الجامعات البديلة في زمن الحرب أرضية لمستقبل علمي ومعرفي متطور

أكدت جيان سيد سلو على أهمية إيصال صوت جامعات إقليم شمال وشرق سوريا إلى جميع الأكاديميين والباحثين في جامعات الدول المتقدمة، ليتم اطلاعهم على وجود الجامعات البديلة في ظروف الحرب.

أسماء محمد

قامشلو ـ تم استغلال فكر المجتمع السوري خلال حكم نظام البعث واليوم هناك خطر على المستقبل العلمي والمعرفي لسوريا مع إجراءات تعديلات في المنهاج التعليمي دون العودة إلى أصحاب الخبرة من الأكاديميين، ولتصحيح المسار التعليمي خلال الثورة السورية عملت جامعات إقليم شمال وشرق سوريا على بناء فكر ديمقراطي ومنفتح على العلم والمعرفة.

بهدف دعم القطاع التعليمي في المنطقة والنهوض بمستوى البرامج التعليمية والبحثية، قامت منسقية الجامعات بإقليم شمال وشرق سوريا بافتتاح عدة جامعات موزعة على العديد من مناطق الإقليم منها جامعة روج آفا التي تأسست عام 2016 بمدينة قامشلو وجامعة الفرات في كوباني عام 2017، وجامعة الشرق في الرقة عام 2021.

تقول الرئاسة المشتركة في الدراسات العلية والعلوم الاجتماعية في جامعة روج آفا جيان سيد سلو, عن مدى أهمية الجامعات البديلة في المجتمع، أن الهدف منها هو تحرير الفكر من الاستغلال والاستعمار الذي يمارس بحق الشعوب، وايصال العلم بكل شفافية.

وتحدثت عن عقد أول ندوة حوارية في عام ٢٠٢٤ بعنوان "إزالة الاستعمار بالمعرفة والعلم وكسر العزلة على جامعات شمال وشرق سوريا"، وما ميزها حضور شخصيات هامة على الصعيدين الأكاديمي والبحثي من بلدان أوروبية وغربية، وتقديم الدعم لجامعات اقليم شمال وشرق سوريا "حملت الندوة عنوان ذو أبعاد مهمة، بحضور أكثر من ٤٠ أكاديمي و٤٠ باحث من مختلف الدول، بهدف دعم الجامعات البديلة".

وأوضحت أن الهدف من عقد هذه الندوة هو تبادل الخبرات والعلم بين الأكاديميين الموجودين في مختلف الجامعات "هذا هو الهدف الأساسي لدعم جامعة كوباني وجامعة روج آفا، وجامعة الشرق في إقليم شمال وشرق سوريا".

وأشارت إلى أن "الأشخاص الذين يبحثون عن العلم المعرفي، عليهم السعي لبناء جامعات مؤسسة بهدف تنظيمي وأن يكون لها استقلاليتها، وأن يتم تحقيق العدالة وبناء العقول الثقافية، فلقد تم استغلال عقول المجتمع خلال الـ ٥٠ عام الماضية من قبل النظام البعثي، وخلال الثورة السورية عملت جامعاتنا على بناء شعب ديمقراطي ومنفتح على العلم، لضمان حقوقهم كطلاب في مختلف الجامعات".

وأكدت أن "الفريق الأكاديمي عمل على دعم جميع الجامعات لضمان استقرارها وأن يكون لها تنظيمها ومنهجها الخاص، لإيمانها بأهمية رفع الثورة العلمية في المجتمع، كما تم العمل على 4 محاور، وتضمن المحور الأول دعم التدريس، والمحور الثاني ترجمة الكتب، والمحور الثالث تأمين الموارد اللازمة للمخابر العلمية ودعمها، وتناول المحور الرابع القبول".

وبينت أن تأسيس جامعة روج آفا في عام ٢٠١٦، هدفه رفع ثورة العلم في الجامعات البديلة، لمساندة من تم استبعادهم عن الدراسة بسبب ظروف الحرب "هدفنا إيصال صوت جامعات إقليم شمال وشرق سوريا إلى جميع الأكاديميين والباحثين في جامعات الدول المتقدمة، ليتم تعريفهم بوجود الجامعات البديلة ضمن ظروف الحرب".

واختتمت الرئاسة المشتركة في الدراسات العلية والعلوم الاجتماعية في جامعة روج آفا جيان سيد سلو حديثها بالتأكيد على أن الهدف من الجامعات البديلة "تحرير الفكر من الاستغلال والاستعمار الذي يمارس بحق الشعوب، وايصال العلم بكل شفافية".