'القائد أوجلان جعل من سجن إمرالي منبع الفكر والفلسفة'

أكدت عضو مجلس المرأة للعدالة الاجتماعية في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا فلك يوسف بأن على النساء في جميع مناطق شمال وشرق سوريا

نورشان عبدي 
كوباني - تصعيد وتيرة نضالهن من أجل تحرير القائد عبد الله أوجلان.   
يمر 23 عاماً على اعتقال القائد عبد الله أوجلان بعد المؤامرة الدولية عليه، ولا توجد حتى اليوم أي بادرة أمل لإنهاء احتجازه المستمر منذ 15 شباط/فبراير عام 1999، حيث ترفض تركيا التي تقودها حكومة حزب العدالة والتنمية فتح حوار لحل القضية الكردية العالقة وإعطاء الكرد حقوقهم الثقافية واللغوية وفي الإدارة الذاتية لأنفسهم. 
القائد عبد الله أوجلان الذي لفت الانتباه للقضية الكردية واعتبر أن كردستان، محتلة وطالب بحقوق الجميع وليس فقط الكرد ليعيشوا في مجتمعات تسودها العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة بمشروع عُرف باسم "الأمة الديمقراطية" والذي طبق في مناطق شمال وشرق سوريا منذ ثورة 19 تموز/يوليو 2012، تعرض لضغوط كبيرة حتى تم اعتقاله بمؤامرة دولية بدأت بإخراجه من سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1998. 
عموم الشعب الكردي والشعوب المؤمنة بفكر القائد عبد الله أوجلان أطلقت على 15 شباط/فبراير اسم "اليوم الأسود"، وتنظم في هذا اليوم العديد من الفعاليات والأنشطة الرافضة لاستمرار الاعتقال وفرض العزلة مطالبةً بتحريره جسدياً معتبرين أن فكره حر وقد وصل إلى العالم.
 
"القائد أوجلان قدم مشروع سلام"
عضو مجلس المرأة للعدالة الاجتماعية بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا فلك يوسف قالت إن المؤامرة "حيكت بشخص القائد على كافة الشعوب في الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص الشعب الكردي والمرأة"، مبينةً أن خروج القائد عبد الله أوجلان من سوريا يؤكد أنه لم يكن يرغب بسفك الدماء بعد تهديدات تركيا باجتياح البلاد إن لم تسلمه. 
وأشارت فلك يوسف إلى دور العديد من الدول في المؤامرة "تآمرت الأنظمة الرأسمالية والقوموية على القائد وقد ذكر ذلك في مرافعاته التي كشفت الكثير من تفاصيل المؤامرة والاعتقال"، مؤكدةً أن القائد عبد الله أوجلان يقاوم في المعتقل من أجل الشعوب التي تؤمن بفكره ولينشر السلام في العالم "من داخل سجنه قدم لنا العديد من التوجيهات لنطبق مشروع الأمة الديمقراطية، وليعيش الجميع في ظل هذا المشروع بسلام وأمان".
 
"لم تخمد الثورة باعتقال القائد"
وتبين فلك يوسف الهدف المؤامرة بالقول إن "المؤامرة التي نفذتها عدة دول تهدف للقضاء على الثورة التي أشعلها القائد عبد الله أوجلان، فتركيا اعتقدت أنها بالقضاء على القائد تخمد الثورة كما حدث قبل ذلك بـ 28 ثورة أشعلها الشعب الكردي فحين كان يعتقل قائد الثورة أو يموت تنتهي الثورة مباشرةً".
وأكدت أن هذه الطريقة للقضاء على الثورة لم تنجح "محاولة تطبيق خطة قتل القائد لم تنجح مع القائد عبد الله أوجلان كما حدث في الثورات السابقة، ولم يتمكنوا من إفشال مشروع حركة الحرية. نستطيع القول بأن فكر القائد أوجلان خالف توقعاتهم لأنه اعتبر المرأة أساس المجتمع والثورات". مستذكرةً قول القائد أنه "بكسر المرأة سيكسر المجتمع وبتحرير المرأة سُيحرر المجتمع". 
وأضافت "فكر القائد أوجلان يشمل جميع المكونات والأديان واللغات في كردستان والعالم، وقد انتشر فكره بين شعوب العالم، وبات الملايين مؤمنون بهذا الفكر وزادت ثقتهم به بعد اعتقاله فالقائد معتقل جسدياً ولكن فكره وفلسفته وصلت لجميع الشعوب وخاصة المرأة". 
 
"لفكره خصوصية"
القائد عبد الله أوجلان ليس أول شخصية قيادية تعمل على تمكين الشعوب من أخذ حقوقها لكن لفكره خصوصية كما تؤكد فلك يوسف، "فكر القائد عبد الله أوجلان شكل خطراً حقيقياً على الأنظمة الرأسمالية العالمية والدول العميقة الحاكمة؛ لأنه لم يطالب بحقوق شعبه فقط بل إن مشروعه شمل العالم أجمع".    
وبينت أنه "نتيجة لفلسفة القائد عبد الله أوجلان التي قدمها للعالم بشكل عام وللشرق الأوسط بشكل خاص لإيجاد الحلول للشرق الأوسط، تآمرت عليه الأنظمة الرأسمالية بشكل خاص وذلك عبر منظمة الغلاديو؛ لأن مشروعه يعد الحل الوحيد لجميع المشاكل في الشرق الأوسط والتي كانت نتاج مئات من التراكمات والضغوطات والتي تسببت بالتهجير والقتل والدمار والطائفية والعنصرية والعبودية".  
 
"بفضل فكره... مناطق شمال وشرق سوريا آمنة"
من المهم كيف يكون الفكر الذي يقود الثورات لكي تنجح الثورة، فالمطالب المحقة وحدها لا تكفي لنجاح ثورة وإنما عليها أن تكون وفق مشروع يشكل أساساً للمرحلة التي تليها كما تؤكد فلك يوسف "بفضل فكر القائد ومشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه للشعوب أصبحت مناطق شمال وشرق سوريا مثالاً لحل جميع الأزمات في العالم". مضيفةً "بفضل فكر القائد أوجلان الذي سيحافظ على حقوق الشعوب المضطهدة ستختفي جميع الأزمات". 
وفي ختام حدثيها قالت عضو مجلس المرأة للعدالة الاجتماعية في إقليم الفرات فلك يوسف "القائد أوجلان بمقاومته جعل من سجن إمرالي مدرسة للعدالة وتحرير المجتمع ونحن كشعوب مؤمنة بفكره وخاصةً المرأة علينا تصعيد النضال من أجل تحريره جسدياً؛ لأن بكسر العزلة عنه ستحرر كافة الشعوب".