المرأة ركيزة أساسية في الهلال الأحمر الكردي الذي يقدم خدماته على مدى 9 أعوام
يسعى الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا لتلبية احتياجات الأهالي والأطفال الطبية والأدوية اللازمة لهم وذلك بتكاليف مجانية
نورشان عبدي
كوباني - .
مع بداية ثورة 19 تموز/يوليو عام 2012 تم تأسيس العديد من مؤسسات الخدمية ومن بينها مركز الهلال الأحمر الكردي الذي بدأ عمله مطلع العام 2012 من مجموعة من الكوادر الطبية وعملت منظمة الهلال الأحمر الكردي بشكل طوعي على مدار الأعوام السابقة.
الإدارية في قسم المرأة في مركز الهلال الأحمر الكردي في مقاطعة كوباني فاطمة محمد قالت "منذ بداية تأسيس مركز الهلال الأحمر الكردي نقوم بعملنا من أجل خدمة الأهالي وهذا هدفنا الأساسي ومبدأ العمل في المركز، ونسعى بأقصى جهد وبالإمكانيات التي نمتلكها لخدمة أهلنا".
وأضافت "مراعاة للأوضاع المعيشية الصعبة يقدم مركزنا خدماته بشكل مجاني من ناحية العيادات والأدوية ولدينا العديد من الأقسام، لكننا نواجه بعض من العراقيل من جهة تأمين الأدوية اللازمة لعدم توفرها جراء الحصار"، مبينةً أن الدعم المقدم للمركز من قبل المنظمة الطبية الإيطالية تم إيقافه "الآن يتم دعمنا من المركز الرئيسي للهلال الأحمر الكردي في إقليم الجزيرة، كما يتم التنسيق مع هيئة الصحة في إقليم الفرات".
حول الأقسام التي يضمها مركز الهلال الأحمر في كوباني قالت "يضم المركز قسم الإسعاف والمخبر، والعيادات الداخلية والأطفال، والمرأة واللقاحات، الطوارئ واللشمانيا بالإضافة لقسم الشكاوى".
عن التجهيزات الطبية في قسم المخبر أوضحت فاطمة محمد أنه "تتوفر لدينا في المخبر جميع التحاليل اللازمة كالسكري والسل والحمل، فقر الدم وزمرة الدم، التهاب كبد"، مبينةً أنه "لا تجرى التحاليل إلا بوصفة طبية".
غالبية العاملين في المركز هم نساء كما تؤكد "غالبية الكادر الذي يعمل في الهلال الأحمر نساء وهذا لأن المرأة لها ارتباط أكثر بالأطفال ولأن غالبية المراجعات للمركز هن نساء"، مبينةً أن "لدينا العديد من النشاطات التوعوية والتثقيفية للأمهات المراجعات للمركز".
لا يخلو العمل من الصعوبات والتحديات كما تقول فاطمة محمد خاصةً في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة من حصار وإغلاق للمعابر "نعاني من نقص بعض الأدوية كأدوية السل"، مبينةً أنهم يحرصون على العمل بجد من أجل خدمة الجميع "من أجل تفادي العراقيل التي تواجهنا لدينا قسم الشكاوى للاستماع لمطالب الأهالي وملاحظاتهم على الأعضاء والكادر الطبي بشكل عام".
وأكدت أن هنالك جهود لتطوير العمل خلال العام المقبل "نعمل بشكل حثيث من أجل تلبية متطلبات الشعب والأطفال من كافة الجوانب الخدمية والطبية".
الممرضة في قسم اللقاحات رانيا كاوي قالت "نعاني من نقص كبير في كمية اللقاحات لكننا نستقبل المراجعين بشكل يومي لتقديم ما يتوفر لدينا منها، ونقدم اللقاحات للأطفال حديثي الولادة حتى عمر 5 سنوات".
عن اللقاحات المتوفرة قالت "يتوفر لدينا لقاح الكبد والخماسي، الحصبة والبي سي جي وبالإضافة إلى لقاح الكزاز الذي يعطى للنساء من عمر 15 حتى 45 عاماً".
ترى رانيا كاوي أن لقسم اللقاحات أهمية كبيرة لأنه يعتبر سداً منيعاً ضد العديد من الأمراض "لقسم اللقاح أهمية خاصة لأنه يعطي المناعة والصحة للأطفال ويعتبر من الأساسيات التي يرتكز عليها نمو الطفل ويحميه من الكثير من الأمراض كالحصبة".
وتضيف "لا نكتفي بإعطاء اللقاحات للأطفال في المركز ولكن لدينا نقاط طبية في القرى أيضاً وهي شيران وتل غزال، قناية بالإضافة إلى بندر وخانك، ولدينا أيضاً نقاط في صرين والجلبية والجرنية".
وبلغ عدد اللقاحات المقدمة في الهلال الأحمر الكردي خلال عام 2021 الخاصة بالأطفال 570471 لقاح أما بالنسبة للقاحات الكزاز للنساء 120730 لقاح، وجاء ذلك ضمن حملات خاصة وهي حملة لقاح الخماسي استمرت لمدة أسبوعين في 20 قرية من قرى كوباني، وحملة شلل فموي وقدمت جميع هذه اللقاحات من قبل منظمة الصحة العالمية.
لا يقتصر عمل مركز الهلال الأحمر الكردي في كوباني على تقديم العلاج وإنما يسعى لتثقيف النساء والأمهات ليقمن بدورهن في حماية المجتمع من الأمراض "نعمل على تثقيف الأمهات من أجل تفادي الآثار التي تظهر بعد اللقاح والتي تثير قلقهن وهي ورم مكان الإبرة وارتفاع دراجات الحرارة".
وفي بداية شهر حزيران/يونيو الماضي وصل لقاح فيروس كورونا إلى المركز ويأتي اللقاح على مرحلتين الأولى والثانية، "ليس هنالك أي آثار جانبية للقاح كورونا لذلك نطلب من جميع الأهالي أخذه لحماية أنفسهم من الوباء".
ويشهد المركز الصحي للهلال الأحمر الكردي في مدينة كوباني ازدحاماً للمرضى والمراجعين الذين يبلغ عددهم يومياً أكثر من 150 شخصاً في كافة أقسام المركز من كافة الفئات العمرية، بهدف تلقي علاجات وفحوصات طبية مجانية.