"صوت الطفل" لتكريم جيل المستقبل
أكدت رئيسة جمعية "صوت الطفل" نيللي شدياق، أنه على الرغم من غياب التمويل المالي، تسعى لتأمين كافة حاجيات الذين يلجئون إليها وفقاً لإمكانيات الجمعية
بهدف دعم الأطفال تربوياً، أسست نيللي شدياق جمعية "صوت الطفل" في عام 2008، ولكن الأزمات المتتالية التي أصابت لبنان منذ ثورة تشرين الأول/أكتوبر 2019، غيرت أهداف الجمعية ونوعت تقديماتها.
كارولين بزي
بيروت ـ .
"تتركز نشاطاتنا حالياً على تأمين المواد الغذائية"
تقول رئيسة جمعية "صوت الطفل" نيللي شدياق لوكالتنا " أسست جمعية صوت الطفل في عام 2008 وأطلقت عليها اسم "صوت الطفل" لكي أكرم الأطفال وأقف إلى جانبهم وأساندهم لأنهم جيل المستقبل الذي سيبني الأوطان، وأكثر ما نركز عليه في الجمعية هو موضوع التربية".
وتتابع "لا شك أن الأم هي التي تربي ولكن الطفل هو أساس المجتمع، عندما يكبر الأطفال في بيئة صحية ويتلقون الرعاية المناسبة والتعليم الصحيح ويحصلون على حقوقهم كأطفال، سنكون أمام جيل مبدع. ونتمنى أن نسترجع لبنان الذي خسرناه في السنوات القليلة الماضية، وتحديداً منذ انطلاق ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر إلى انفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020 إلى انتشار وباء كورونا وصولاً إلى الانهيار الاقتصادي الذي نعيشه".
وتضيف "اتمنى أن يعود لبنان ونعيد إحياء نشاطاتنا، إذ أن نشاطاتنا تتركز في الوقت الحالي على تأمين المواد الغذائية التي يحتاج إليها الناس في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر في لبنان".
وتسلط نيللي شدياق الضوء على متطلبات أخرى يحتاج إليها اللبنانيون، مثل تعذرهم عن دفع أجار منازلهم، إذ تحاول جمعية "صوت الطفل" المساعدة بشتى السبل كي لا يبقى البعض من دون منزل، بالإضافة إلى تأمين وسائل التدفئة والملابس، "نحن نحاول أن نؤمن هذه الاحتياجات بقدر إمكاناتنا".
"الحياة الكريمة أبسط حقوق الطفل"
وتفند نيللي الشدياق أهداف الجمعية، وتقول "أهداف الجمعية بدائية، أي أن كل عائلة تواجه مشكلة معينة وتلجأ إلينا، نقف إلى جانبها ونساندها، إن كانت دراسية فنحن نحاول المساعدة في مجال التعليم، نساعد طلاب الجامعات من خلال تسديد الأقساط. أحياناً نقدم مساعدات عينية كالأدوية أو العلاج للمرضى".
وتضيف "كنا نتعاون مع المدارس ونقدم تعهداً بمساعدة التلاميذ المتأخرين في دراستهم عبر دورات تدريبية تثقيفية وتوعوية، بالإضافة إلى نشاطات رياضية وترفيهية في مواسم الصيف، وكانت هذه النشاطات تحملنا مسؤولية كبيرة ولكننا كنا على قدر هذه المسؤولية".
وتعتبر أن أبسط حقوق الطفل هي أن يتعلم ويحصل على رعاية صحية جيدة ويعيش حياةً كريمة إن كان في المدرسة أو في البيت.
"فكيف بمن ترك وطنه وبيئته!"
وتشير إلى أنهم في الجمعية كانوا ينظمون دورات تدريبية تربوية مع المدرسة والأهالي من جهة ومع الطلاب من جهة أخرى. وتلفت إلى أنهم كانوا يخصصون لكل موسم نشاطاته، إن كان في الصيف أو في الشتاء وحتى في مواسم الأعياد كانت الجمعية تخصص عدداً من النشاطات.
ولا تقتصر نشاطات جمعية صوت الطفل على الأطفال اللبنانيين، بل هي تطال أيضاً الأطفال المقيميين كالعراقيين والسوريين وغيرهم، وتقول "ننظم نشاطات للاجئين العراقيين والسوريين... تم تهجيرنا من بيوتنا مثلهم وعانينا كثيراً، على الرغم من أننا لم نترك بلداننا، لكن كنا نشعر بالمعاناة في حال انتقلنا من منطقة إلى أخرى فكيف بمن ترك بيته وأملاكه وبلاده وهاجر إلى بلد آخر، ولا يستطيع أن يعود إلى بيته وبيئته، لذلك وقفنا إلى جانبهم".
وتشير إلى أنه مع الانهيار الاقتصادي اختلفت أهداف جمعية صوت الطفل كسائر الجمعيات الأخرى، وتوضح "اختلفت أهداف الجمعية ونشاطاتها، وزادت نسبة الاتصالات، فكنا نقدم مساعدات مالية ومواد غذائية، قمنا بالحصول على المواد الغذائية من المحال التجارية الكبرى التي كانت تقدم لنا عروضاً جيدة، ولكن انفجار المرفأ دمرنا وأعاق خطواتنا أكثر وغيّر أهدافنا، فأصبحنا نحضر أطباقاً جاهزة للأكل، كنت وأعضاء الجمعية نضع الأطباق في سياراتنا ونذهب إلى الجميزة في بيروت وهي احدى المناطق التي تضررت كثيراً في بيروت عند وقوع الانفجار، ونقوم بتوزيع الحصص الغذائية على أصحاب البيوت المدمرة".
"لا مورد خارجي لتمويل أهداف الجمعية"
وتؤكد نيللي الشدياق بأنهم لغاية اليوم يحاولون تقديم المساعدات، ولكنها تسأل إلى متى؟ وتتابع "نحن كجمعية نعمل جميعنا بقلب واحد ونقدم مساعدات من مالنا الخاص، فنحن ليس لدينا أي موارد تمويل خارجية، عملنا يتركز على الأرض مع الإدارات الرسمية والبلديات ولكننا لا نتلقى أي مساعدات من منظمات دولية أو أي جهة داعمة".
وتوضح "نحن كجمعية تقوم على التمويل الشخصي من قبل أعضائها، كما أننا نطمح لأن نحصل على مساعدات خارجية لكي نستطيع استكمال نشاطنا ونساعد أكبر عدد ممكن، فالاتصالات كثيرة والحاجة كبيرة"، لافتةً إلى أن الجمعية نظمت العديد من الندوات مؤخراً في مختلف المناطق اللبنانية، إحدى الندوات كانت حول العنف الأسري وأخرى عن تمكين المرأة لتكون في القيادة.
وشددت على أهمية التوعية بالعنف الأسري ولاسيما مع ارتفاع عدد الحالات منذ تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار وباء كورونا في لبنان، مشيرةً إلى أن أكثر الندوات التي كانت تنظمها الجمعية كانت دورات تدريبية تعليمية وتثقيفية، ولكنها ركزت هذه المرة على العنف الأسري وتوعية المجتمع المدني لحقوقه، وتؤكد أن للجميع حقوق وعلى كل فرد أن يعرف حقوقه.
وتؤكد نيللي الشدياق بأن أهداف الجمعية كثيرة "لا نرغب بأن نصنف أنفسنا بفئة معينة، لا نستطيع أن نقول لأحد بأننا لا نريد أن نساعده ولكننا نساعد بقدر إمكانات الجمعية أو عبر الأصدقاء المقتدرين، لا نرفض أي طلب أو حاجة ولكننا بانتظار أن تتحسن الأوضاع ونستعيد نشاطنا السابق".