متطوعات تحاربن الانتحار لدى فئة الشباب المغربي
أطلقت جمعية "ابتسامة رضا" حملة (انقر واحم) لزيادة الوعي بالتأثير الضار للتنمر عبر الإنترنت على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتسليط الضوء على مجموعة من الأدوات التي يوفرها "إنستغرام" للمجتمع لمكافحة التنمر.
حنان حارت
المغرب ـ في ظل ارتفاع حالات الانتحار منذ بداية العام الجاري، تسعى جمعية "ابتسامة رضا" المغربية من خلال خلية الشباب التي شكلتها، توعية الفئة الشابة والحد من الظاهرة.
كشفت الدراسات التي أجراها فريق جمعية "ابتسامة رضا"، أن 62% من الشباب في المغرب، قد تعرضوا للتنمر أو المضايقة عبر الإنترنت، كما أن 58.5% من الشباب المستجوبين قد شهدوا نوعاً ما من أعمال العنف ضد أشخاص آخرين، في حين اعترف ما نسبته 47.7% أنهم اقترفوا أحد أشكال هذا العنف، وتعتبر الجمعية أن التحرش السيبراني والعنف أحد الأسباب التي تدفع الشخص للانتحار.
ووفق استطلاع على موقع الجمعية شمل 714 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 10 ـ 25 عاماً، أقر 85% منهم على أنهم سبق وعاشوا حدثاً تسبب لهم في أزمات، في حين قال 52% من المستجوبين أنهم لم يبوحوا لأحد بالمشكلة التي مروا بها وعانوا على إثرها.
تحاول جمعية "ابتسامة رضا" المغربية ضد الانتحار، إشراك الفئة الشابة في الحملات التي تطلقها، حيث عملت على خلق فئة تتكون معظمها من شابات تطوعن في العمل الجمعوي بهدف تحسيس وتوعية العائلات والأشخاص للحد من ظاهرة الانتحار في صفوف الشباب.
للتعرف على مجموعة الآليات والأدوات التي تستخدمها الفئة في حملاتها لتتمكن الأسر من معرفة إن كان لأبنائهم نزعة انتحارية، زارت وكالتنا جمعية "ابتسامة رضا" والتقت بأعضاء الخلية.
تحمل منى شيدال وملاك هرموش ومنال الدوح، كباقي أعضاء الجمعية هم محاربة الانتحار لدى الفئة الشابة، والتوعية بأهمية الوقوف إلى جانبهم في وضعية نفسية صعبة، تعملن إلى جانب باقي الفريق على إرسال رسائل مفادها أن سلوكاً بسيطاً يمكن أن ينقذ شاب/ة قد يكونون على أبواب الموت.
في حديثها لوكالتنا قالت عضو خلية الشباب في جمعية "ابتسامة رضا" منى شيدال "في إطار التحسيس والتوعية ومكافحة التنمر الإلكتروني الذي يكون أحد أسباب تفكير الشخص في الانتحار، أطلقت الجمعية حملة (انقر واحم) على الصعيد الوطني"، موضحةً أن هذه الحملة تمت بالشراكة مع فريق موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، حيث يتم تصوير فيديوهات تحسيسية لزيادة الوعي بالتأثير الضار للتنمر عبر الإنترنت على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتسليط الضوء على مجموعة من الأدوات التي يوفرها "إنستغرام" للمجتمع لمكافحة التنمر، والتي تساعد الأشخاص على حماية حساباتهم من المتنمرين وأنشطة الاتصال غير المرغوب بها.
وأضافت "تنفيذ الحملة يتم من خلال نشر مقاطع فيديو تم إنشاؤها بواسطة لجنة شباب فريق "ابتسامة رضا"، بالتنسيق مع شركة إنتاج، وهي تعرض على الصفحة الخاصة بالفريق على موقع التواصل الاجتماعي الإنستغرام"، مشيرةً إلى أن استغلال وسائط التواصل الاجتماعي، هدفه الوصول لأكبر عدد من الشباب، وبالتالي القيام بعمليات التوعية بخطورة الانتحار في المجتمع المغربي، وضمان تفاعل الشباب الذي يستخدم هذه الوسائط.
ومن جهتها أوضحت عضو خلية الشباب في جمعية ابتسامة رضا ملاك هرموش أن عمل الخلية يأتي لتسليط الضوء على ظاهرة التحرش السيبراني في المغرب وعواقبه الخطيرة خاصة على الشباب، والطرق التي يمكنهم اتباعها للحفاظ على أمنهم وسلامتهم، خاصة وأن ذلك يمكن أن يؤدي بهم إلى التفكير السلبي والدخول في عزلة تامة نتيجة الحزن، مبرزةً أن الشخص عندما يلتزم الصمت، ولا يرغب في الحديث، قد تسيطر عليه أفكار سوداوية تؤدي به إلى التفكير في الانتحار.
وحول كيفية معرفة الأسر أن طفلهم يفكر في الانتحار، لفتت عضو خلية الشباب في جمعية ابتسامة رضا منال الدوح، أنه من بين التدخلات التي تقوم بها الخلية في إطار تواصلهم مع الأسر تنبيههم بمجموعة من الإشارات التي تصدر عن أبنائهم في حالة كانوا يفكرون في الانتحار.
وأضافت "هناك عدة رسائل يمكن أن تصدر عن الشاب أو الشابة عندما يفكرون في الانتحار، ومن هنا فإنه كخلية شبابية نعمل على رصد هذه العلامات وتنبيه الآباء"، مشيرةً إلى أنه هناك رسائل شفوية مباشرة تتجلى في كون أن الشخص يردد باستمرار أنه يريد إنهاء حياته، أما الرسائل غير المباشرة فتتجلى في النوم المضطرب، أو النوم لساعات طويلة أكثر من المعتاد، والميل للعزلة، بالإضافة إلى صدور تصرفات مفاجئة مثلاً على المستوى الدراسي، بحيث أنه تسيطر عليهم فكرة أن أي شيء في هذه الحياة لا يتطلب أي مجهود، وبالتالي ليس عليه متابعة الدراسة.
ونوهت إلى أن هذه العلامات تدق ناقوس الخطر لدى الآباء بأن ابنهم يعاني ويحتاج المساعدة، وبالتالي يجب التقرب منه وطرح سؤال صريح هل تفكر في الانتحار؟ لإخراجه من الدوامة التي أدخل نفسه فيها، من أجل بث طاقة إيجابية وتذكيره بأن الحياة تستحق أن تعاش.
وتنصح جمعية "ابتسامة رضا" بضرورة الاستماع للأطفال وتشجيعهم على البوح خاصة وأن أعراض الخجل والانطواء والاكتئاب أو الانهيار العصبي وكذا الإدمان يمكن التعرف عليها، وبالتالي التدخل على إثرها لتقديم المساعدة في الوقت المناسب وتجنب حدوث الأسوأ.