فتيات تفتتحن دورات سرية للأطفال العاملين في أفغانستان
تم افتتاح دورات تدريبية سرية للأطفال العاملين والفقراء من قبل الشقيقتين سودابا نجند وآزيتا نجند. في هذه الدورات، يتعلم الأطفال اللغة الإنجليزية والعلوم والحساب.
بهران لهيب
كابول ـ قبل أيام قليلة من سيطرة طالبان على أفغانستان، اشتد القتال في الأقاليم وخاصة في الشمال. حرب أجبرت مئات العائلات على الفرار من منازلها واللجوء إلى كابول. لقد أجبر هؤلاء النازحون على إقامة مخيمات في حدائق العاصمة كابول لأنهم لم يتمكنوا من دفع الإيجار.
ساعد أهالي مدينة كابول النازحين إليها، فقد بدأت سودابا نجند وشقيقتها آزيتا نجند، بافتتاح دورات مجانية للأطفال النازحين في المخيمات.
بعد أن استولت طالبان على كابول، أجبرت الحركة جميع النازحين على العودة إلى مناطقهم. لذلك، بدأت الشقيقتان بالتعاون مع هوميرا فرهنجهيان، بافتتاح دورات سرية للأطفال العاملين والفقراء، تشمل هذه الدورات محو الأمية وتعلم اللغة الإنجليزية والعلوم والحاسوب.
تقول سودابا نجند عن افتتاح الدورات "مع استيلاء طالبان على البلاد، أغلقت المدارس أمام الفتيات، وكان التأثير الأكبر على الأطفال الأشد فقراً والعاملين الذين يعيشون تحت خط الفقر، للأسف لن يتمكن المهاجرون الباقون من العودة إلى مناطقهم ومواصلة تعليمهم"، داعيةً النساء إلى "الاستمرار بالعمل وعدم الاستسلام، أريد توسيع مسارنا في أجزاء مختلفة من كابول لمحو الأمية".
تقول رئيسة مكتب "فاليو" هوميرا فرهانجيار وهي رئيسة حركة النساء الفقيرات، التي لا تزال تدعم الدورات التي افتتحتها الشقيقتان سودابا وآزيتا نجند "لسوء الحظ، مع صعود حركة طالبان، أصبحت جميع النساء عاطلات عن العمل. وأغلقت أبواب المدارس أمام الفتيات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية. كنت أعرف بالإضافة إلى مهمتي أن ما يمكنني فعله هو دعم هؤلاء النساء، فنحن نعمل في مجالين، ونجمع الأموال لمساعدة طلاب الدورة بالقرطاسية والكتب. نحن نقدم الدعم المالي والغذائي للنساء المتعلمات".
وأضافت "هدفنا الوحيد ليس مساعدة النساء اقتصادياً فقط. كل صوت نرفعه هو لخدمة الناس. نرفع صوت النساء ونعلنه للعالم. لسوء الحظ، سنواجه أزمة اقتصادية العام المقبل. غالبية هؤلاء النساء لا تتلقين الدعم، لذلك من الضروري أن تسمع أصوات هؤلاء النساء. يجب فتح أبواب المدارس يجب دعم النساء".
دنيا أرباب زاده هي إحدى الطالبات اللواتي التحقن بالدورات التي افتتحتها الشقيقتان، وهي في الصف السابع، تقول "المدارس مغلقة، لذلك نأتي إلى هذه الدورة لنتعلم، الفتيات والأطفال الفقراء الذين تسربوا من المدرسة يدرسون هنا مجاناً. نأتي أيضاً لمواصلة تعليمنا. أغلقت طالبان المدارس ومنعت الفتيات فوق الصف السادس من ارتياد المدارس وتلقي التعليم، يجب فتح المدارس حتى نتمكن من مواصلة تعليمنا".
بهارة عبد الواحد أيضاً واحدة من الطالبات اللواتي التحقن بالدورة التعليمية، تعيش بهارة وضعاً اقتصادياً سيئاً، فهي تبيع الأقلام في شوارع كابول لتعيل أسرتها المؤلفة من ثلاثة أشقاء، ووالديها يعانيان من أمراض مختلفة، تقول "أنا طالبة في الصف السابع، لقد منعتني حركة طالبان من الدراسة. أنا آسفة جداً لأنني لم أذهب إلى المدرسة. لحسن الحظ، تمكنت من بدء ارتياد الدورة التدريبية المجانية".
القرم حسيني هي واحدة من طالبات محو الأمية وهي أم لثلاثة أطفال وقد توفي زوجها بسبب المرض، تقول "لقد التحقت بهذه الدورة لأتعلم الكتابة والقراءة لأتمكن لاحقاً من إعالة أطفالي الثلاثة دون مساعدة من أحد".