"كوني قوية "...مبادرة إنسانية ومجتمعية لمساندة النساء المهمشات والمريضات
تسعى جمعية عايشة لحماية المرأة ورعاية الطفل إلى حماية النساء والأطفال من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتمكينهن في كافة المجالات الحياتية، وخلق بيئة آمنة وسليمة لهن.
نغم كراجة
غزة - من منطلق الواجب الإنساني والمسؤولية المجتمعية جمعية عايشة لحماية المرأة ورعاية الطفل أطلقت مبادرتها تحت عنوان "كوني قوية" والتي بدأت منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر، ومستمرة بأنشطتها حتى نهايته، واستهدفت النساء والفتيات مريضات السرطان من أجل مساندتهن ودعمهن في تخطي المرض.
قالت منسقة المشاريع في جمعية عايشة لحماية المرأة ورعاية الطفل نسرين الشوا "نشأت جمعية عايشة من رحم برنامج غزة للصحة النفسية، حيث كانت تعمل وعلى مدى خمسة عشر عاماً تحت مسمى دائرة المرأة وكانت تهدف على الدوام إلى المساهمة في الحد من العنف ضد النساء في قطاع غزة، كما نقدم الخدمات القانونية والنفسية الاجتماعية والصحية لفئتي النساء والأطفال كونهم أكثر هشاشة وتضرر في المجتمع".
وأوضحت أن الرؤية العامة للجمعية هي زيادة فعالية وكفاءة المرأة، مع التركيز بشكل خاص على النساء ضحايا العنف، والمشاركة في تنمية المجتمع من خلال تعزيز وصولهن إلى خدمات الدعم والحماية، وزيادة الحشد والمناصرة للتأثير والضغط على صناع القرار لفرض القوانين والتشريعات التي تحمي النساء والأطفال في كافة المجالات.
ويسعى الطاقم باستمرار إلى تفعيل الدور الريادي نحو تعزيز عدالة النوع الاجتماعي وحماية وتمكين النساء والأطفال والناجيات من العنف وذوات الإعاقة ليكونوا مشاركين/ات فاعلين/ات في التنمية المجتمعية المستدامة؛ تحقيقاً لمبادئ حقوق الإنسان وتفعيل مفاهيم المساءلة وسيادة القانون والتمكين والمشاركة والإدماج والمساواة والإنصاف وعدم التمييز والاهتمام بالفئات المهمشة، مضيفةً "نعمل جاهدين من أجل التحسين المستمر في جودة الخدمات المقدمة، وتوفير الحماية الشاملة للمعنفات بكافة شرائحهن".
وأوضحت "لقد نفذنا العديد من الأنشطة والفعاليات التي تختص بالنساء والفتيات سواء المصابات أو للناجيات من مرض السرطان، عقدنا مجموعات كبيرة من جلسات ولقاءات إرشاد ودعم نفسي لمجموعة من الناجيات من السرطان، وتضمنت الجلسات دعم نفسي على دليل حواء الزهرة، وهو دليل دعم نفسي يقدم الخدمات النفسية والاجتماعية للفتيات والنساء للتعامل مع الضغوطات أثناء وبعد الأزمات والطوارئ".
وأشارت إلى أن المشاريع تعتمد على تنظيم ورشات توعوية وأيام ترفيهية، وتقديم خدمات في الدعم النفسي والصحي والاجتماعي والدعم القانوني، وخدمات التحويل والاحالة، وتنظم جلسات استماع ومساءلة، وتنفيذ حملات مناصرة، وتنفيذ زيارات منزلية وتدريب للنساء وتوفير فرص عمل مؤقتة لعدد منهن، وممتدة للعدد الآخر، كذلك هنالك قسم مخصص لتشخيص وتقديم علاج لمريضات السرطان وتأمين الأدوية ومتابعة حالاتهن بانتظام، وتوفير الأجهزة والأدوات الحركية والسمعية التي تحتاجها ذوي الإعاقة الخاصة.
وأضافت أن الجمعية لديها مشروع مخصص للخدمات الصحية والنفسية بعنوان "حماية ودعم ذوات الإعاقة الخاصة والناجيات من السرطان المعرضات للعنف المبني على النوع الاجتماعي من خلال الاستجابة متعددة القطاعات في قطاع غزة" تحت شعار "تجاوزي، تخطي، انطلقي" والذي يستهدف النساء اللواتي أعمارهن ما بين 18 وما فوق 59 عاماً، ويهدف المشروع إلى تعزيز حماية واحترام حقوق النساء المهمشات، وسرعة وصولهن إلى الاستجابة والخدمة متعددة القطاعات وذلك وفقاً للمعايير القانونية الحكومية والانسانية وحسب اتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن أهم الأهداف الاستراتيجية للجمعية متابعة النساء والفتيات المدمنات في قطاع غزة بحيث يستفدن من تقديم خدمات علاج عقاقير متكاملة وعالية الجودة وقائمة على الأدلة من خلال مركز عايشة المجتمعي المتطور، وهذا المحور من النادر وجوده في قطاع غزة.
وأضافت "تبعاً للمسؤولية القائمة على عاتقنا تجاه النساء والفتيات مريضات السرطان نفذنا مبادرة كوني قوية والتي تضمنت عدة جلسات ونقاشات توعوية، وإجراء الفحوصات الطبية لأعداد كبيرة منهن، بالإضافة إلى نشر المعلومات والاحصائيات حول هذا المرض، كذلك لم ننس المريضات والناجيات حيث أقمنا حفلات ترفيهية تخفيفاً للضغوطات النفسية والآلام الجسمية، وزينة مستشفيات السرطان في قطاع غزة التي تضم النساء والأطفال باللون الزهري وتوزيع الهدايا والألعاب مساندة ودعماً لهم".
وأوضحت "نعتبر مريضات السرطان جزءاً رئيساً من أنشطتنا، حيث نعقد كل فترة وأخرى جلسة تقييمية نحدد بها احتياجاتهن ومتطلباتهن الأساسية، ونحاول حل بعض المشكلات المعقدة مثل تحويلات السفر للخارج لاستكمال العلاج، وإعادة إدماجهن مجتمعياً بعد انعزالهن عن الواقع المأساوي الذي خلقته البيئة القاسية حولهن"، مشيرةً إلى مستمرة في تعزيز الكشف المبكر من خلال الفحوصات المجانية ونشر الشعارات التشجيعية والإيجابية للنساء والفتيات.
وأشارت إلى إن مدى رجعية العقول التي تكسوها النظرة الأبوية حيث أفادت الأخصائيات في الأعوام الأخيرة أن أكثر من 35% من النساء خضعن للانفصال من قبل أزواجهن بسبب إصابتهن بالسرطان وهذا مؤشر واضح على العنف النفسي الواقع عليهن مما يزيد مضاعفات المرض وتدهور أوضاعها الصحية.
وأضافت أن تقديم الدعم النفسي هو أفضل سبل العلاج في بدايته والخطوة الفارقة قبل البدء بأي خطة عملية حيث يمنح المريضات قوة إيجابية تدفعهن للتغلب على المرض وتخطي العقبات والانتصار على اليأس.
وأكدت نسرين الشوا أن جمعية عايشة لحماية المرأة ورعاية الطفل نجحت في رسالتها منذ نشأتها وحتى اليوم حيث استطاعت خلق بيئة آمنة لحماية النساء، ونيل حقوقهن وتأمينهن من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتنمية الأطفال بصورة صحيحة وتؤهلهن للعيش بكرامة ومستقبل أفضل مما كانوا عليه، وبينت أن الطاقم يبذل قصارى جهده في وضع خطط استراتيجية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من النساء والأطفال وتحسين جودة الخدمات.