كيف استقبلت نساء غزة العيد في ظل ارتفاع الأسعار؟
جراء الارتفاع الكبير في الأسعار قررت نساء غزة وضع خطط بديلة لشراء مستلزماتهن في عيد الفطر
رفيف اسليم
غزة ـ شهدت الأسواق في قطاع غزة ارتفاع كبير لأسعار البضائع والتي شملت المنتجات الغذائية والأدوات المنزلية والملابس الخاصة بالأطفال، واضعة ربات البيوت بالمدينة المحاصرة في مأزق بسبب عدم موائمة ميزانياتهن لشراء جميع المستلزمات الخاصة بالعيد والتي اعتدن على اقتنائها في هذه المناسبة، ليأتي دور الخطط البديلة.
تقول زهرة صرصور أنها صدمت خلال جولتها الأولى بالسوق ربما لأن غلاء الأسعار كان خيالي هذه المرة فليس الضعف بل أربعة أضعاف سعر المنتج بالفترات العادية، مضيفةً أن هناك عدة حاجيات يمكن اختصارها والاستغناء عنها بالكامل لكن ما لم تستطيع تجاوزه هو ملابس أطفالها التي لا تتحقق فرحة العيد سوى بها.
وتبدي زهرة صرصور انزعاجها لانحدار الذوق العام والجودة في تلك البضائع الأمر الذي يصعب على الفرد دفع أضعاف السعر الأساسي في ظل انخفاض الدخل أو انعدامه ببعض الأحيان، مرجعة ذلك الغلاء إلى الحروب التي تحدث بالعالم أو لانخفاض سعر الدولار وارتفاعه بالتالي تأثر أسعار المنتجات ما بين صعود وهبوط، أو لربما بسبب جشع التاجر نفسه وغياب الجهات الرقابية المنوطة بمحاسبته حسبما تقول.
وأضافت أنها كأم مضطرة أن تسعد أطفالها خلال العيد فسعت إلى شراء المنتجات ذات الأسعار المناسبة التي ربما لن تنال اعجابها هي وأطفالها لكن ارتفاع الأسعار المفاجئ اضطرهم لمعايشة الأمر الواقع، لافتةً أنها راعت أن ينال كل طفل من أطفالها غالبية مطالبه وألا تميز أحدهم عن الآخر.
وتلخص بيسان الشريف ما حدث بأن التجار واجهوا عدة مشكلات منها ارتفاع الضرائب من قبل الحكومة وغلاء أسعار الشحن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الايجارات فألقوا بجملة الضغوطات على المواطن ذا الدخل المحدود، لافتةً أن المواطن واجه تلك الضغوطات بنصف راتب فاضطر إلى إلغاء كسوة العيد لأطفاله أو شراء المنتجات الغذائية المعتادة كالشكولاتة والكعك.
وبينت أن الأطفال الصغار لا يدركون معنى تضخم الأسعار بل يربطون فرحة العيد ببعض الحاجيات التي بدونها سيشعرون بالنقص بين أقرانهم لذلك يجب على الأمهات أن تتداركن الأمر سريعاً، لافتةً أنها كأم استطاعت أن توفر لطفليها مستلزماتهم بالرغم من تقييد القدرات الشرائية التي فرضها الوضع الحالي في قطاع غزة.
بينما ترى نهال أبو دقة أن ارتفاع الأسعار شيء متوقع في ظل انعدام القدرة الشرائية للمواطن طوال العام فيستغل التاجر هذه الفترة تحديداً ليعوض خسارته على حساب المواطنين، مشيرةً أن الموضوع يحتاج أن يدار بحنكة وذوق من قبل الأم فتوفر لأطفالها جميع ما يحتاجون بجودة أقل بالتالي سعر مقبول مع مراعاة أن تنال تلك الحاجيات إعجاب الأطفال.
إضافة لما سبق تكمل نهال أبو دقة أن ركود الأسواق الذي شهده قطاع غزة بسبب تعطل موسم العيد لسنتين على التوالي ساهم في رفع الأسعار فالأول فيروس كورونا وما شهدته من إغلاق والآخر عدوان أيار/مايو 2021 على قطاع غزة، الأمر الذي ساهم في تكدس البضائع بالمخازن لدى التجار بالتالي أصبح يبحث عن أي متنفس لتعويض خسارته.
وتلفت إلى أنه من غير المقبول بالنسبة لها أن تنصف طفل على الآخر أو تحضر لعبة لأحد أطفالها دون أن تجلب للبقية مثلها، لكن الأمور تحدث بالاتفاق مع الأطفال منذ البداية وهو جزء من تحملهم للمسؤولية، مضيفةً أن العيد بالنسبة لأي أم هو الضحكة التي ترسم على محيا أبنائها لذلك تسعى جاهدة أن تكون جميع الأطراف سعيدة.
وتشير نهال أبو دقة أن عملها كمحامية جعلها تطلع من خلال المؤسسات الشريكة على أوضاع بعض الأسر خلال تجهيزات العيد فرأت أن بعض الأمهات تفضلن كسوة الطفل ذا الثلاث أو الستة سنوات وتستثنين الفتاة التي يتجاوز عمرها الأربعة عشر عام بحجة أنها ليست طفلة ولم تعد بحاجة لتلك الكماليات، لافتةً أن ذلك الأمر لا يجوز فجميع من في المنزل أطفال ولا يجوز ممارسة هذا الاضطهاد بحقهم.
وتختم نهال أبو دقة حديثها بالتأكيد على أنه بالمقابل هناك الكثير من الأمهات يصنعن المستحيل حتى يحظى جميع أطفالهن بلا استثناء بكل ما يرغبون بهم، مشيرةً أن الأم الفلسطينية ما زالت تحاول مراراً وتكراراً التغلب على الحصار لتسعد عائلتها ولو كان الأمر على حساب نفسها.