"أوركسترا روج آفا للأطفال" تبني جيلاً موسيقياً

يتدرب عدد من الأطفال والشبان/ت على مختلف الآلات الموسيقية في مركز أوركسترا روج آفا للأطفال في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا.

ليلى محمد

قامشلو ـ يعمل مركز أوركسترا روج آفا للأطفال في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا على تدريب عدد من الأطفال والشبان/ت، على مختلف الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية والنفخية، وآلات المفاتيح، وذلك بهدف بناء جيل من الموسيقيين/ات.

شكلت هيئة الثقافة والفن مركز أوركسترا روج آفا للأطفال عام 2016 بهدف إخراج الأطفال من أجواء الحرب، وإبعادهم عن الضغوطات التي عاشها خلال سنوات الثورة والحرب.

وحول هذا المشروع قالت الفنانة والمدربة في المركز مزكين طاهر "افتتاح هذا المركز يعد فرصة مهمة في هذه الظروف، فالأطفال بالنسبة لنا بذور حياة جديدة، ومن هذا المنظور بدأنا كهيئة ثقافية بالعمل على تطوير الأطفال من الناحية الفنية، عبر تعليمهن العزف على الآلات المتواجدة في المركز وهي الكمان والتشيللو، والفيولا، والجيتار، والطنبور، وغيرها الكثير"، موضحةً أن "ما نعتبره أهم هو إبراز وتطور ثقافتنا وفننا ووضعه في إطار أكاديمي، إلى جانب متابعتنا للتطور الموسيقي العالمي والاستفادة منها".

وأضافت أن المركز يستقبل الأطفال من عمر الثامنة، مبينةً أنه "نسعى لإبقاء الذين تعلموا لتشكيل فرق أوركسترا كردية بمقامات والآلات عالمية وأخرى تراثية، أما الشبان/ت المتفوقين الذي يزيد عمرهم عن الـ 15 سنة، فأننا شكلنا لهم مجموعة خاصة يعملون فيها على تدريب الأطفال الأصغر سناً". موضحةً أنه "نعمل على تطوير المجال الموسيقي لدينا ووضعه في إطار أكاديمي".

وأشارت مزكين طاهر إلى كيفية تدريب الأطفال "في البداية يتم تدريبهم على السلم الموسيقي ومن ثم على الصوت، وبعد ذلك يتم إعطائهم دروساً عن الآلات نظرية وعملية، بالإضافة إلى دروس خاصة للغة الإنجليزية كون العديد من المصطلحات الموسيقية بهذه اللغة، والآن نسعى لتقديم برامج موسيقية على الحاسوب في حال سنحت لنا الفرصة".

وأوضحت أن "الموسيقى الثورية والفن خلال الحرب مهمة جداً، لأنها تعطي القوة والمعنويات العالية للمقاتلين/ات والأهالي لحماية أرضهم وشعبهم، فالموسيقى الثورية التي أظهرت واقع المنطقة وما عاشه شعبها من مآسي وحروب وانتصارات ونجاحات كانت توثيقاً للثورة وستبقى متواجدة دائماً"، مشيرةً إلى أنه "في مناطق شمال وشرق سوريا، صدرت الكثير من الأغاني والأفلام الوثائقية والمسرحيات حول الثورة وحققت نجاحاً لم يكن متوقعاً في تاريخ شعوب المنطقة والشعب الكردي خاصةً".  

واختتمت مزكين طاهر حديثها بالإشارة إلى أن السبيل الوحيد لتطوير المجال الفني والموسيقي في المنطقة يحتاج لمختصين وأساتذة في المجال الموسيقي.