يكون قد تم دحر مرتزقة داعش من العراق، ففي العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2017 أعلنت القوات العراقية سيطرتها بشكل كامل على الحدود مع سوريا، وخلال المعارك الطاحنة راح المئات من الضحايا بين مصاب وجريح عدا عن المختطفين والمغيبين، وخسائر في البنى التحتية.