'لقاح فيروس الورم الحليمي البشري هو أحد أسلحتنا'

المطالبة بتوفير لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يؤمن حماية أولية ضد سرطان عنق الرحم ليصبح مجانياً، وأن يتم تدريجه في برنامج التطعيم ما زال مستمراً

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي يعتبر وقاية أولية ضد سرطان عنق الرحم، لا يغطيه التأمين. قدرة الحصول على هذا اللقاح المنقذ للحياة يحتاج إلى ثروة خاصةً خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة. تقول أخصائية أمراض النساء والتوليد إرماك سراج أنه يجب منح اللقاح مجاناً للجميع، وتؤكد أن اللقاح هو أحد الأسلحة ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
 
إليف أكغول
اسطنبول ـ . وتم طرح القضية على جدول أعمال مجلس النواب مرات عديدة، ولكن للأسف لم يتم اتخاذ أي خطوة حتى الآن.
وفي حديثها مع وكالتنا أكدت أخصائية أمراض النساء والتوليد إرماك سراج وهي عضوة مجلس الشرف العالي للجمعية الطبية التركية، على أهمية اللقاح "حتى إذا تم تطعيمك، يجب عليك الاستمرار في الفحص الدوري والمراقبة".
 
اللقاح يوفر الحماية
وأوضحت أن "المعلومات الطبية اليوم تقول بأن السبب الرئيسي الوحيد لسرطان عنق الرحم هو فيروس الورم الحليمي البشري وهناك 14 نوعاً منه مرتبطاً بالسرطان. بعبارة أخرى ليست كل أنواع الورم الحليمي مرتبطة بالسرطان"، لافتةً إلى أن "الكشف المبكر يساعد في ملاحظة الورم قبل تحوله إلى سرطان عنق الرحم من خلال فحص فيروس الورم الحليمي البشري، ولكن يمكن حمايتنا من فيروس الورم الحليمي البشري باللقاحات دون اصابتنا به". 
 
"معدلات الإصابة لدى الملقحين أقل بكثير مما كانت عليه لدى الغير الملقحين"
وأوضحت أن اللقاح "ليس وقائياً بنسبة مائة بالمائة"، مؤكدة على أن التحقيقات بشأن أولئك الذين تم تطعيمهم سابقاً مستمرة وأنه وفقاً لنتائج البحث فإن معدلات الإصابة لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم أقل بكثير مما كانت عليه لدى أولئك الذين لم يتم تطعيمهم، مشددةً على أن "اللقاح هو أحد الأسلحة التي لدينا لتأمين الحماية الأولية"، مشيرةً إلى أن برنامج فحص فيروس الورم الحليمي البشري قد تم دمجه في نظام الرعاية الصحية الأولية في عام 2014، وبالتالي وصلت إلى العديد من الاشخاص. 
ونوهت إلى أنه "اليوم يتم استخدام طريقة ماسح ضوئي حديث في الاختبار ويتم فحص فيروس الورم الحليمي البشري، في حال وجود أنواع مرتبطة بالسرطان، يتم دراسة اللطخة من نفس العينة، ويتم التدخل وفقاً للتغيير الخلوي في اللطخة أو نوع فيروس الورم الحليمي البشري المكتشف. حتى لو لم يكن هناك فيروس الورم الحليمي البشري يجب تكرار الاختبار بعد خمس سنوات".
 
"يجب توفير اللقاحات بشكل مجاني للجميع"
ولفتت إلى إنه من المتوقع إجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري كل خمس سنوات، ولكن من حيث التكلفة، يجب تكرار هذا الاختبار كل 3 سنوات، "عندما بدأت الوزارة في فحص فيروس الورم الحليمي البشري، كانت قد وضعت اللقاحات بالفعل على جدول أعمالها. وأيضاً تم ذكر اللقاحات في العروض التقديمية والنقاش حولها، واقترحوا دمج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بين لقاحات الطفولة ولقاحات المدرسة. لكنهم لم يتمكنوا من دمجه في ذلك الوقت لأن التكلفة كانت مرتفعة للغاية. وبقدر تحليلي للموضوع، فإن شركات اللقاحات لا تتراجع خطوة إلى الوراء، وأن اللقاح يجب أن يُقدم بشكل مجاني للجميع".
 
تطعيم الأطفال
وأشارت إلى أن لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري يتم تضمينها في لقاحات الأطفال في البلدان الأقوى اقتصادياً، وأن الآفات قبل سرطان عنق الرحم قد تراجعت بشكل كبير في أستراليا، التي بدأت بهذا المشروع، لافتةً إلى أنه يمكن إعطاء اللقاح من سن 9 سنوات، وجرعتان لمن هما تحت سن 15 وثلاث جرعات في سن  15 وما فوق، "في البداية، كانت اللقاحات للفتيات، ولكن اتضح مع الوقت بأن اللقاح فعال للأولاد، لذلك يمكن تطعيم الأولاد بكل بسهولة. على سبيل المثال، يتم تطعيم الأولاد والبنات في أستراليا، وهو أمر موصى به أيضاً في أمريكا".
 
"حتى لو تم تطعيمك يجب عليك مواصلة الفحص"
وفي إشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) توصي بهذا اللقاح للجميع حتى سن 26 عاماً، أوضحت إرماك سراج أنها لا توصي بالتطعيم في المراحل الأولى بعد سن 26 عاماً، تجنباً لأي خطر.
وتابعت "لا ينبغي نسيان هذا أبداً. على حد علمي اليوم سواءً تم تطعيمك في سن 10 أو 30 عاماً، أنت لا تخرج من برامج المسح والكشف الدوري وتحتاج إلى مواصلة الفحص عن طريق أخذ عينة من اللطخة"، مشيرةً إلى أن "90% من فيروس الورم الحليمي البشري تعاني منه النساء والفتيات في العقد الثاني من العمر، ثم تختفي في غضون عامين"، لافتةً إلى أنه للكشف عن 10 بالمائة من السكان من المصابين، يجب إجراء الفحص قبل سن الثلاثين".
 
تستمر حملة التأمين على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
جاء في تقرير الخبير الأول في جمعية الأطفال والنساء التي تطالب بإدراج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في برنامج التحصين الوطني أن حملة تأمين اللقاح في تركيا مستمرة، وأوضحت لجنة الخبراء أنه من الضروري طبياً التطعيم ضد سرطان عنق الرحم. 
من جهة أخرى، تقدمت المحامية كارديلين يارلي، عضوة مركز حقوق الطفل والمرأة في نقابة المحامين في اسطنبول، بطلب إلى مديرية الضمان الاجتماعي في اسطنبول وطلبت استرداد الرسوم التي دفعتها مقابل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، لكنها حصلت على الرفض لأنه لم يكن ضمن نطاق السداد.
في المرحلة التالية، سترفع المحامية كارديلين يارلي، التي قدمت التماساً إلى وزارة الصحة وطالبت بأن يقدم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري مجاناً، وسترفع دعوى قضائية ضد الوزارة إذا لم يكن هناك رد إيجابي على المطالب المستحقة.
 
https://www.youtube.com/watch?v=_I9O4QqOYpg