كيف تواجه المرأة السودانية تطورات النزاع وانعكاساته؟
تطورات متلاحقة متسارعة تشهدها الساحة السودانية في ظل استمرار النزاع الذي اندلع منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط أوضاع مأساوية إنسانية ومعاناة يومية للمرأة السودانية.

آية إبراهيم
السودان ـ انتقل النزاع في السودان الذي تجاوز عامه الثاني، إلى مرحلة جديدة خلال الأيام الماضية باستهداف قوات الدعم السريع مدينة بورتسودان شرق البلاد بالمسيرات، والتي اتخذتها الحكومة السودانية عاصمة مؤقتة لها بعد اندلاع النزاع في العاصمة الخرطوم، ونزح إليها عدد كبير من المواطنين.
تقول مريم الهندي التي تتقلد عدد من المناصب منها رئيسة تجمع المهنيين الوطنيين وعضوة مجلس أمناء المجموعة الوطنية النسائية، إن المرأة السودانية اكتسبت مناعة في النزاع وبقدر ما هي متضررة وواجهت سلوك لاإنساني بالتعدي على ممتلكاتها وعرضها، وأصبحت ضحية لكنها لم تبقِ نفسها في خانة المجني عليها، بل لعبت دور كبير إلى جانب الرجل، وهناك من حملت السلاح أيضاً.
وأكدت أن المرأة السودانية ستصمد حتى نهاية المعركة وتحقيق النصر، مشيرة إلى أن النزاع في بلدها متحور أوله كان الاتفاق الإطاري الالتفافي على إرادة وسيادة الدولة وتفكيكها، من ثم تحور إلى النزاع وهو نتاج فشل يواجهه الجيش السوداني وما ظهور الاستنفار الوطني الشعبي الشامل ووقفة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في المواقع المستعادة، إلا دليل على ذلك وبيان بالعمل، قائلة إن المرأة طورت شخصيتها وسط تداعيات ارتكبتها قوى إعلان الحرية والتغيير وجناحها العسكري قوات الدعم السريع واكتسبت مناعة ورسوخ.
آيات فضل وهي إعلامية متواجدة بمدينة بورتسودان، تقول إن المرأة في المدينة تعيش أوضاع معقدة في ظل التطورات الأخيرة، مبينة أن النزوح من مناطق الحرب شكل ضغط كبير على الخدمات، قائلة إن هناك من خرجن للعمل لإعالة أسرهن وبعضهن عملن في مهن شاقة في ظل أوضاع البلاد وانهيار الاقتصاد.
وأكدت أن الحياة أصبحت صعبة وهي معركة تخوضها النساء يومياً، مشيرةً إلى أنه مع تصاعد التوترات أصبح ليس معروفاً إلى أين يمكن أن يمضي الوضع الأمني وأن النساء هن أكثر شريحة متضررة وتدفع ثمن ذلك ويمكن أن تتعرض للعنف والتمييز مع ذلك هن صامدات وقادرات على العمل والمساهمة في استمرارية الحياة فالمرأة ركيزة أساسية للحياة.
ويعد استهداف مدينة بورتسودان الساحلية التي تقع شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر وهي الميناء البحري الرئيسي في البلاد، تطور خطير في النزاع الذي يدور في السودان نظراً لموقعها الهام، حيث اتخذتها الحكومة مقراً لها ونزوح عدد كبير من المواطنين إليها ما يضعهم أمام خيارات أخرى بحثاً عن الأمان.
من جانبها أدانت نعمة الله عبد الله رئيسة لجنة المرأة بالمقاومة الشعبية في محلية مروي بالولاية الشمالية، ما حدث من استهداف لمدينة بورتسودان وما وصفته بـ "العدوان الغاشم" الذي تعدى على البلاد، قائلة "مع ذلك سنظل صامدين ومتماسكين".
وأكدت أن المرأة السودانية منذ بدء النزاع تلعب أدوار كبيرة وستواصل فيها مع تطور المعركة وستكون ثابتة ولن يزيدها الاستهداف إلا قوة "المرأة لن تكون مكتوفة الأيدي مع تطورات الأحداث وسيكون لها دور كما كان لها دور أصيل في معارك سابقة"، مشيرةً إلى أن "المعركة في السودان انتقلت لعدة مراحل من سيء لأسوأ بعد محاولة العدو ممارسة عدوانه بكافة السبل لكننا صامدين".