موجة إصابات جديدة بكورونا في إدلب... والإجراءات الوقائية غائبة
تشهد مناطق إدلب اجتياحاً جديداً لفيروس كورونا بأعداد إصابات قدرت بالمئات وسط تحذيرات عاجلة من قبل المنظمات الإنسانية بتجنب كارثة جديدة وسط استهتار الأهالي وغياب وسائل التوعية والوقاية
سهير الإدلبي
إدلب ـ .
كشفت شبكة "الإنذار المبكر"، الجمعة 3أيلول/سبتمبر، عن تسجيل أكثر من 1500 إصابة جديدة في حصيلة يوم واحد، وأوضحت أن حصيلة الإصابات في إدلب بلغت 965، ليرتفع إجمالي الإصابات المسجلة إلى 43.219.
لم تتوقع الأربعينية رؤى الحلوم من مدينة الدانا شمال إدلب أن الأعراض التي بدأت تشعر بها من ارتفاع حرارة وصداع وسعال جاف هي أعراض إصابتها بكورونا التي انتقلت إليها في عيادة الطبيب القلبية بعد زيارتها له، وعن إصابتها تقول "جلست امرأة نازحة بقربي أثناء انتظار دوري لدخول غرفة الطبيب وتعرفت عليها وراحت تقص علي معاناتها مع الفقر والنزوح والمرض، لاحظت عليها أعراض الزكام والسعال ولكنني لم أعر الأمر كثير من الأهمية إلى أن بدأت تظهر علي أعراض المرض بعد خمس أيام تماماً من لقائي بها".
حين شعرت رؤى الحلوم بأعراض غريبة لم تشعر بها من قبل سارعت لإجراء مسحة بغية التأكد من إصابتها والاطمئنان على صحتها بمشفى إدلب المركزي، وبالفعل ظهرت النتيجة بعد ثلاث أيام وكانت إيجابية وأكدت إصابتها بالفيروس، ومالم تستطع رؤى تفاديه هو نقل العدوى لأفراد أسرتها المكونة من زوجها وأبنائها الخمسة الذين سرعان ما أصيبوا هم أيضاً.
لم تقصد رؤى الحلوم المشفى ولا أي أحد من أفراد أسرتها وإنما فضلوا حجر أنفسهم بالمنزل ليقينها المسبق بأن مشافي إدلب عاجزة عن تقديم أي مساعدات أو علاج لمرضى الكورونا الذين سرعان ما تسوء أحوالهم بمجرد دخولهم المشفى، "عانيت من ضيق التنفس ومن أعراض المرض المرافقة له والتي استمرت أكثر من عشرين يوماً إلى أن بدأت حالتي بالتحسن".
وساهمت حاجة الأهالي المدنيين لمواد وقائية كالكمامات والمعقمات وحملات التوعية يضاف إليه الازدحام الشديد وعدم اتخاذ التدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي بانتشار الفيرروس بشكل لافت وأشبه "بالنار في الهشيم" وفق تعبير الشابة حنان عودة (٢٧عاماً) وهي ناشطة بمنظمة سيما العاملة في المجال الطبي.
وأشارت إلى إنه ورغم انتشار الفايروس بشكل لافت فإن ذلك لم يدفع بالأهالي لتلقي اللقاح الذي وصل المنطقة على دفعتين ومازال العمل عليه قائماً وتضيف أن "تأثر المدنيين بالإشاعات والمؤامرات وخوفهم من الأعراض الجانبية المثبتة عن اللقاح لدى عشرين بالمئة من الملقحين بوهن عام وارتفاع حرارة الجسم لمدة يومين أو ثلاثة أيام دفع بالكثيرين للإحجام عن تلقي لقاح كورونا رغم انتشاره وخطورته ورغم ظهور أنواع جديدة منه كالمتحور دلتا الأشد خطراً والأكثر انتشاراً".
من جهتها لا تنوي راميا الحسون (٣٥عاماً) وهي نازحة من مدينة سراقب ومقيمة في مدينة إدلب التوقف عن عملها في بيع الألبسة المستعملة في أسواق إدلب المزدحمة رغم الانتشار الكبير للفيروس ووفاة والدتها المسنة بالفيروس منذ أقل من شهر بعد تراجع حالتها الصحية لعدم تلقيها الرعاية الصحية المناسبة مع ضعف وجود المنافس واسطوانات الأوكسجين داخل مشافي إدلب.
وتتساءل "إن حجرنا أنفسنا واتخذنا الإجراءات الوقائية بعدم الخروج من المنزل والاختلاط كيف لنا أن نعيش وكيف لنا أن نؤمن الطعام لأطفالنا الجياع الذين ينتظرون ما يسد رمقهم، طبعاً لن نجد من يهتم لأمرنا أو يساعدنا لجلب حاجياتنا الأساسية والضرورية ولذلك لا خيار لدينا من الخروج والعمل في أصعب الظروف وأصعبها".
وحذر الدكتور سالم عبدان مدير صحة إدلب، الأهالي من نازحين أو مقيمين من انتشار الفيروس بشكل سريع ومن تحول المنطقة لبؤرة كورونا خاصة مع اكتشاف العديد من الحالات لتحول دلتا.
وطالب بتجنب الأماكن المزدحمة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، ودعا للمسارعة بتلقي لقاح فيروس كورونا بغية ضمان عدم الإصابة بالعدوى والحد من انتشار الفيروس الكبير وحماية الصحة العامة.
وأصدر فريق "منسقو استجابة سوريا" توزع المعدلات بالإصابات المسجلة بفيروس كورونا في الشمال السوري خلال الفترة الواقعة بين الأول من آب/أغسطس وحتى ١٥ آب/أغسطس ٢٠٢١، بأن عدد الإصابات الكلي وصل ١٣٦٩ إصابة، وعدد الحالات ضمن المخيمات ١٣٦ إصابة، عدد الحالات ضمن الكوادر الطبية ٣٩ إصابة.
أما عن المناطق التي سجلت نسبة إصابات مرتفعة فهي منطقة حارم ٤٩٢، إدلب ٢٢٢، أريحا ٨٩، وأكد الفريق أنه من الضروري جداً الالتزام بالإجراءات الوقائية وتكثيف الجهود من أجل التأكد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وخاصة في المناطق التي تشهد تزايداً في أعداد الإصابات.