منى زكريا: مشروع الأمة الديمقراطية لامس واقع المرأة

يسعى القائد عبد الله أوجلان إلى نشر العدالة والمساواة وذلك من خلال القضاء على الحداثة الرأسمالية وإيجاد الحل البديل لها ألا وهو مشروع الأمة الديمقراطية.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ "المرأة تمثل المجتمع بأكمله لذلك كانت وما زالت مستهدفة لإضعاف إرادة الشعوب التي انتهجت مشروع الأمة الديمقراطية كبديل للحداثة الرأسمالية"، هذا ما أكدت عليه عضو منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا منى زكريا.

مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرح كبديل للحداثة الرأسمالية لطالما تعرض لمحاولة القضاء عليه من قبل الدول المتضررة منه، فمنذ اندلاع ثورة روج آفا في عام 2012 وحتى اليوم يتعرض مشروع الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا للتهديد تارة والهجمات تارة أخرى، سواء من قبل وكلاء أو من قبل دول بعينها على رأسها تركيا التي تحاول بشتى الوسائل القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية وكل من يحذو حذوه.

وحول مشروع القائد عبد الله أوجلان وأهميته للمرأة والمجتمع والتهديدات ومحاولات القضاء عليه أجرت وكالتنا حواراً مع عضو منظمات المجتمع المدني في مدينة منبج منى زكريا.

 

مشروع القائد عبد الله أوجلان يخدم شعوب المنطقة وقضية المرأة، كيف استطاع القائد أوجلان محاكاة التحديات التي تواجه المجتمع وما هو الأساس الذي انطلق منه لبناء هذا المشروع؟   

قبل 50 عاماً لامس القائد عبد الله أوجلان واقع المرأة والشعوب المضطهدة وطرح مشروع الأمة الديمقراطية ليكون وسيلةً لإنقاذ الشعوب من الحداثة الرأسمالية التي تستهدف إرادة الشعوب وإضعافها، وكان يستهدف جميع الشعوب وخاصة ما يعرف بـ "الأقليات"، والمرأة، ولأنه طرح ناضج كان له إثر كبير على حياة من اقتادوا به.

المرأة لا تمثل نصف المجتمع بل تمثل المجتمع بأكمله والحداثة الرأسمالية استهدفت المرأة بشكل خاص لإضعاف الشعوب برمتها لذلك هذا الطرح كان السبيل الأمثل لإنقاذ الشعوب وتقوية إرادتها وكان ذا توجه صحيح لكافة المجتمعات وخصوصاً في الشرق الأوسط.

 

ينتقد القائد عبد الله أوجلان السلطة والرأسمالية وهو ما جعله في مرمى المصالح الدولية، إضافة للأنظمة القوموية، ما الذي تخشاه هذه الدول من وصول فكر القائد عبد الله أوجلان إلى الشعوب؟

يستهدف مشروع القائد عبد الله أوجلان الدول الراعية للحداثة الرأسمالية ومشاريعها الاستيطانية في الشرق الأوسط، لذلك فهو مستهدف من قبلها كأي شخصية وطنية، والنظام التركي على وجه الخصوص وما يتبعه من ظلم وضغوطات على المفكر عبد الله اوجلان ما هو إلا محاولة لكسر وإضعاف إرادة الشعوب في الشرق الأوسط.

هدف القائد عبد الله اوجلان هو القضاء على الحداثة الرأسمالية وإيجاد الحل البديل لها ألا وهو مشروع الأمة الديمقراطية فلهذا الفكر مسعى سامي وهو نشر العدالة والمساواة.  

 

النظام الحالي في تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية حرض الرأي العام التركي وحتى العالمي على فكر القائد عبد الله أوجلان وربطه بـ "الإرهاب ـ الانفصال" ما الذي يقع على عاتق الشعوب للتعريف بهذا الفكر وإظهار الحقيقة والوصول لحرية القائد أوجلان؟

القائد عبد الله اوجلان لا يمثل المكون الكردي وإنما يمثل كافة الشعوب ويبين مشروعه الذي قدمه لكافة المكونات والثقافات والأثنيات حقيقة دفاعه عن الجميع لكن تركيا دائماً ما تتذرع بذرائع واهية وغير منطقية الهدف منها تحقيق مصالحها.

لذلك ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للوقوف وقفة حق اتجاه هذا المعتقل لأنه لا يمثل شخصه ولا المكون الذي ينتمي إليه بل يمثل كافة الشعوب.

وعلى جميع الشعوب المؤمنة بفكر القائد عبد الله اوجلان أن تتضامن معه وأن تنشر فكر الأمة الديمقراطية بكافة الدول وليس فقط في الشرق الأوسط.

 

لماذا يتغاضى المجتمع الدولي عن إنشاء تركيا منطقة للإرهاب ويتواطأ معها في مخططاتها العدائية بحق شعوب شمال وشرق سوريا؟

التهديدات التركية الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا تأتي ضمن خطة استراتيجية لضم هذه المناطق لتركيا مع اقتراب انتهاء اتفاقية لوزان في عام 2023، وتدعي تركيا أن مشروع الأمة الديمقراطية يشكل خطراً على أمنها لأنه يضم كافة الشعوب وهو قادر على القيام بنهضة نوعية للدفاع عن حقوقهم المستولى عليها من قبل هذا النظام.

الصمت الدولي ما هو إلا دلالة على تفضيل الدول الراعية للإرهاب مصالحها في الشرق الأوسط على الوضع الإنساني.

 

ختاماً... ما مدى التغير الذي طرأ على واقع سوريا من خلال تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا؟

ما حدث في شمال وشرق سوريا نهضة نوعية حقيقةً وعلى وجه الخصوص وضع النساء، فالمرأة حققت امتيازات عديدة اثبتت وجودها في المحافل السياسية والعملية والمهنية، والشعوب عاشت حالة من الأمن والأمان.