بالعصيان المدني... تخالف المرأة القوانين الاستبدادية للحكومة الإيرانية
مع العصيان المدني، تخالف النساء القوانين الاستبدادية للحكومة وعادات وتقاليد المجتمع، فإن عدم الالتزام بالحجاب هو أحد أهم أشكال العصيان المدني الذي تشعر الحكومة الإيرانية بالعجز ضده.
لارا جوهري
مهاباد ـ بعد مقتل جينا أميني على يد ما تسمى بـ شرطة الأخلاق في منتصف أيلول/سبتمبر 2022، بذريعة أنها لم ترتدي حجابها بشكل لائق، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق في إيران وشرق كردستان، ونزل العديد من النساء والرجال إلى الشوارع وانتفضوا ضد القهر والظلم والأيديولوجية المعادية للمرأة.
الانتفاضة الأخيرة في إيران هي حركة غير مسبوقة خلال حكم الجمهورية الإسلامية وتزعزعت على إثرها أسس الاستبداد، ولكن موضوع الحجاب لا يعود فقط إلى الحكم الحالي، بل إلى الفترات التي سبقت ذلك، وناضلت النساء من أجل حريتهن ضد الثقافة الأبوية في الأسرة والمجتمع، لكن الانتفاضة الأخيرة كان لها تأثير كبير على طريقة ملابس النساء وحتى الإنتاج ومحال الملابس النسائية.
هذا العام، بسبب تقلب الأسعار، أصبحت العباءات أغلى بكثير مقارنةً بالأعوام السابقة، وباتت النساء ترفضن شراء عباءات وأوشحة وأغطية معتمدة من الحكومة، وارتدت معظمهن البلوزات الفضفاضة والقصيرة والخروج دون الحجاب أو ارتداء القبعات.
لمعرفة سبب قلة شراء النساء العباءات والأوشحة هذا العام، وكيف كان سوق البيع لأصحاب المحال، أجرت وكالتنا مقابلة مع صاحبة محل للألبسة النسائية في مدينة مهاباد بشرق كردستان.
وعن بيع الملابس والمعاطف والأوشحة خلال الانتفاضة، قالت لاوین آیین بائعة ملابس ومعاطف نسائية "تتراوح أعمار زبائني بين الـ 15 ـ 40 عاماً، كما أن نوع البضائع في المحل يجذب الكثير من الزبائن. كانت ملابس النساء تتغير أيضاً قبل الاحتجاجات الأخيرة، لكن مع بداية العام الجديد، ورغم الاحتجاجات المستمرة، خرجت الملابس تماماً عن طرازها التقليدي، وحتى في البضائع التي نشتريها، والتي غالباً ما تكون أُنتجت في طهران".
وتحدثت عن ذوق الزبائن والأسلوب المتغير لملابس النساء "تبحث النساء عن فساتين قصيرة ذات واجهة مفتوحة، وإذا وجدت عباءة أمامية مغلقة في السوق، فيجب أن تكون بها أزرار في المقدمة كي تبقيها مفتوحة".
وأضافت "في السابق، اعتادت النساء على ارتداء عباءات مغلقة من الأمام، وأصبحت هذه العباءات تدريجياً عباءات مفتوحة، ولكن بعد الانتفاضة، تم تغيير التعريف السابق للعباءة، ولا ترتدي النساء العباءات التي تفضلها الحكومة، وترتدين عباءات قصيرة مفتوحة تشبه البلوزات. حتى التغيير في البنطال واضح تماماً لأنه لم يعد هناك طلب كبير على البنطال الطويل بعد الآن، وبعض النساء ترتدين التنانير بأطوال مختلفة مع القمصان".
في العام الماضي، فرضت الحكومة قيوداً على المبيعات عبر الإنترنت للفساتين المفتوحة والبنطال القصير، لكن المصنعين تحدوا هذا الأمر الحكومي.
وعن القيود التي تفرضها الحكومة على مبيعات الإنترنت، تقول "منذ العام الماضي، تم فرض قيود على مبيعات الإنترنت والإعلان من قبل الشركات المصنعة، بحيث لا يمكن إنتاج البنطال القصير، أو السترات النسائية من ارتفاع 180 أو أقل، أو إنتاج المعاطف المفتوحة، لكن المصنعين باعوه سراً لأصحاب المحال".
وأشارت لاوین آیین إلى أنه "انخفض أيضاً بيع الشالات والأوشحة بشكل كبير، وأفسح المجال لبيع القبعات. تراجع بيع المعاطف والملابس النسائية بشكل عام، ويمكن القول إنه انخفض إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، لأنه بالإضافة إلى الاحتجاجات أثر ارتفاع أسعار السلع على مشتريات الأهالي".
وعلى الرغم من أن النساء والفتيات في إيران ترفض اليوم ارتداء الملابس التي تفرضها الحكومة في الشارع، إلا أنهن لا تزلن غير قادرات على ارتداء الملابس التي ترغبن بها، ولكن شيئاً فشيئاً ومع العصيان المدني، يمكن أن ترتدي المرأة الملابس بحرية وتنعم بحياة ديمقراطية.