قيادية في وحدات حماية المرأة: يجب كسر حاجز الخوف

"كامرأة عربية، استطعت أن أناهض العنف وانضم إلى صفوف وحدات حماية المرأة، ولن أقبل تهميش أو تعنيف أي امرأة"، بهذه الكلمات شددت القيادية في وحدات حماية المرأة على ضرورة مناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة.

سمر محمد

الرقة ـ جاء تأسيس وحدات حماية المرأة YPJ في الوقت الذي كانت فيه روج آفا بإقليم شمال وشرق سوريا في بداية تنظيمها وتحررها من سيطرة حكومة دمشق، وقاتلت النساء من أجل تحرير المنطقة منذ نشأته في عام 2013، وأصبحت مقاتلات YPJ، المثال الأبرز لنضال المرأة.

فلسفة "Jin jiyan azadî" التي ترددت صداها في شرق كردستان وإيران وأصبحت معروفة للعالم أجمع، أطلقته المرأة الكردية قبل 11 عاماً في ثورة المرأة، وليس فقط في المجال العسكري، بل في كافة مجالات الحياة لتتخذ من حماية نفسها أساساً. أعلنت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا استقلالهن بعد خضوعهن لسنوات لأنظمة حكومة دمشق وتحولت من خلال الكفاح والمقاومة إلى قوة عسكرية تحتضن جميع النساء من مختلف الخلفيات والمكونات، وتدافع عن وجودهن المشروع وثقافتهن وهويتهن.

ومع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف الذي يصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، قالت القيادية في مجلس إقليم الفرات أميرة محمد الناطقة باسم وحدات حماية المرأة، إنه "في هذا اليوم وكما نسميه اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نود أن نوجه رسالة لجميع نساء العالم، بالتوجه للانضمام إلى صفوف وحدات حماية المرأة من أجل الدفاع عن النساء المعنفات، وحتى تستطيع كل امرأة مهمشة أن تأخذ جميع حقوقها التي سُلبت منها".

وأضافت "في مثل هذا اليوم استطعنا أن ننتفض ضد العبودية، ويجب على كل امرأة أن ترى نفسها بعين كبيرة، وتعلم أن لها حقوق وطموح وحرية يجب أن تنالها بالنضال".

وأوضحت أنه "يوجد الكثير من النساء في المجتمع اللواتي تتعرضن للعنف والاضطهاد، ولكن بعزيمتهن وإرادتهن استطعن مواجهة ذلك بكل بسالة، كما نذكر الشابة جينا أميني التي لم تقبل بالعادات والتقاليد البالية والتي أعطت رأيها بكل شجاعة وأصبح اسمها مقترن بفلسفة Jin Jiyan Azadî. ويوجد العديد من النساء من جميع الطوائف والمكونات في إقليم شمال وشرق سوريا اللواتي تتعرضن للعنف والاضطهاد من قبل الذهنية الذكورية من قبل عائلتها أو أقاربها كالزوج والأخ وغيرهم ويقومون بتلك الجرائم بذريعة الشرف والعادات والتقاليد، فبعض الأشخاص يقومون في كل حين بتوجيه الإهانة للمرأة، ونحن اليوم نقول يجب على جميع النساء أن تناهضن هذا العنف، وتنتفض ضد الظلم والإهانة".

وأشارت إلى أنه "كامرأة عربية، استطعت أن أناهض العنف وانضم إلى صفوف وحدات حماية المرأة، ولن أقبل تهميش أو تعنيف أي امرأة، فجميع النساء لهن تاريخ عريق ويجب أن يدركوه بشكل جيد، والآن تأخذ آلاف النساء مكانهن ضمن المؤسسات المدنية المدافعة عن المرأة، إلى جانب قوات الحماية العسكرية للمرأة وجميع المؤسسات، تلك تسعى أيضاً لحل جميع قضايا المجتمع وشؤونه، واستطعنا اليوم الوصول إلى مستوى عالي من الرقي الفكري والفلسفي لتمثيل إرادة المرأة وكسر حاجز الصمت والخوف، وخصوصاً كامرأة عربية وابنة العشائر التي تحدت جميع الصعوبات والعوائق ووصلت إلى تلك المكانة التي تليق بكل امرأة ساعية لنيل الحرية".

وفي ختام حديثها، وجهت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة أميرة محمد رسالة للنساء مفادها أنه "استطعنا تخطي جميع الصعوبات وكما نرى في الوقت الراهن المكانة التي وصلت لها المرأة بكل بسالة وشجاعة، واستعادتها لجميع حقوقها المسلوبة، وها هي تثبت ذاتها في جميع مجالات الحياة. كوحدات حماية المرأة مستعدات لحماية الوطن والدفاع عنه وتحرير المناطق المحتلة".