في الشرق الأوسط... أزمات وحروب ونضال ضد العنف في 25 نوفمبر ـ 9 ـ المرأة الأفغانية من المقاومة اليومية إلى قيادة الاحتجاجات
على الرغم من التحديات التي يفرضها المجتمع الأبوي والحكومات الأصولية، كانت المرأة الأفغانية دائماً رائدة في النضال من أجل حقوقها، ومع عودة طالبان وإدخال القوانين المناهضة للنساء، تتواصل الجهود لإسكات أصوات النساء، إلا أنهن تواصلن النضال بشجاعة ووعي.
بهاران لهيب
أفغانستان ـ تاريخ أفغانستان مليء بنضالات المرأة، في مجتمع أبوي يرافقه الأصوليون، كل خطوة وحركة للمرأة هي علامة على الوقوف وتمهيد الطريق الصعب لجيل المستقبل، وفي الوقت نفسه، غالباً ما تتولى الأمهات دور قيادة هذه النضالات.
مع عودة طالبان إلى السلطة، يُسحق الشعب الأفغاني، وخاصة النساء، يومياً تحت ضغوط الحياة الشديدة في ظل الحكم. وبحسب تقرير نشرته إحدى وكالات الأنباء الأفغانية، فإنه خلال السنوات الثلاث الماضية، تم جلد 715 شخصاً علناً على يد حركة طالبان، منهم 130 امرأة، وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، تم جلد 22 امرأة في مدن مختلفة بتهم أخلاقية.
وأشار تقرير آخر لـ"منظمة الصحة العالمية" إلى أن 24 امرأة و167 طفلاً يموتون يومياً في أفغانستان بسبب عدم إمكانية الوصول إلى المراكز الصحية، كما أنه مع إغلاق 310 مراكز صحية خلال حكم طالبان، حرم نحو 600 طفل و240 امرأة حامل من الخدمات الصحية.
وبعد الكشف عن حالات تعذيب واغتصاب للنساء في سجونها، أعلنت حركة طالبان في مؤتمر صحفي في الأول من أيلول/سبتمبر الماضي، أن هناك 1000 امرأة و900 طفل في سجونها، لكن هذه الحركة لا تقدم أبداً معلومات عن النساء المسجونات والمغتصبات لأسباب سياسية.
وبحسب تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2023، فمن بين 90 سجينة سياسية، تعرضت 16 منهن للاغتصاب في ولايات فارياب وسمنجان وجوزجان، وحملت بعضهن وحكم على أربع منهن بالإعدام.
وجاء في تقرير آخر نشرته إحدى وكالات الأنباء المحلية الأفغانية، أنه تم تسجيل 130 حالة انتحار للإناث خلال السنوات الثلاث الماضية، 52 منها كانت فقط في الأشهر الستة الأولى من عام 2024. هذه الإحصائية تشمل فقط النساء اللواتي تم الإبلاغ عن انتحارهن في وسائل الإعلام، في حين يبدو أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
ووفقاً لتقرير بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما)، فإن أكثر من مليوني شخص في أفغانستان مدمنون على المخدرات، 35% منهم من النساء.
وعلى الرغم من أن أفغانستان تأتي على رأس قائمة الانتهاكات، إلا أن نضالات المرأة أصبحت أكثر حدة في عهد طالبان، فكل القوانين المناهضة للنساء التي أصدرتها طالبان، بما في ذلك الحجاب الإلزامي ومنع النساء من التعليم والعمل، قوبلت باحتجاجات من قبل النساء.
وفي إحدى الحالات الأخيرة، أطلقت وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على أصوات النساء اسم "عورة" في قانون، وقد قوبلت هذه التصريحات بردود فعل واسعة من الأفغانيات، وقبل فترة أعلن وزير الوزارة نفسها أنه لا يجوز لامرأة بالغة أن تسمع صوت امرأة بالغة.
وفي كثير من الحالات، حاولت حركة طالبان استغلال النساء المتظاهرات بالتحرش الجنسي والاغتصاب الجماعي وتسجيل مقاطع فيديو لهن كقمع وإسكات لأصواتهن، لكن نساء أفغانستان الشجاعات تجاهلن هذه التهديدات، وبنشر هذه المقاطع، تم الكشف عن الوجه الحقيقي لطالبان.
وتواصل النساء الأفغانيات نضالهن ضد كراهية النساء من قبل حركة طالبان من خلال إنشاء نقابات تعليمية سرية، وتظهر هذه الإجراءات وعي النساء وإرادتهن القوية، ونضالهن المستمر من أجل حقوقهن.