'علينا العودة لجذورنا الأصيلة والمحافظة على قيم المجتمع'

أكدت الناطقة باسم مركز دراسات الجينولوجيا ياسمين قوجو على أهمية عودة المجتمع لجذوره، والتمسك بالعادات والتقاليد وقيم المجتمع لمواجهة الحروب

سيبيلييا الإبراهيم

منبج - أكدت الناطقة باسم مركز دراسات الجينولوجيا ياسمين قوجو على أهمية عودة المجتمع لجذوره، والتمسك بالعادات والتقاليد وقيم المجتمع لمواجهة الحروب، وتحديداً الحرب الخاصة التي تسعى لضرب النسيج الاجتماعي، وخلق فرد غير واعي وفارغ تسهل السيطرة عليه.    

إلى جانب كافة الصرعات والأزمات التي تواجه المجتمع هناك حروب خاصة تمارس على المجتمعات، لتفكيك النسيج الاجتماعي من خلال ضرب القيم الموروثة.

الناطقة باسم مركز دراسات جينولوجيا في منبج وريفها في شمال وشرق سوريا ياسمين قوجو أشارت إلى أن هناك الكثير من العادات الدخيلة على المجتمع مبينةً أنه لمواجهتها يجب "تحليل سيسيولوجيا المجتمعات الشرق أوسطية والواقع الاجتماعي فيها".   

وعن تأثير الحروب على بنية المجتمعات نوهت إلى أن "الحروب والأزمات أثرت على طبيعة المجتمع. عاداته وثقافاته التاريخية والطبيعية، وهنالك عادات دخلت على المجتمع بشكل ممنهج ومخطط له بهدف ضرب ثقافة المجتمعات التي تتميز بطابع أخلاقي وعادات وتقاليد مميزة تعلي من أهمية الترابط المجتمعي، بين كافة المكونات"، مشيرةً إلى أنه "بعد انتهاء الحروب والأزمات يعاني المجتمع من حالة تفكك، ويبدأ بإعادة كيانه من خلال العودة إلى جذوره والتمسك بعاداته وتقاليدهُ".  

وأضافت "الأنظمة الاستعمارية والاستبدادية والرأسمالية تحاول دائماً ضرب القيم الأساسية في أي مجتمع فهي تعي تماماً أنها تحقق أطماعها وتصل أهدافها بالقضاء على قيم المجتمعات خاصة في مجتمعاتنا الشرق أوسطية، التي تتميز بطابع تاريخي وثقافي"، مشيرةً إلى أن الأنظمة الرأسمالية والاستبدادية عملت على طمس هذه المعالم التاريخية، "نواجه اليوم حرب قوية ممنهجة وغير واضحة، والهدف منها ضرب كل المكونات بدأ من أصغر خلية في المجتمع".

وعن كيفية تغلل العادات الدخيلة في المجتمع أشارت إلى أنها تكون عبر الأسرة "يتم الترويج للمخدرات عبر وسائل الإعلام والأفلام، كذلك يتم عرض الأفلام التي تشجع على العنف والانحلال الأخلاقي وتستهدف هذه الأعمال الفئة الشابة".

وبينت أن "العديد من الممارسات ليست من طبيعة المجتمع، كالعنف والابتزاز الالكتروني فكل هذه الهجمات تستهدف الفئة الشابة في سن حساس للغاية سن المراهقة، وتهدف من خلال هجماتها واستهدافها للفئة الشابة إبعادهم عن القيم الأخلاقية الموروثة التي نشأ عليها المجتمع، فنرى ازدياداً في نسب حالات الطلاق، وكذلك تعدد الزوجات وزواج القاصرات في منبج".

وعن الطرق التي تتبعها الجهات المعادية لمحاربة المجتمع تقول ياسمين قوجو "ما تمارسه الجهات المعادية على المجتمع هي حرب خاصة تستهدف عادات وتقاليد وثقافة واقتصاد المجتمع وأصبحت واضحة، بالإضافة إلى ما يقوم به العدو من خلق أزمات وفوضى وعدم استقرار لأن ذلك يساعده في إنجاح خططه".

وحول الطرق الأمثل للتصدي للحروب الخاصة أكدت ياسمين قوجو على ضرورة أن يكون المجتمع واعي "الجهات المعادية تقوم بتصدير ما يفكك النسيج الاجتماعي ويضرب مجتمعاتنا من الناحية الأخلاقية والثقافية فهم يسعون لخلق إنسان مسير غير مبدع لا يعلم عن تاريخه شيء فقط التاريخ الذي تمت كتابته من قبل السلطات والأنظمة الرأسمالية، فهناك أساليب متعددة يتم استخدامها لتطبيق الحرب الخاصة ومنها وسائل الإعلام".

وعن الإجراءات التي تمكن المجتمع من التمسك بقيمه بينت أن "حفاظ المجتمع على أصالته وعادته وتقاليده الأصيلة هو الحل لمنع دخول العادات الدخيلة للمجتمع".

وعن أهمية ذلك أكدت ياسمين قوجو "المجتمع يتعطش للعودة لجذوره، ويجب توعية المجتمع حول الحرب الخاصة، فالغرب يسعى لتصدير نهجه في تفكيك الأسرة والنسيج المجتمعي، ويريد خلق إنسان مسير تسهل السيطرة عليه، من أجل إنجاح عملية الإبادة والصهر والاحتلال".

وعن دور مركز دراسات الجينولوجيا للحفاظ على القيم المجتمعية وتوعية المجتمع حول الحرب الخاصة أكدت أن المركز يعمل على "إظهار الجذور والأصالة للمجتمع، وطرح المشكلات التي تواجهه جراء الحرب الخاصة التي تمارس عليه والوقوف عندها، كما نعمل على توعية المجتمع لكل الحروب للحفاظ على مجتمعنا".     

وللحفاظ على ثقافة المجتمع شددت ياسمين قوجو على أنه "علينا العودة إلى التاريخ الصحيح تاريخ وثقافات المجتمع في الشرق الأوسط، والسعي لبناء مجتمع أخلاقي والتمسك بروح المحبة والمساواة".

واختتمت الناطقة باسم مركز دراسات جينولوجيا في منبج وريفها ياسمين قوجو حديثها بالتأكيد على أن "المرأة هي العنصر المعني بالحفاظ على قيم المجتمع، من خلال حرصها على تربية جيل واعٍ".