'بإلغاء قرار الحجاب الإلزامي ستتحقق المساواة بين الجنسين'
المحتجات اللواتي تقاتلن الآن في الشوارع، تعتبرن تحقيق الحرية أساساً للمساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهن لم تعدن تؤمن بالإصلاحات، فأمنيتهن الوحيدة هي تغيير النظام.
ديلان محمدي
مهاباد ـ من أهم الأسباب الأولية للاحتجاجات بعد وفاة جينا أميني قضية الحجاب الإلزامي. فقد شُكلت تجمعات احتجاجية ضخمة في أجزاء مختلفة من إيران في أعقاب مقتل جينا أميني ضحية الحجاب الإجباري. وخلعت العديد من النساء الحجاب في الأماكن العامة في مدن مختلفة كدليل على الاحتجاج على الطبيعة الرجعية للحكومة الإيرانية تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، هذه المرة انطلقت الاحتجاجات من شرق كردستان وأصبح هذا الشعار نقطة قوة الاحتجاجات، ورحب به مقاتلو الحرية في جميع أنحاء إيران.
تؤكد رائدات الحركة الاحتجاجية في شرق كردستان وإيران، على استمرار نضالهن وإعلان مطالبهن حتى تحصلن على حريتهن.
وفي حوار مع وكالتنا أوضحت إحدى المشاركات في الانتفاضة الشعبية سحر محمد وهو اسم مستعار، مطالب النساء، وعبرت عن رأيها بـ "الحجاب الإلزامي".
ما رأيك بفرض النظام الإيراني الحجاب الإلزامي على النساء؟
الحجاب ليست مسألة اجتماعياً، بل هو شيء شخصي واختياري تماماً، يجب على الشخص أن يقرر نوع الملابس التي عليه ارتدائها. برأيي، الحجاب يسلب سلطة الإنسان على جسده، أي أن الأسرة والحكومة والدين والمجتمع هم من يقررون لك نوع الغطاء الذي يجب أن ترتديه، وفي هذه الحالة، يصبح الجسد ملكاً لشخص آخر، وليس لدى الشخص نفسه سلطة اتخاذ القرار لاختيار ملابسه. أنا ضد الحجاب الإلزامي لأنه أدى إلى العديد من القيود بالنسبة لي، ومن هذه القيود أنني لا أستطيع أن أقرر بنفسي نوع الملابس التي يجب أن أرتديها، مما يعني أنني محرومة من حقوق الإنسان الأساسية الأولى.
ما التمييز الذي تتعرضين له في المجتمع؟
شعرت دائماً بعدم المساواة بين الجنسين في المجتمع والأسرة. يجب أن يتمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية كالذهاب إلى المدرسة والجامعة وفي العمل، بالإضافة إلى تحمل مسؤولية الأطفال والأعمال المنزلية. وأن النساء تحرمن من العديد من مراكز صنع القرار، كما تم التمييز ضدنا نحن النساء من الناحية القانونية والحقوقية، لاسيما في قضايا الطلاق والنفقة والميراث.
كيف ترين الاحتجاجات الأخيرة في إيران والتي كانت المرأة رائدة فيها؟
الجيل الجديد، كما يعرفون أنفسهم لم يعودوا يقبلون الحجاب الإلزامي واللباس الإسلامي، ويعانون من عدم المساواة بين الجنسين، إنهم يريدون الحرية الشخصية والاستقلال، ويبتعدون عن الرسالة الدعائية والتعاليم الدينية للنظام الحاكم. هذا المنعطف لم يعد مثل آباء وأمهات الجيل السابق، فهم يريدون إصلاحات في النظام الحاكم، لكنهم يرغبون في نهاية هذا النظام وكل من يعولهم. برأيي، الاحتجاجات الأخيرة هي نتيجة ضغوط وظلم السنوات القليلة الماضية، والتي تحولت إلى ثورة نسائية، ولم يعد بإمكان الأيديولوجية الرجعية في إيران إيقافها بالقوة والقمع.
ما الهدف الذي تسعى النساء لتحقيقه من خلال الاحتجاجات؟
في إيران، تُداس حقوق المرأة، والنظام الإيراني هو من يقرر ماذا ارتدي، أشعر كأنني سلعة، ولهذا أحارب الحجاب الإلزامي، لأننا إذا حصلنا على حقنا في تقرير مصير اجسادنا وما الذي علينا ارتداءه، فسوف نحصل أيضاً على حقوق أخرى مثل المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. النظام الإيراني لن يتراجع عن أساليبه الوحشية القديمة. لكن الجيل الجديد لن يتنازل عن مطالبه مقابل إصلاحات جزئية، نحن نريد تغييرات جذرية وكل منا هو القائد في الشارع.