'منحت النساء ثورة 19 تموز شكلاً وطابعاً مميزاً'

أكدت عضوات مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا، على أن ثورة 19 تموز التي شاركت بها النساء ضمنت لهن حقوقهن وحريتهن للنهوض بمجتمع ديمقراطي.

دلال رمضان

الحسكة ـ مع انطلاق ثورة روج آفا عام 2012، نظمت النساء أنفسهن وأدار الشعب المنطقة متخذين من فلسفة القائد عبد الله أوجلان والأمة الديمقراطية أساساً لهم، ومنه تم تأسيس المؤسسات المجتمعية والخدمية، والتنظيمات النسوية المعنية بشؤون المرأة وحقوقها.

 

عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا ريما محمود من النساء اللواتي انضممن إلى ثورة روج آفا وشاركن فيها دون كللٍ وملل، وعن ذلك تقول "منذ انطلاقة ثورة روج آفا وبدء الحراك الثوري في مناطق شمال وشرق سوريا أخذت على عاتقي مسؤولية الدفاع عن أرضي وشعبي وثورتي كما فعلت الكثيرات، وانضممت إلى الثورة وشاركت في التظاهرات وكذلك إنشاء المجالس المحلية والكومينات النسائية، وعملت أيضاً ضمن حركة المجتمع الديمقراطي، وأخيراً أصبحت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة الحسكة".

وأكدت على أن النساء والفتيات هن أولى ضحايا الحروب والنزاعات "على عكس الثورات والحروب والنزاعات التي اندلعت في العديد من الدول، حيث تعرضت النساء خلالها للاستغلال والاعتداء؛ لعبت المرأة في ثورة روج آفا دوراً بارزاً وأثبتت قدرتها على القيادة والمشاركة في كافة المجالات".

وأوضحت أن النساء في شمال وشرق سوريا مع انطلاق الثورة عملن على تنظيم أنفسهن، من خلال الكومينات ومن ثم دار المرأة ومؤتمر ستار ومنظمة سارا، بالإضافة إلى تأسيس وحدات حماية المرأة في ظل ما كانت يتعرض له الأهالي من تهجير وهجمات مستمرة على المنطقة.

وأضافت "لقد كنا نعمل ليلاً ونهاراً في سبيل نجاح ثورتنا وبينما كانت قواتنا تحارب في الجبهات الأمامية كنا نعمل على تدريب النساء وتوعيتهن وتنظيمهن وتعريفهن بحقوقهن، في سبيل الوقوف بوجه المخططات الساعية للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية"، مشيرةً إلى أنه "بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان وحركة حرية كردستان التي تناضل منذ أربعين عاماً في جبال كردستان، نعيش بحرية اليوم".

وفي ختام حديثها قالت ريما محمود إن تجربة مشاركة المرأة الرئاسة شكلت سابقة من نوعها، وبذلك منحن الثورة طابعاً مختلفاً "لقد أفشلنا مخططات الدول الرأسمالية التي وقعت على معاهدة لوزان وعملت على احتلال مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا بتكاتفنا وقوتنا، لذا علينا الحفاظ على مكتسبات ثورة 19 تموز التي حلت ذكراها الحادية عشرة".

 

من جانبها قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة نداء الصالح إن ثورة 19 تموز عوضتهن عن نضال آلاف السنين "إن الثورة منحت النساء العربيات الفرصة للوقوف بوجه العادات والتقاليد البالية المنتهكة لحقوقهن".

وأشارت إلى أن النساء شاركن بشكل فعال ومباشر في نجاح الثورة "لقد كان لنظام الرئاسة المشتركة التي اتبعتها الإدارة الذاتية التي بدورها انبثقت عن مشروع الأمة الديمقراطية الداعي للمساواة بين الجنسين، الدور الكبير في رفع نسبة العاملات في شمال وشرق سوريا، ومشاركتهن في إدارة المؤسسات، أي أن المساواة تطبق على أرض الواقع على خلاف الدول التي تدعي الديمقراطية والتي تبقى فيها مشاركة المرأة في اتخاذ القرار شكلياً".

وأكدت على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة التي نادت بتحرر المرأة قبل كل شيء، مستذكرة قول القائد عبد الله أوجلان "المجتمع الذي لم تتحرر نسائه لن يتحرر"، مشيرةً إلى أن شعار "Jin jiyan azadî" الذي نادت به نساء شمال وشرق سوريا انتشر في كافة أنحاء العالم.

وأضافت "هناك صراع داخل المجتمع وخارجه وليست فقط على جبهات الحدود فهناك حرب خاصة ضد ثقافة المرأة ومكتسباتها التي حققتها خلال الثورة، لقد قطعنا شوطاً لا بأس به من أجل نيل حريتنا الكاملة، لذا من واجبنا الحفاظ على مكتسبات ثورتنا".

وفي ختام حديثها، دعت نداء الصالح جميع النساء إلى التكاتف والتضامن والخروج من القوالب النمطية، والحد من العنف ضد النساء وتوعيتهن لمنع استغلالهن في المجتمع.