صحفيات سودانيات تروين معاناتهن في الحصول على المعلومة
منذ اندلاع الصراع بالسودان في نيسان/أبريل من عام 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تعاني الصحفيات من الحصول على المعلومة من مصادرها لأداء رسالتهن الإعلامية.
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250213-almadt-mdlt-jpgdb09b7-image.jpg)
آية إبراهيم
السودان ـ طالبت الصحفيات السودانيات بضرورة إيقاف النزاع في بلدهن، وإعطاء المجال لحرية التعبير حتى يتمكنّ من أداء رسالتهنّ الإعلامية بالشكل الأمثل، مؤكدات أن أخذ المعلومة من مصدرها الرئيسي تمثل أساس المادة الصحفية وتمنحها قوة ومصداقية لدى القارئ.
مع استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتفعت أصوات الصحفيات المطالبة بضرورة الحصول على المعلومات الصحفية من جهات الاختصاص حتى يتمكن من العمل بمهنية ونقل الحقائق من مصادرها الأساسية لكن مع ذلك تبقى المعاناة قائمة إذ لا تجد أصواتهنّ أذن صاغية لتنفيذ المطلب.
أكدت الصحفية رفقة عبد الله أن معاناتها في الحصول على الأخبار الصحفية بدأت منذ اندلاع النزاع ببلادها، مشيرةً إلى أن معاناة الصحفية لا تتوقف عند عدم التمكن من الحصول على المعلومات وإنما تتجاوز ذلك بعد فقدان الصحفيات لوظائفهن بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المؤسسات الإعلامية وسط العاصمة الخرطوم حتى أصبحت مقراً للنزاع.
وأضافت أن الصحفي لا يستطيع الوصول إلى تلك المناطق لعكس الأوضاع الإنسانية والصحية وغيرها خصوصاً وأن قوات الدعم السريع اعتقلت عدد من الصحفيين ومنهم من فقد حياته، لذلك توقف البعض عن مهنتهم"، مشيرة إلى إنه هنالك مضايقات أمنية وأن التصاريح التي تمنح الصحفي الحق في ممارسة عمله لا تخرج في الزمن المناسب.
وتضطر الصحفية السودانية لطلب الحصول على زمن كافي لتنفيذ المهام الصحفية الموكلة لها من قبل الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها وذلك لعدم تمكنها من الحصول على المعلومات التي تخدم مادتها الصحفية في الزمن المحدد حيث يستغرق ذلك وقتاً على الرغم من أن المادة الصحفية قد لا تكون تحتاج لوقت طويل وبسبب ذلك فقدت عدد من الصحفيات وظائفهن لعدم التزامهن بالزمن المحدد لتسليم المهمة الصحفية التي كلفت بها.
وأصبح من الصعب الحصول على الأخبار من المسؤولين، حيث يتطلب ذلك زمن لكن مع عصر العولمة المعلومة تنتشر، وحول ذلك دعت الإعلامية سارة الطيب المسؤولين وجهات الاختصاص لضرورة عكس الحقائق بشفافية ووضوح، مؤكدةً أن الصحفي منوط به الحصول على المعلومة الحقيقة من مصدرها.
وقالت "مع ذلك لم تستسلم الصحفيات للواقع المرير الذي وجدن أنفسهن به وهن يجتهدن للحصول على المعلومة الحقيقية من مصادرها ومواقعها وقدمن في ذلك أرواحهن فداءً لأداء رسالتهن الإعلامية حيث قتلت الصحفية حليمة إدريس التي كانت تعمل بفضائية "سودان بكرة" في تشرين الأول عام 2023 دهساً بسيارة تابعة لقوات الدعم السريع أثناء ممارسة عملها الصحفي في ضاحية أم درمان بالعاصمة الخرطوم في حادثة أثارت جدل كبير وأدانتها نقابة الصحفيين السودانيين".
بدورها أكدت الكاتبة الصحفية ورئيسة تحرير صحيفة "أول النهار" مشاعر عثمان على أهمية حصول الصحفي على المعلومة من مصادرها من أجل الوصول لإعلام مهني حر.
وقالت إن معاناة الصحفي في الحصول على المعلومة غير مرتبطة بالنزاع إنما قبلها، مشددةً على ضرورة أن تعي الحكومة السودانية الأمر خصوصاً في عصر العولمة حيث أصبح العالم قرية صغيرة والمعلومة في متناول الأيدي.