ماريا المعلم... أول امرأة في الشرق الأوسط تطلق عيادة بيطرية متنقلة

لتوفير الوقت في مداواة الحيوانات وسهولة نقلهم إلى العيادات البيطرية، أطلقت الطبيبة البيطرية ماريا المعلم العيادة المتنقلة، لتكون أول امرأة في لبنان والشرق الأوسط تطلق عيادة بيطرية متنقلة

كريستيان واكد
بيروت- . 
اتخذت الطبيبة البيطرية ماريا المعلم البالغة من العمر 29 عاماً، بعد إنهاء دراستها للطب البيطري في الجامعة اللبنانية عام 2014، من سيارة (فان) عيادة متنقلة لتداوي الحيوانات، وعن كيفية إدارة ماريا المعلم عيادتها المتنقلة كان لنا الحوار التالي.
 
ما الذي دفعكِ إلى دراسة الطب البيطري وما الذي ألهمكِ بفكرة إطلاق عيادة بيطرية متنقلة؟
عندما كنت صغيرة، كان لدينا كلب إضافة إلى قطط وكنت اعتبرهم أفراداً من العائلة فتولد لدي حب واهتمام بالحيوانات، وهذا الأمر دفعني لأن أتخصص في هذا المجال في الجامعة اللبنانية في كلية الزراعة والطب البيطري، ثم قمت بورشات تدريب في جامعة فرنسية في مدينة ليون.
بعد تخرجي من الجامعة، لم أكن أملك عيادة خاصة بي، لذلك كنت أقوم بزيارات خاصة إلى المنازل لأعالج الحيوانات الأليفة، وتبين لي أن الزبائن كانت تفضل ذلك على الذهاب مع الكلاب أو القطط وغيرها من الحيوانات الأليفة إلى العيادات، فهذا كان يوفر عليهم الوقت إضافة إلى أنه ليس من السهل دائماً نقل الحيوانات في السيارة، فجاءتني فكرة العيادة المتنقلة.
أخذ تجهيز العيادة حوالي السنة بين اعتماد الأوراق وتحضير العيادة، ومنذ سنة ونصف وأنا أقود عيادتي المتنقلة في كل مناطق لبنان وأعالج الحيوانات، وقد قسمت المواعيد بحسب المناطق، حيث خصصت لكل منطقة يوم محدد، أما بالنسبة إلى تحديد المواعيد يتواصل معي الكثير من الزبائن إما عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر توصيات الأقرباء والأصدقاء.
في معظم الأحيان أواجه العديد من الصعوبات أثناء تنقلي بالعيادة كالازدحام المروري، وعدم وجود مكان لركن السيارة نظراً لحجمها الكبير.
 
كيف تقبل محيطكِ فكرة دراستكِ للطب البيطري وهل كان هناك أي اعتراض من قبل العائلة؟
عائلتي عارضت دراستي للطب البيطري وخاصة جدتي التي كانت تقول لي أنتِ ستدرسين طب البيطرة لمدة ست سنوات أليس الأحرى أن تعالجي الإنسان عوضاً عن الحيوانات، ولكن بالرغم من ذلك صممت على أن أنهي دراستي في هذا المجال؛ لأن البيطرة هي شغفي.
وقد عارضت عائلتي أيضاً على فكرة العيادة البيطرية المتنقلة خوفاً علي من قيادة سيارة وأن أكون عرضة للحوادث، ولكن في نهاية المطاف عندما رأوا كم هذا يساعد العديد من الأشخاص والحيوانات تقبلوا الفكرة.
 
في بلد مثل لبنان حيث حقوق الإنسان غير مؤمنة، هل هناك قوانين تحمي الحيوانات؟
لم يكن هناك أي قوانين تحمي الحيوانات ولكن ظلت نقابة الأطباء البيطريين تطالب بذلك حتى أقرت البلاد قانون يمنع العنف ضد الحيوانات في لبنان عام 2020، ولكن مع تدهور الوضع في وانتشار فيروس كورونا لم يأخذ ذاك القانون حقه في الإعلان وأضحى إقرار قوانين تحمي الحيوانات موضوع ثانوي بالنسبة لبقية المشاكل التي يواجهها اللبنانيون.
 
في ظل التدهور الاقتصادي في لبنان، ما مصير الحيوانات الأليفة وكيف تقرب الناس منها؟
في ظل التدهور الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية العديد من العائلات تخلت عن حيواناتها الأليفة، ولكن في المقابل معظم العائلات لم تتخلى عن حيواناتها كونهم يعتبرونها فرداً من أفراد العائلة. شخصياً ساعدت الكثير من الزبائن في إيجاد بيت ثاني لحيواناتهم وهناك الكثير من الجمعيات التي تدخلت في هذا الإطار أيضاً.
 
باعتقادكِ ما الذي يمكن فعله لتوعية الناس حول حقوق الحيوانات؟
منذ تخرجي من الجامعة قبل 5 سنوات وحتى اليوم، أرى أن هناك تنامي في الوعي لدى المجتمع اللبناني في ما يخص الحيوانات، وأنا احرص دائماً على نشر التوعية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر تواصلي مع الناس، فأنا اذكرهم بأهمية الحيوان وكم له تأثير إيجابي على العائلة.
 
عندما تعرضت بيروت إلى انفجار 4 آب/أغسطس الكثير من عيادات الطب البيطري فتحت أبوابها للناس، اخبرينا عن هذه التجربة
انفجار بيروت كان مروع جداً، ولكي نخفف عن المستشفيات حيث كان هناك حوالي 6000 جريح، فتحت العيادات البيطرية أبوابها لمعالجة الجروح الطفيفة ومن بين الاشخاص الذين تم علاجهم امرأة حامل فقد أجرينا لها التحاليل اللازمة لنتأكد بأنها لم تصاب بنزيف داخلي.
 
ما الذي تعلمته من الحيوانات وهل من الصعب التواصل معهم كونهم غير ناطقين؟
تعلمت من الحيوانات الإنسانية. فأنا لا أفضل حيوان على آخر مع أنني أعالج غالباً القطط والكلاب ولكن أحب كل أنواع الحيوانات دون استثناء.
التعامل مع الحيوان صعب جداً كونه غير ناطق، فهو لا يستطيع أن يقول لك ما الذي يؤلمه عليكِ أن تكتشفي ما الذي يعاني منه لمعالجته، ولكن من ناحية أخرى الحيوان لا يتذمر ولا يجرحك بكلمات مؤذية.
 
هل من كلمة أخيرة لوكالتنا؟
أتوجه للنساء بشكل خاص وأنصحهن بتحقيق أحلامهن فأنا عن نفسي أقول بأني تلقيت معارضة شديدة من قبل عائلتي في البداية وخاصة في قيادة العيادة المتنقلة ولكنني بقيت مصممة على فعل ما أريد، المرأة تستطيع فعل أي شيء تريده وما من شيء مستحيل، قوتنا موجودة في داخلنا وأنتِ الوحيدة التي تستطيعين تشجيع نفسكِ فلا تنتظري التشجيع من أي شخص للقيام بما تريدين.