بإمكانيات بسيطة... "مشتى النور" يقدم خدماته للأهالي

يستقبل مركز مشتى النور الصحي في مدينة كوباني في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا بشكل يومي المئات من النساء والأطفال والمسنين بالرغم من إمكانياته البسيطة وتعرضه للاستهداف من قبل الدولة التركية.

نورشان عبدي

كوباني ـ يقدم مركز "مشتى النور" الصحي بمدينة كوباني خدمات طبية وأدوية مجاناً للأهالي، بالرغم من نقص المعدات الطبية والإمكانيات، بالإضافة لإطلاق ندوات توعوية لرفع مستوى الثقافة الصحية لديهم.

افتتحت هيئة الصحة بمدينة كوباني بمقاطعة الفرات مركز "مشتى النور" لتوفير الخدمات الطبية للأهالي وبشكل خاص الأطفال والنساء، حيث يضم أقسام خاصة بهم تقدم العلاج والاستشارات الطبية اللازمة بشكل مجاني.

وحول طبيعة عمل المركز والخدمات التي يقدمها للأهالي قالت الطبيبة العامة أفين خليل "افتتح المركز عام 2015 من قبل هيئة الصحة في المنطقة وبالتعاون مع جهات داعمة طبية خارجية، في البداية قدم المركز خدمات بسيطة جداً وذلك بحسب المكان والكادر الطبي قليل العدد، حيث كان هناك أقسام محدودة إلى جانب العيادات الخارجية، وانطلاقاً من الحاجة الماسة لوجود مركز تتوفر فيه خدمات أكثر ومعدات متطورة، قامت هيئة الصحة بالمنطقة بتوسيع المبنى وزيادة عدد الأقسام والكادر الطبي وبالتالي لن يحتاج الأهالي لقصد مناطق مجاورة للحصول على العلاج أو الاستشارة الطبية".

وعن الأقسام التي يضمها المركز قالت "يضم المركز العديد من الأقسام الطبية التي تعمل على خدمة الأهالي وتقدم الأدوية والاستشارة الطبية بشكل مجاني، منها قسم العيادات يقدم المعاينات اللازمة وقسم اللقاحات للأطفال، وأيضاً هناك قسم خاص لمرض اللاشمانيا يعمل على مدار الأسبوع، بالإضافة إلى تواجد قسم القدم السكري والذي يعتبر أهم أقسام المركز كونه القسم الوحيد الذي يتوفر فيه علاج لمرض السكري بالإضافة للعناية بالمرضى، أما بالنسبة لقسم العيادة النسائية يقدم الخدمات الطبية والاستشارية للحوامل خصوصاً والنساء عموماً، وكذلك دروس توعوية حول تنظيم الأسرة ووسائل التي يجب على النساء اتباعها من أجل ذلك الغرض، بالإضافة لقسم الدعم والإرشاد النفسي وهو عبارة عن قسمين الأول يقدم الاستشارة النفسية من قبل مختصين ومرشدين نفسيين والثاني قسم عمال التوعية الصحية المجتمعية يقدمون التوعية للمرضى والمرافقين في المركز وكذلك للأهالي في المنازل وحتى الطرقات، وقسم سوء التغذية يعمل على تقديم المعالجة للأطفال الذين يعانون من ضعف في النمو".

وعن الكارد الطبي في المركز قالت أفين خليل "يتألف من نساء ورجال ولكن نسبة النساء أكثر بكافة الأقسام وهذا ما يميز مركز مشتى النور الطبي عن غيره من المراكز، وهدفنا في العمل ضمن المركز قبل تقديم الخدمات الطبية والأدوية هو تقديم المشورة والتوعية الطبية للمريض والمجتمع، لذلك عندما يزور المريض المركز قبل معاينته يتم تقديم النصائح الطبية حول الأمراض المنتشرة، لكي نحصل على مجتمع واعي من الناحية الطبية".

وعن استهداف المركز من قبل الاحتلال التركي أوضحت أنه "في 25 كانون الأول عام 2023 تم استهداف المركز من قبل طائرات مسيرة تركية مما تسبب بخسائر كبيرة في الأودية والمعدات الطبية لذلك خرج المركز عن الخدمة، مما أجبرنا على تغيير المبنى وعلى الرغم من أن جميع الأقسام قائمة على رأس عملها إلا أنها ليست كالسابق، حيث نعاني من ضيق المكان بالنسبة للكادر الطبي وكذلك للأهالي، كما أن هنالك نقص وتراجع في تقديم الخدمات نتيجة للاستهداف الذي تعرض له المركز".

في ختام حديثها قالت أفين خليل "بالرغم من الصعوبات التي تواجهنا خلال العمل لكننا مستمرين لأن غالبية الذين يقصدون المركز هم من النساء والأطفال والمسنين"، وأطالب الجهات المعنية بتقديم المساعدات اللازمة للمركز من أجل تطوير عمله وبالتالي تقديم خدمات أفضل للأهالي".

من جانبها قالت الممرضة لورين عبو "استقبل النساء والأطفال ثم يتم تحويلها للقسم المناسب، المركر يعنى بخدمة المجتمع بشكل أساسي، فهو يقدم خدماته بشكل مجاني سواء المعاينات الطبية أو الأدوية حيث نستقبل في اليوم الواحد المئات من الأهالي معظمهم من النساء والأطفال لذلك يواجه الكادر الطبي صعوبات في خدمة هذا العدد الهائل، إلا أننا نفتخر بعملنا الإنساني الذي يصب في صالح الأهالي".

من جانبها قالت نادية أحمد محمد "الكثير من الأسر تعاني من وضع اقتصادي سيء، وليس لديها القدرة على دفع ثمن الاستشارات الطبية أو الأدوية، لكن بوجود مركز مشتى النور الطبي حصلت النساء والأطفال على خدمات طبية متنوعة وبشكل مجاني، لقد سد المركز الكثير من الاحتياجات الطبية التي لم يقوى الأهالي على دفع تكاليفها".

وأضافت "لقد سمعت أن المركز يضم كادراً طبياً من جميع الاختصاصات وهم ذوي كفاءات عالية، لذلك توجهت إليه وقد حصلت على خدمة جيدة في العيادة النسائية وكذلك المعاينة، كما سأقصد قسم القلبية للحصول على بعض الاستشارات الطبية".