ناشطة حقوقية: ليلى قاسم أول مناضلة كردية تُعدم في الشرق الأوسط
أكدت الناشطة الحقوقية روشنا جمال على أن الأنظمة الحاكمة تحاول دائماً قمع الصوت الحر والنضال الثوري، لذلك تم إعدام المناضلة الكردية ليلى قاسم حتى لا تتسبب بإشعال ثورة نتيجة نضالها من أجل حرية الشعوب.
شيرين صالح
السليمانية ـ لطالما كانت المرأة الكردية في طليعة النضال وشاركت في الثورة ضد الأنظمة الحاكمة المتعاقبة في العراق ودول الاحتلال التي لطالما اضطهدت الشعوب.
تسبب نضال السياسية الكردية ليلى قاسم في خوف كبير بين نظام البعث العراقي، فأعدمت في 12 أيار/مايو 1974 لتصبح رمزاً يحتذى به وأسطورة تخلدها التاريخ.
واتهمت ليلى قاسم وهي إحدى المناضلات والمدافعة عن حقوق شعبها من أجل الحرية والعدالة وحقوق المرأة؛ بزرع قنبلة في إحدى صالات السينما في بغداد، حسب تصريحات الحكومة العراقية.
وأجريت لها ولرفاقها محاكمة صورية غير قانونية من قبل حكومة البعث بقيادة رئيس المحكمة "طه ياسين رمضان الجزراوي"، وحكم عليهم بالإعدام شنقاً حتى الموت.
شاركت ليلى قاسم في النضال بإرادة قوية
قالت الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية روشنا جمال، إن ليلى قاسم ورفاقها كانوا مجموعة من الطلاب الثوريين وأعضاء اتحاد طلاب كردستان الذين انضموا إلى صفوف الثورة، وفي 28 نيسان/أبريل 1974 اعتقلها نظام البعث بذريعة أنها وأربعة آخرين كانوا يخططون لعملية ضد النظام في العاصمة العراقية بغداد، وحكم عليهم بالإعدام.
وأشارت إلى أن ليلى قاسم كانت تتمتع بشخصية قوية ولا تعرف الخوف كامرأة تخدم قضية الشعب الكردي، فعندما تم اعتقالها وهي في الثانية والعشرين من عمرها أظهرت شجاعتها حتى وهي داخل السجن حيث طلبت من والدتها خلال زيارتها الأخيرة، أن تحضر لها ملابسها الكردية، كي تلبسها يوم إعدامها اعتزازاً بالزي الكردي والملابس القومية، كما طلبت مقصاً لتقص بها خصلات من شعرها وتهديها لشقيقتها لتبقى ذكرى وشاهدة على نضالها وتحديها للموت والأنظمة الحاكمة، وسميت ليلى قاسم بـ "عروس كردستان".
أعدمت ليلى قاسم لقمع أصوات الطلبة
وأوضحت روشنا جمال أنه رغم أن نظام البعث وعدها بالسجن المؤبد، إلا أنها رفضت وقالت إنها يجب أن تكون مع رفاقها، لذلك تم إعدامها في 12 أيار/مايو 1974 لقمع صوت الاحتجاج والروح الثورية للطلاب الكرد، نظراً لوجود العديد من الطلاب الكرد في جامعة بغداد آنذاك.
ولفتت إلى أن نظام البعث كان لا يزال قمعياً، فبعد إعدام ليلى قاسم ورفاقها لم يسمحوا لأقاربهم وأهاليهم بإقامة مراسيم العزاء، لذلك فإن هؤلاء الشهداء ينتمون للأمة كلها.
وأكدت روشنا جمال على أن ليلى قاسم كانت آنذاك أول امرأة تعدم في الشرق الأوسط ورابع امرأة في العالم، مضيفةً أنه بعد إعدامها ورفاقها تم وصفهم بـ "المخربين" في العديد من الصحف حتى لا يتأثر الشعوب بهم وينتفضون ضد تلك العملية، لكن كان لهم تأثير كبير على جميع الشعوب في العالم، واجتاحت شوارع الكثير من المدن الأوربية التظاهرات استنكاراً لتلك العملية البشعة القائمة على أسس سياسية والتصفية الجسدية.
وأشارت إلى أنه "لسوء الحظ انتشرت المشاكل السياسية والاقتصادية في جميع المجالات، وما يجب فعله الآن لمواصلة طريق ليلى قاسم هو عدم نسيان نضالها وجعل الطلاب يعرفون تاريخها كطالبة كردية شابة".