نقص الحواضن يهدد حياة آلاف الأطفال حديثي الولادة في إدلب

يضاعف نقص الحواضن في إدلب من أعداد الوفيات من هذه الفئة، فالأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل لتتعافى تحرم الأطفال الذين ينتظرون الحاضنات فرصة العيش.

هديل العمر

إدلب ـ تشهد مناطق إدلب تهديداً للأطفال حديثي الولادة ممن تعرضوا لولادة مبكرة أو يعانون أمراضاً تنفسية جراء سوء الظروف الجوية، نتيجة قلة الحواضن داخل المشافي العامة والخاصة وهو ما ضاعف من أعداد الوفيات من هذه الفئة.

تهدد قلة الحواضن في إدلب، التي تستخدم لتأمين ظروف مستقرة للخدج والأطفال المرضى، وحديثي الولادة الذين يكون وزنهم أقل من الحد الطبيعي، وتبقيهم في دفء وتساعدهم على التنفس، وتتيح مراقبتهم باستمرار، والتي لا تتجاوز عددها الـ 20 وحدة، حياة مئات الأطفال حديثي الولادة.

بفارغ الصبر تترقب فاطمة العيساوي 31 عاماً وهي من مدينة إدلب وجود مكان شاغر لطفلتها البالغة من العمر ثلاثة أشهر في غرفة الحواضن بعد إصابتها بمرض ذات الرئة الحاد وحاجتها لحاضنة بشكل عاجل وتقول "المكان مزدحم ومحتمل ألا نجد شاغراً، بينما يزداد وضع طفلتي الصحي سوءاً ولا أعرف ما الذي سأفعله".

وأوضحت أنها حاولت البحث بأكثر من مشفى عن حاضنة متوفرة بلا جدوى وأصبح الحل الوحيد لديها انتظار تخريج أحد الأطفال من إحدى الحواضن لإنقاذ حياة ابنتها.

أما منال العلي 28 عاماً فهي لم يتنسى لها انتظار توفر حاضنة شاغرة بعد أن فقد طفلها الحياة بعد أيام قليلة من ولادته المبكرة نتيجة عدم اكتمال رئتيه الصغيرتين.

وأشارت إلى أنها تعرضت لولادة مبكرة سبقت موعد الولادة الطبيعية بشهرين، وهو ما جعل حاجة جنينها لحاضنة أمر بالغ الأهمية، غير أن عدم وجود شاغر داخل المشفى الذي ولدت فيه أو المشافي المجاورة جعل جنينها يصارع الموت دون أن تستطيع عائلة الصغير أن تفعل شيئاً.

وأضافت "أصعب ما يمكن أن يمر به المرء في حياته هو أن يقف عاجزاً عن مساعدة طفله الذي يموت أمام عينيه دون أن يتمكن من أن يحرك ساكناً".

وقالت الطبيبة لمياء شعبان 41 عاماً الأخصائية بأمراض الأطفال وحديثي الولادة أن هنالك ما يقارب 30% من الأطفال المولودين حديثاً بحاجة إلى عناية الحاضنات، بسبب الولادات المبكرة وظروف الحرب.

وأشارت إلى أنهم يختارون نتيجة غياب العدد الكافي من الحاضنات، العناية بالطفل بدون حاضنة وهو ما يؤدي إلى فقدان الطفل حياته بسبب العناية غير الكافية ونقص الأكسجين، لافتةً إلى أنه هناك نقص كبير في كثير من الأدوات الإضافية الحيوية مثل أجهزة التنفس، والأكسجين وأجهزة مراقبة أكسجة الدم، حتى إن توفرت الحواضن.

وأوضحت أن المدة المخصصة للطفل حديث الولادة داخل الحاضنة تتراوح بين ساعتين وربما يستمر الخدج لمدة شهر و14 يوماً في حالة التهاب السحايا، وعشرة أيام لإنتان الدم، وهناك أطفال يمكثون لمدة 45 يوماً نتيجة ولادتهم المبكرة، لافتةً إلى أن الأمراض التي تحتاج إلى وقت طويل لتتعافى تحرم الأطفال الذين ينتظرون الحاضنات فرصة العيش.