الشهباء... حر الصيف يفاقم معاناة مهجرات عفرين

تعاني النازحات في مخيمات الشهباء بشمال وشرق سوريا من الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وسط غياب الكهرباء ووسائل التبريد وانتشار الأمراض والحشرات السامة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ تشهد الكثير من دول العالم ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وبحسب الأرصاد الجوية العالمية فأنه من المتوقع أن تصل درجة الحرارة في بعض البلدان إلى أكثر من 50 درجة مئوية، ويأتي ذلك بفعل ظاهرة "القبة الحرارية" التي لم تحدث منذ 120 عاماً.

يُعتبر النازحين من أكثر الفئات تضرراً وتأثراً بارتفاع درجات الحرارة خاصة النساء منهم، داخل الخيام المصنوعة من قماش أو نايلون والتي لا تحميهم من حر الصيف الأمر الذي جعلهم أكثر عرضة للأمراض لتتفاقم معاناة النزوح وقسوته.

 

 

جيهان أصلان النازحة من مدينة عفرين إلى مخيمات الشهباء، لفتت إلى أنها تعاني من ارتفاع درجات الحرارة وسط غياب الكهرباء ووسائل التبريد، مضيفةً "لا نستطيع حتى لمس الأغراض داخل الخيمة من شدة ارتفاع الحرارة إذ أن الشمس تغطيها من كافة الجهات خاصةً ما بين الساعة 11 صباحاً حتى السادسة عصراً".

 

 

ووسط ساعات الظهر الحارة يلجأ معظم المهجرين في المخيمات للبقاء داخل الخيم أو تحت ظل شجرة زرعوها أمام خيمهم، تقول النازحة نادية علي إن "فصل الصيف يأتي على مخيمات مهجري عفرين كالجحيم لما يحمله من أمراض ومعوقات وصعوبات للأهالي خاصةً كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال".

وأضافت أنه في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة وخاصة في ساعات الظهر، تطهي النازحات الطعام على بابور الكاز لعدم توفر أسطوانات الغاز نتيجة حصار المفروض على الشهباء من قبل حكومة دمشق، بالإضافة للقيام بأعمالهن الأخرى تحت أشعة الشمس المباشرة وهذا ما يزيد خطورة إصابتهن بأمراض كالحمى.

 

 

بدورها قالت العضوة في الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة عفرين ـ الشهباء ساكينة عربو إن هذا الصيف مختلف عن السنوات السابقة نظراً للارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة، الأمر الذي فاقم معاناة النازحين والنازحات في مخيمات الشهباء وسط غياب وسائل التبريد وتقنين ساعات الكهرباء بسبب الحصار المفروض على المدينة من قبل حكومة دمشق.

وكشفت أنه في الوقت الراهن سجلت المدينة أعلى درجات الحرارة والتي وصلت إلى 44 درجة مئوية، ما أدى إلى تعرض الكثير من النازحين/ات للتسمم من الطعام المتضرر من الحرارة المرتفعة، وإصابة بعضهم بالحمى، والرشح الصيفي والذي يكون أشد خطورة من الرشح في فصل الشتاء، بالإضافة لحالات من الصداع الشديد والغثيان وغيرها من الأمراض.

وكون المخيمات تقع بالقرب من الأراضي الزراعية والصحراوية في مقاطعة الشهباء، حذرت ساكينة عربو النازحين من انتشار العقارب والثعابين وغيرها من الحيوانات والحشرات السامة التي تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأكدت أنهم مستمرين في تقديم الدعم والخدمات لمهجري عفرين والقرى المحيطة بمدينة الشهباء، فضلاً عن تقديم الخدمات الطبية والارشادات لضمان سلامتهم ووقايتهم من الأمراض التي يعانون منها إثر تعرضهم لأشعة الشمس وغيرها من الأمراض.

والجدير بالذكر أن حكومة دمشق تفرض حصاراً خانقاً على أهالي مقاطعة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية منذ أكثر من 5 سنوات، وشددته في آب/أغسطس 2022، حيث تمنع مرور المواد الأساسية والمحروقات والأدوية، وهو ما يؤثر على عدة قطاعات حيوية هامة في المنطقة منها القطاع الصحي وعمل المشفى والتي تتركز معظمها في مخيمات المهجرين، ممن هم أكثر عرضةً للأمراض نظراً لطبيعة المخيمات واختلاط قاطنيها.