'للصحافة دور مهم في محاربة الصور النمطية للنساء'

ترى الصحفية أمل الهواري أن محاربة النمطية يتطلب وعياً مجتمعياً، كما أن للصحافة دور فيه وذلك عبر التوقف عن بث سموم تغذي نرجسية الذكور.

حنان حارت

المغرب ـ تتعرض المرأة المغربية للتنميط في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغالباً ما تكون هذه الصورة مترافقة بأحكام مسبقة، ولكن الصحفية أمل الهواري ترى أن التغيير أمر سهل حين تتعاضد الجهود لوضع حد لكل التجاوزات والعقليات التي تحصر دور المرأة في المنزل.

قالت الصحفية المغربية أمل الهواري إنه يتم وضع النساء في قوالب نمطية مجمدة منذ الطفولة "في مجتمعاتنا تتم تهيئة الفتاة منذ بلوغها على أن الأعمال المنزلية من اختصاصهن، بينما يتسامح المجتمع مع الطفل الذي يمنح حق اللعب في الخارج، ويسلب هذا الحق من الفتاة، فلا تحرص الأمهات على مساهمة أبنائهن في الأعمال المنزلية، وفي المقابل هن شديدات الحرص على مساهمة البنات فيها وتطالبنهن بخدمة إخوتهن الذكور"، لافتة إلى أنه عندما يكبر الإخوة يترسخ في ذهن الفتيات والذكور أن لكل منهم/هن أدواراً وأن هناك امتيازات ذكورية على حساب النساء.

وأوضحت أنه "بالرغم من أن النساء اليوم تعملن وتعلن أسرهن، وتقتحمن عدة مجالات عملية وعلمية، إلا أن ذلك الاعتقاد ظل سائداً بسبب تلك التنشئة الاجتماعية التي تعطي الامتياز للذكور، وبالتالي تلك الصورة النمطية للمرأة امتدت إلى كل المجالات الاقتصادية والسياسية".

وحول الحلول التي يمكن العمل بها لتجاوز هذا التنميط أكدت أنه "يجب على جميع الهيئات والمؤسسات والمجتمع الاتحاد مع بعضهن، بحيث أنه كلما رأينا بعض المقاطع أو المحتويات الإشهارية تروج لمواد التنظيف مثلاً يضعون المرأة وحدها كموضوع، يجب رفض ذلك، لأن العمل المنزلي هو عمل يتشارك فيه الرجل والمرأة والأطفال".

وشددت على محاربة الصور النمطية التي تلاحق النساء في مختلف المجالات، لأن الأمر يتطلب تظافر الجهود لمختلف الجهات "مناهضة التنميط للنساء والقضاء عليه سيجعل مستقبلهن أفضل".

وأشارت إلى أنه "لا ينبغي دائماً تصوير المرأة في الأفلام ووسائل الإعلام على أنها ثرثارة ودائماً تسعى إلى التفرقة بين الابن وأمه، وترغب دائماً في الطلاق بدون أسباب، وتفضل اللجوء للمحاكم وأنها دائماً سبب أي مشكلة تحدث في المجتمع"، لافتةً إلى أنه لابد من خلق وعي مجتمعي وتفعيل القانون، وإعطاء الكفاءات النسائية مساحة الظهور في مختلف الوسائل الإعلامية للتعبير عن آرائهن في القضايا التي تهمهن وتهم المجتمع ككل "يجب تكوين الصحافيين/ات، حتى عندما يكونون بصدد العمل على مادة إعلامية يستحضرون خلالها كفاءات نسائية إلى جانب الرجال من أجل إعطاء آرائهن، وهناك تهميش للمرأة في القضايا المصيرية والاقتصادية وبالتالي حصرها في أعمال المنزل".

وأكدت على أهمية تنظيم لقاءات توعوية مفتوحة للأمهات اللواتي تعملن في منازلهن، من أجل فتح الآفاق أمامهن، ولابد أن تعلمن أن لقب ربة منزل ليس شيء ناقص وإنما هو عمل جبار، وأن تعمل المرأة على تربية أطفالها تربية مبنية على العدل، وأن كل من الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض "لابد أن يعي المجتمع مكانة النساء، وأن هناك تكامل وتعادلية، فبالتالي كما تدخل الفتاة للمطبخ، فإن شقيقها لابد له أن يشاركها في الأعمال المنزلية، كما يمكنه تقديم المساعدة لها".