'من أجل انقاذ حياة شقيقتي أجبرت على الانضمام لداعش'

زوجة أحد مرتزقة داعش تحدثت لوكالتنا عن قصة إجبارها على هذا الزواج وطالبت بالخروج من المخيم للعودة إلى حياتها الطبيعية.

شيرين محمد

قامشلو ـ جسدت قصص النساء مع داعش أبشع مآسي الإنسانية، حيث تعرضت الكثير منهن لأقسى أشكال الاضطهاد والظلم كالاغتصاب والتهميش وممارسة العنف وفرض القيود التعسفية عليهن، كما أن الآلاف من النساء في المناطق التي سيطر عليها داعش أجبرن على الزواج من مرتزقته.

بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير العالم من داعش تم إرسال نساء وأطفال داعش إلى مخيمات في شمال وشرق سوريا، على أمل أن تعمل بلادهم لاستعادتهم، ولكن حتى اليوم لم تعد إلا حالات قليلة.

 

"انضمامي لداعش غير مسار حياتي ودمرها"

من قصص أرامل داعش في مخيم روج هناك قصة (ر. ا) التي تبلغ من العمر 20 عاماً وهي من مدينة جرابلس التابعة لحلب، أرملة لمرتزق من داعش وتقيم في مخيم روج منذ ثلاثة أعوام، وتدعي أنها أجبرت على الزواج منه لإخراج شقيقتها المعتقلة لدى المرتزقة لكنها لم تفلح في ذلك.

قالت (ر. ا) "تغيرت حياتي رأساً على عقب منذ أن دخل داعش إلى المنطقة وأجبرت على الزواج من أحد مرتزقته كنت في الرابعة عشر من عمري، وكان زوجي يمني الجنسية واستمر زواجنا لـ 7 أشهر فقط وبعدها قتل بقصف طائرة في منطقة معدان في مدينة الرقة، عند زواجي به تخليت عن أحلامي ومستقبلي وأصبحت شخصاً آخر رأيت القتل والدمار والرؤوس المنفصلة عن الأجساد لم يترك مرتزقة داعش من شرهم أي أحد كانوا يقتلون وينهبون ويسرقون ويخربون كل شيء".

وأضافت "خلايا داعش لا زالت موجودة في المنطقة، وهنا في المخيم ورغم منع الإدارة استخدام الهواتف المحمولة إلا أن هناك نساء ما تزلن تتواصلن مع داعش وتقمن بتسريب أسماء النساء اللواتي تركن فكر داعش داخل المخيم وخلعن النقاب أملاً منهن بأن الاحتلال التركي سيساعدهن على الخروج من المخيم لمعاقبة من ترك إيدلوجية داعش. النساء هنا خطرات جداً يقمن بتهديدي بشكل يومي لا يمكنني شرح مدى خطورتهن في حال تم اخراجهن، ولكن البعض في المخيم تخلى عن فكر داعش ولكنه خوفاً من النساء داخل المخيم لا يتجرأ على البوح".

 

"تقمن بتهديدي بشكل مستمر"

(ر .ا ) خلعت الحجاب والنقاب وأصبحت تتجول بالملابس الرياضية وهذا ما يعرضها للتهديدات المستمرة من قبل النساء المتواجدات داخل المخيم، "عندما قمت بخلع النقاب كن تحاولن بشكل مستمر إحراق خيمتي، وحتى اليوم تهددني وتصفنني بـ الكافرة وغيرها من الكلمات النابية، كما تقمن بإعطاء دروس شرعية للنساء والأطفال في المخيم لكي يبقوا تحت سيطرة فكر داعش".

وكشفت أنه يتم تدريب الأطفال على الفكر المتطرف وإغرائهم بالمال للانضمام إلى أحزاب مختلفة، ويأتي هذا المال من عناصر داعش الموجودين خارج المخيم ويتم إيهام إدارة المخيم بأن هذا المال من عائلاتهم، موضحةً أن "الداعشيات تربين أطفالهن على أساس فكر داعش وتزرعن أفكار إجرامية في عقولهم وهذا يؤثر سلباً عليهم وينعكس على ممارساتهم فمثلاً تقلن لهم أن النساء اللواتي لا تلبسن النقاب كافرات ويمنعون حتى من النظر الينا فيقوم هؤلاء الأطفال بحرق الخيم ورمي قوات الأمن بالحجارة، إضافةً لتخريب وتدمير المخيم، فقد قام أطفال الدواعش الذي استقوا من هذا الفكر بتدمير حديقة المخيم عدة مرات".

 

"أريد العودة لحياتي والخلاص من هذا الظلام"

عن وضع المخيم والاجراءات المتخذة لمنع الحوادث قالت "تقوم قوى الأمن بالحظر بشكل يومي من الساعة 11 حتى الصباح وتقوم بإجراءات الحماية على اتم وجه، ولكن رغم ذلك النساء في المخيم لا تتقيدن بالإجراءات مما يحدث فوضى، ورغم أن اسماء العديد من نساء الدواعش كانت ضمن لوائح الأسماء التي طالبت بها بلادهن إلا أنهن ترفضن العودة وتصفن بلادهن ببلاد الكفر وتعتبرن بلاد الشام أرض المباركة، فما تزلن تأملن إحياء داعش بدعم من الدولة التركية التي تقدم الكثير من الدعم لهؤلاء المرتزقة".   

وأضافت "تعرضت للظلم والاضطهاد والعنف كانت لدي الكثير من الأحلام"، مؤكدةً أنها لم تتأثر يوماً بفكر داعش "لطالما تمنيت أن أكمل دراستي وأنجح في حياتي ولكن ما أجبرت عليه من أجل إنقاذ شقيقتي غير مسار حياتي، وانقطعت عن عائلتي منذ 11 عام والآن أصبحت أكبر أحلامي أن أرى والدتي وإخوتي".

وحول المعاملة التي يتلقونها في المخيم قالت "بالرغم من أن داعش ارتكب جرائم بحق أهالي المنطقة إلا أنهم يعاملوننا بشكل جيد يستمعون إلى مشاكلنا ويحاولون انقاذنا من هذا المخيم. أعيش على أمل الخروج لأكمل حياتي ودراستي بجانب عائلتي، توفي والدي ولم أتمكن من رؤيته، لذلك أطالب الجهات المعنية والنظام السوري أن يسمحوا لنا بالعودة إلى منازلنا، فأنا مواطنة سورية وهذه بلدي وامتلك حق العيش على أرضي لا أريد أن تنتهي حياتي بين عوائل داعش علينا أن نعيش حياة جديدة ونستدرك ما ضاع منا".