لجنة التدريب في مؤتمر ستار مساعٍ لتحرير كلا الجنسين

العمل على توعية وتثقيف المرأة والرجل وتزويدهما بالخبرة والمعرفة من أبرز أعمال لجنة تدريب مؤتمر ستار.

شيرين محمد  

قامشلو ـ يضم مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا 12 لجنة تسير أعمالها وفق نظام الأمة الديمقراطي، وتعمل لجنة التدريب على تحرير الفكر باعتباره الخطوة الأولى والأهم نحو التغيير الإيجابي وتحقيق المساواة بين الجنسين وكذلك تحقيق العدالة الاجتماعية.

 

"لجنة التدريب لعبت دوراً بارزاً في تطوير ذهنية المجتمع"

حول أهمية عمل لجنة التدريب في مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا قالت العضو في اللجنة الآء يوسف أن الهدف هو بناء مجتمع وفق مفهوم حرية المرأة "نقوم بتدريب كافة فئات المجتمع وحتى الأطفال من أجل بناء أساس متين للمجتمع وتطويره من كافة النواحي لأن التدريب أساس كل شيء لذا نعمل على تكثيف العمل في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال زيارتنا لكافة المؤسسات، والكومينات، وتنظيم المحاضرات والفعاليات التي تناقش قضايا المجتمع والتعريف بعلم المرأة الجنولوجيا، وتاريخ المرأة، ومناهضة العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى العوائق التي يعاني منها المجتمع".

وأضافت "عملنا صعب وهذا يعود لعدم تقبل المجتمع لفكرة أن تكون المرأة كغيرها من أفراد المجتمع وأن تمارس حقوقها مثلها مثل الرجل دون وصاية من أحد، ولأنه لا يمكن توعية المرأة دون الرجل شملت تدريباتنا الرجال أيضاً، لنتمكن من تخطي كافة العوائق التي تمنع مجتمعنا من التطور".

وعن التحديات التي واجهتهم قالت "لم يتقبل الرجال ما نطرحه وهذا ما أعاق عملنا في الكثير من الأحيان، ولذلك بدأنا منذ عامين بتدريب الرجال وكانت هذه الخطوة صعبة كثيراً في البداية لأن الذهنية السلطوية الذكورية مستمرة منذ آلاف السنوات، ولن نستطيع التخلص من هذه الأفكار خلال سنوات قليلة، لذا نحتاج الوقت لكي نستطيع أن نغير ذهنية المجتمع نحو الأفضل".

وبدت آلاء يوسف متفائلة بالنتائج التي حققتها لجنة التدريب في مؤتمر ستار "بعد مرور الوقت استطاع عدد من الرجال التفكير بشكل مختلف حول قضية حرية المرأة وحقوقها وهذا ما كان يولد فينا الأمل لنستمر في عملنا، فنحن نعتبر دائماً أن المرأة أسيرة الرجل في مجتمعاتنا لكن الرجل أيضاً أسير عادات وتقاليد وأفكار غرسها المجتمع في شخصيته".

 

"من خلال بناء توازن بين الجنسين يمكننا مواجهة ذهنية المجتمع"

"مع انطلاق الثورة شهدنا على محاولات المرأة لكسر قيود العبودية ومعرفة ذاتها والتخلص من الظلم الذي عانت منه لذلك تمكنت من تطوير شخصيتها"، هذا ما أكدته آلاء يوسف، مشيرةً إلى أن المرأة أكثر قدرة من الرجل في اتخاذ قرار تخطي العوائق "تيقنت المرأة أن الثورة لن تنجح إذا لم يكن هناك تغييرات جدية في عمق المجتمع، وعلى هذا المبدأ عملت النساء على توعية أنفسهن، ففي البداية كانت المرأة تمر بمرحلة التعرف على ذاتها كانت فقط تستمع إلى تاريخها وشخصيتها الحقيقة، ولكن مع مرور الوقت أصبحت تناقش الكثير من النقاط التي يتم طرحها خلال حملات التوعية التي قام بها مؤتمر ستار".

وأضافت أن المرأة تقدمت أكثر في معرفة شخصيتها وتطوير ذاتها وإعادة النظر في حياتها الشخصية، ومحاولة تغييرها نحو الأفضل من ناحية الأفكار والطموحات، "المرأة باستطاعتها تغيير ذهنية الرجل والوقوف معاً لبناء مجتمع حر وتؤكد للرجل أن الحياة تبنى إذا كان كلا الجنسين مثقفين على أساس الحياة الندية الحرة".  

وبينت أن المجتمع ينظر إلى المرأة كصاحبة بنية جسدية ضعيفة وتتم المقارنة بينها وبين الرجل بالكتلة العضلية، "المرأة في شمال وشرق سوريا كسرت مفاهيم المجتمع التي دائماً ما يتم تربية الفتاة وفقها منذ ولادتها بعد أن حاربت أخطر إرهاب هدد العالم"، مؤكدةً أن "الرجل لوحده لا يمكنه بناء مجتمع لذا التوازن بين الجنسين هو الحل الوحيد لبناء مجتمع حر من خلال التدريبات والمحاضرات التي مكنتنا من تغيير فكر الرجل والمرأة، ولعبنا دوراً كبيراً في المجتمع ولا زلنا نسعى لضم أكبر عدد من الرجال إلى التدريبات، ونعمل من أجل تغيير أفكار الرجال فيما يخص الناحية البيولوجية رغم أن هذه الخطوة صعبة إلا أننا مع الوقت سنصل إلى ما نريده، المرأة كجسد وفكر ملك لنفسها فقط وكذلك الرجل جميعنا مسؤولون عن أنفسنا ولا يحق للغير التحكم بتفكيرنا لغتنا جسدنا وأي شيء نملكه"، مختتمةً حديثها بالتأكيد على أن "الفكر أهم سلاح لمواجهة الذهنية السلطوية من خلال تحرير الفكر يتحرر الجسد وبعدها المجتمع بأكمله".