قطع تركيا للمياه يفاقم معاناة النساء في مدينة الحسكة
تعاني مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا من انقطاع تام للمياه، بعد أن قامت مرتزقة تركيا بقطع المياه عنها من محطة علوك في ريف سري كانيه التي فاقمت معاناة النساء في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسط مخاوف من تفشي الأمراض.
دلال رمضان
الحسكة ـ طالبت نساء مقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا المنظمات الدولية بوضع حد لممارسات الاحتلال التركي تجاه الأهالي، باستخدامها لمياه محطة علوك كسلاح حرب ضدهم مما فاقم من معاناتهم.
تعاني مدينة الحسكة وأريافها منذ احتلال تركيا لمدينة سري كانيه/رأس العين عام 2019، من انقطاع مستمر لمياه الشرب في ظل ظروف مأساوية يعيشها أهالي المنطقة، مما تتسبب بحدوث كارثة إنسانية بحرمان قرابة مليون شخص من قاطني المدينة وأريافها من مياه الشرب، حيث تضرب تركيا ومرتزقتها القوانين الدولية عرض الحائط بقطعها للمياه.
ومع قدوم فصل الصيف وارتفاع في درجات الحرارة ومخاوف من انتشار الأوبئة، تزداد معاناة الأهالي وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي أجبرن على نقل المياه من الآبار أو الخزانات التي وضعت في الأحياء القريبة منهن، كما تجبرن على شراء مياه الشرب من الصهاريج بمبالغ مالية باهظة.
وفي الثالث من تموز/يوليو الجاري، أعلنت مديرية المياه في مقاطعة الحسكة من خلال بيان لها، أن مدينة الحسكة أصبحت منكوبة نتيجة قطع تركيا المياه عنها.
وعن معاناة النساء في ظل الانقطاع المستمر للمياه عن المدينة، تقول النازحة من مدينة سري كانيه إلى الحسكة وزة السالم "نعاني من القطع المستمر لمياه الشرب منذ أن احتلت تركيا مدينة سري كانيه، إن وضعي المادي صعب جداً لذا لا استطيع شراء مياه الصهاريج فأنا لا أملك أي معيل لي ولأطفالي اليتامى"، مشيرةً إلى معاناتها في سحب مياه الشرب من الآبار الجوفية وخزانات المياه التي وضعتها بعض المنظمات في الأحياء، "في بعض الأحيان لا استطيع الحصول على كمية كافية من المياه، نقف في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح لأعود خالية الوفاض بسبب العدد الكبير من الأهالي الذين يحاولون الحصول على بعض المياه".
وأوضحت أن الخزانات الموجودة في الأحياء لا تكفي الأهالي وأن الأوضاع تتجه نحو الأسوأ، داعيةً المنظمات الدولية لوضع حد لممارسات الاحتلال التركي تجاه شعوب المنطقة وأن تعمل على إيصال المياه إلى المدينة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وخوفاً من تفشي الأمراض.
ومن جانبها تقول هدية محمد سعيد من مدينة الحسكة عن معاناتها من انقطاع مياه الشرب من محطة علوك "منذ احتلال تركيا لمدينة سري كانيه يواصل مرتزقتها قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة، لذا نضطر إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج التي تكون أسعارها مرتفعة وملوثة في الكثير من الأحيان، مما يتسبب في إصابة الأطفال بأمراض في المعدة وحالات الإسهال كوننا لا نعرف مصدر تلك المياه التي لا تكفينا لعدة أيام نتيجة للارتفاع الشديد في درجات الحرارة".
وتمد محطة علوك التي تقع شرق مدينة سري كانيه/تل أبيض أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة وقراها إلى جانب المهجرين في المخيمات التي انشأت بعد احتلال تركيا لكل من سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض بالمياه.
وأكدت على أن الوضع بات يتجه نحو الأسوأ في ظل الظروف الراهنة والانقطاع المستمر للمياه من محطة علوك، حيث تزداد معاناة الأهالي يوم بعد آخر، "على المجتمع الدولي القيام بواجبه تجاه أهالي مناطق شمال وشرق سوريا ووضع حد لممارسات تركيا ومرتزقتها الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الإنسانية".