النساء في شرطة المرور "الترافيك" تساهمن في تنظيم حركة السير
تعمل مراكز المرور في شمال وشرق سوريا على تنظيم حركة السير والحد من أزمة السير، كما تلعب العضوات دوراً بارزاً ضمن المراكز والنقاط الأساسية للترافيك
ليلى محمد
قامشلو ـ .
تلقي بعض الأعمال مهام وأعباء جمة على العاملين/ات لتلبية متطلبات المجتمع، وتسهيل أمور الناس وحل مشاكلهم، ومهنة شرطة الترافيك "المرور" في شمال وشرق سوريا واحدة من الأعمال التي انخرطت فيها النساء بشكل كبير، وهذا العمل يحتاج لمجهوداً جسدي كبير، والوقوف لساعات مهما كان الطقس بارداً أو حاراً.
تأسست شرطة المرور "الترافيك" مع دخول عدد كبير من السيارات المجهولة المصدر إلى المنطقة عن طريق عدد من التجار الذين لعبوا دوراُ كبيراً في استيراد السيارات بطرق غير شرعية، فكان من الضروري انشاء مركز مرور أمني، تنظيمي وقانوني يدرك هذا الواقع ويضمن أمن وسلامة المنطقة، في نهاية عام 2013 تم اتخاذ قرار ينص على إنشاء مؤسسة لتنظيم المرور في شمال وشرق سوريا والعمل على سلامة المواطنين ومركباتهم وتنظيم حركة المرور وأمور السائقين.
فبعد الإعلان عن تأسيس مركز شرطة الترافيك كجزء من النظام الأمني الداخلي لشمال وشرق سوريا، بدأ يتزايد عدد أعضاء المؤسسة وتم العمل على تأهيلهم وتدريبهم بشكل أكاديمي ومهني ووفقاً لقواعد المرور العالمية، ليتم تخريج أول دفعة من أعضاء المرور في بداية عام 2014 ومن كافة مدن ومناطق إقليم الجزيرة، لتتالا بعدها دورات التدريب والتأهيل وتتميز هذه المؤسسة بانضمام النساء، اللواتي لعبن دوراً هاماً إلى جانب الرجل في تنظيم السير والعمل في المؤسسة.
حول ذلك أوضحت الإدارية في مركز مرور إقليم الجزيرة بيريفان اسماعيل انه قبل ان يتم الإعلان عن تأسيس مؤسسة خاصة بالمرور في إقليم الجزيرة، كان هنالك عدد من الرجال والنساء في البلديات يعملون على تنظيم حركة المرور مرتدين اللباس المدني، ليتم بعدها الإعلان عن مؤسسة الترافيك في بداية 2014، "بداية تم افتتاح عدد من المراكز الصغيرة الخاصة بالمرور في كل من مقاطعتي قامشلو والحسكة التابعتين لإقليم الجزيرة، عندما بدأت المؤسسة بالعمل كان عدد أعضائها ثلاثة فقط ليتزايد العدد بعد ذلك".
وفيما يتعلق بالعمل الأساس لأعضاء وعضوات مراكز الترافيك قالت "عمل مؤسسة المرور واسع جداً، فيعمل اعضائها على عدة جوانب منها تسجيل السيارات الغير مسجلة إذ يتم إرسال السائق إلى مراكز المواصلات التي تتضمن مكتب للمرور فإذا كانت السيارة سورية يتم قطع براءة ذمة لها وفي حال كانت إدخال يتم قطع شهادة تعريف لها، إضافة إلى ذلك يعمل اعضاء وعضوات الترافيك على تنظيم السير ضمن المناطق للحد من أزمة السير، فبعض مناطق إقليم الجزيرة كمدينة قامشلو ضيقة نوعاً ما وعندما يقوم السائقين بصف مركباتهم في مكان غير مخصص لها تحدث أزمة سير كبيرة لذا يسعى أعضاء/وات المؤسسة على تخفيف هذه المشكلات والحد منها".
وعن دور المرأة في تنظيم حركة المرور وإبراز دورها في مراكز ومكاتب المرور تقول بيريفان اسماعيل انه في بداية تأسيس الترافيك كان عدد النساء قليل جداً والآن ومع مرور الوقت تزايدت هذه الاعداد "قلة عدد النساء في البداية يعود إلى عدم تقبل المجتمع لهذا العمل، فقيام عضواتنا بواجبهن إلى جانب الأعضاء كان يثير حفيظة المجتمع، لكن اليوم وبعد تغلب النساء على هذه الذهنية السلطوية والمعوقات أصبح عدد النساء في هذا المجال يفوق عدد الرجال وأصبح المجتمع أكثر وعياً واتضح ألا فرق بين الرجال والنساء في أي عمل كان".
وتابعت "اثبتت عضوات الترافيك دورهن في العديد من الاقسام والمكاتب، حيث لعبن دوراً بارزاً في إدارة مراكز الترافيك في الأقاليم والمدن والمناطق، وتأخذ المرأة دورها في الانضمام إلى الدوريات التي تعمل على تنظيم السير والتخفيف من الأزمة". مضيفةً "تتضمن مراكز المرور في شمال وشرق سوريا عدة أقسام ومكاتب منها مكتب الإدارة العامة الذي يشرف على جميع المراكز الخاصة بالترافيك".
واختتمت بيريفان اسماعيل حديثها بالتأكيد على أن عملهم في تطور دائم "في بداية التأسيس واجهنا صعوبات ومعوقات في القدرة على تنظيم حركة المرور، ولكن الأمر اختلف الآن فقد أصبح غالبية السائقين يتجهون إلينا دون أي دعوة أو طلب وأصبحت جميع المركبات مسجلة في مراكزنا".